ما الذى يدفع الناس إلى تسليم أموالهم لنصاب تمكن من جمع 1.8 مليار جنيه؟! ما الذى يجعل الناس تثق بهذا النصاب لهذا الحد الذى رأينا فيه من يبيع أرضه وعقاراته من أجل أن يقدمها بهذا الشكل دون سند يحفظ لهم حقوقهم؟! الأمر ليس صعب الإجابة عنه، والجميع يعرف ما أقوله، هو وجود أموال زائدة على حاجة البشر ويريدون أن تدر عليهم أرباحاً وفيرة دون بذل أى تعب أو جهد!!!. وبصراحة شديدة ما فعله أهلنا فى الصعيد والوجه البحرى ليس عبطاً منهم، ولكنهم حريصون على تحصيل أرباح ومكاسب يرون أنها أكثر مما يحصلون عليه من البنوك، فالنصاب كان فى بداية الأمر يمنحهم أرباحاً بواقع 11٪ شهرياً، يعنى أعلى من نسبة البنوك فى سنة... وهذا يدفعنا إلى القول إن هناك عيباً ما فى البنوك التى لم تستوعب هؤلاء البشر الذين لديهم أموال زائدة على حاجتهم الفعلية والضرورية، وأعرف من بين هؤلاء الضحايا من حصل على قرض من أحد البنوك، وقدم أموال القرض إلى النصاب ظناً منه أن رأسماله ثابت وسيربح أموالاً شهرياً، ويسدد القرض.. وهذا يعنى أن المواطن المصرى الراغب فى الحصول على مكاسب سريعة يفكر ويفكر، وبالتالى لا يمكن أبداً وصفه بالعبط!!! قصة الريان الجديد فى عام 2015 وبعد ثورتين عظيمتين قام بهما هذا المواطن الضحية لعملية نصب كبرى يعرفها القاصى والدانى، والهدف من تسليم المواطن رقبته بسهولة لمن ينصب عليه بهدف الحصول على أرباح لمبالغ زائدة على حاجته.. لماذا إذن لا تقوم الحكومة هى بدور هذا المسثمر.. ولا أقصد طبعاً.. أن تكون نصابة، بمعنى أوضح: لماذا لا تقوم الحكومة بجمع هذه الأموال الزائدة على حاجة الناس وتستثمرها فى مشاريع قومية حقيقية، وتقدم الأرباح الى الراغبين فى ذلك.. ليس عدم ثقة فى البنوك، وما أكثرها، ولكن طالما أن الناس لديها الرغبة والنية فى ذلك.. وبما أن الحكومة تعانى فلساً حقيقياً ولديها المقدرة على القيام بمشروعات عملاقة فلماذا لا تستثمر هذه الأموال الزائدة على حاجة الناس، وساعتها سيضمن الراغب فى تقديم أمواله حفظها فى الصون حتى لو لم يحصل على أرباح؟!! والأمر ليس تشكيكاً فى دور البنوك، وإنما لأن الناس لا تريد دفع أموالها إليها.. والأمر أيضاً ليس ببعيد على أحد، فعندما أعلنت الدولة عن فتح الاكتتاب فى مشروع القناة، خرجت الأموال من تحت البلاطة وانتهى مشروع الاكتتاب فى زمن قياسى لم يكن أحد يتوقعه.. وبالتالى لو أن الدولة أعلنت عن مشاريع أخرى، فستجد الراغبين فى تقديم أموالهم طواعية للاسثمار والحصول على أرباح، بدلاً من الوقوع ضحايا للنصابين ومن يلعبون بالبيضة والحجر.. الوطن الآن فى أشد الحاجة الى مشاريع قومية والناس لديها رغبة مؤكدة فى الحصول على أرباح، والحكومة ستكون ضامنة فلماذا لا يتم تفعيل هذه الفكرة، أفضل من حالات الحزن والعويل التى تنتاب الضحايا الآن بعد ما فعل ما فعله النصاب الذى تمكن من خداع هذا الشعب العظيم، وجعل الحكومة فى ورطة تبحث عنه بعد تعدد البلاغات الكثيرة ضده.