يتربع فيلم «كابتن مصر» علي قمة إيرادات الموسم الحالى، بعد أن فاجأ الجميع بتحقيق أعلى إيرادات في موسم شم النسيم، ورغم أن الفيلم ينطلق من فكرة قديمة قدمت في أكثر من نسخة أمريكية وإنجليزية، إلا أن الفيلم الذي أشاد للمصادر المقتبس منها، واعتمد علي كوميديا مختلفة صاغها عمر طاهر، حتي أن الفيلم أشار للاقتباس من حلقات «كابتن ماجد» ضمن مصادر الاقتباس، والفيلم يعد مغامرة سينمائية جديدة لمعتز التونى الذي يعتبر مخرجاً بدرجة كوميديان، بما قدمه من تجارب كوميدية لفتت الانتباه إليه، وتوجد ب«كابتن مصر» الذي حقق ردود أفعال جماهيرية جيدة. ويقول مخرج الفيلم معتز التونى: «الفيلم حقق 12 مليوناً في الأسبوع الثالث لعرضه، وهو رقم جيد، خاصة أن الفيلم بلا توليفات تجارية، فلا يضم أغنية مهرجانات، أو تجاوزات لفظية، أو راقصة، فأبطال «كابتن مصر» جميعهم رجال، ونجاحه اعتمد على تقديم كوميديا محترمة وراقية، وأنا سعيد لأن الفيلم فرض نفسه وحقق إيرادات جيدة، ووجود 7 شخصيات علي الأفيش أسهم في ذلك، خاصة أن الجمهور يريد التغيير، ولم يعد يميل لفكرة النجم الأوحد، بالإضافة للفكرة التي أصبحت أهم من الإفيه، فالمشاهد زهد في أفلام الضرب والبلطجة، وأصبح يبحث عن الضحكة، وسط الضغوط التي يتعرض لها المواطن المصرى». وأضاف «التوني»: «الإشارة للأفلام المأخوذ عنها «كابتن مصر» في التتر، لا يهدف لقطع الطريق علي النقاد، لتأويل الفيلم علي أنه مسروق أو مقتبس، ولكنه يهدف في الأساس لتسهيل الأمر علي الجمهور، الذي قد ينصرف عن الموضوع بمحاولة تذكر الأفلام المشابهة له، فالفكرة قدمت من قبل في أكثر من عمل، وهذا لا يعني أننا لم نقدم جديداً، فالفيلم أحداثه وشخصياته مصرية، لأننا طورنا الفكرة وكتبنا خمس نسخ من السيناريو قبل البدء في تصويره، فالشكل الذي شاهده المشاهد يختلف عن المضمون الذي نطرحه، فالسجون والمساجين في مجتمعنا تختلف عن أى دولة أخرى». وتابع «التوني»: «كوني كوميدياناً أفادنى كمخرج، لأن الآن أضع نفسي مكان الممثل، وأشعر بإحساسه ومناطق قوته، وهو ما يجعلني أجمع في التفكير بين عقلية المخرج وعقلية الممثل، ورغم بدايتي التمثيلية إلا أنني خريج المعهد العالي للسينما، وعملت كثيراً كمساعد مخرج قبل تولى مسئولية أعمال سينمائية إخراجياً، والكوميديا هي عشقى وما أقدمه من أفلام أقدمه بحب». وعن منظومة الإنتاج وارتباطها بسطوة النجوم قال «معتز»: «منظومة الإنتاج تغيرت أكثر من مرة والنجوم بالفعل كانت لهم شروط معينة يرضخ لها الجميع، ولكن في حالتي يعتبر الفيلم الأخير بطولة جماعية، ولكني بدأت بالطريق الصحيح، فعرض علي السيناريو وتحمست له، ثم أخذته لشركة الإنتاج وبدأنا الترشيحات، ووافق محمد إمام علي العمل، وبدأنا التحضير وترشيح الأبطال، ومحمد إمام يتعامل معى للمرة الأولى ولكني اكتشفت فيه شخصاً في قمة الاحترام، وسعدت بالعمل معه، وأنا كمخرج شعرت بالحرية في اختياراتى ولم أتعرض لأى ضغوط تذكر». وأكد معتز التونى أن المخرج عاد لقوته مرة أخرى، خاصة الجيل الأخير من المخرجين، فأحمد الجندى قدم تجارب جيدة ومغايرة، وإسلام خيرى قدم تجربة جيدة مع نجم كبير مثل: محمد هنيدى، وأحمد حلمى استعان بمخرج مثل عمرو سلامة في فيلمه الأخير، وهو ما يعني أن نجوم الشباك بدأوا يهتمون باسم المخرج، كما عادت الأفلام للتراكيب الجديدة، والعمل من خلال البطولات الجماعية، وهو ما أسهم فيه انتعاش السينما، والمواسم الجديدة مثل موسم شم النسيم، الذي لم يتوقع أحد أن يقبل الجمهور فيه علي السينمات، وحقق «كابتن مصر» فيه 2 مليون جنيه في يوم واحد. وعن المعوقات التي تواجه السينما قال «التونى»: «الموسم الحالي مؤشر علي انتعاش السينما، وأنا كمخرج لا أواجه الكثير من الصعوبات، لأن جهة الإنتاج هي من تتولى مسئولية تصاريح التصوير، والتعاون بين الجهات الرسمية ومنتجى السينما، مما يسهل عملية الإنتاج ويدفع بأفلام أكثر لدور العرض، فالسينما في العالم تجد سهولة في التصاريح وحماية من جهاز الشرطة فى أثناء التصوير، والسينما بدأت تنشط وتحتاج لدعم، فإلى جانب نشاط «السبكى» السينمائى، دخلت شركات أخرى في المنافسة منها «دولار نيو سنشرى»، بالإضافة لعدد من المنتجين الأفراد، وهو مؤشر جيد يجب الالتفات إليه». وعن تراجع جهات الإنتاج الكبيرة عن الإنتاج يقول: «هناك تجارب جيدة قدمتها شركات كبيرة مثل فيلم «الجزيرة 2» و«الفيل الأزرق»، ولكن هذه الكيانات تعمل في الإنتاج والتوزيع وتمتلك دور العرض في الوقت نفسه، ويحصلون على مكاسب مقابل عرض أفلام الغير، لأن السينمات تحصل على 50٪ من إيرادات الفيلم، ويتحمل المنتج مصروفات الدعاية وطبع النسخ، وبالتالى يحقق الموزع مكاسب دون التفاته للإنتاج، ولكن هذه الشركات تقدم أفلاماً كبيرة كل فترة».