من حسن حظ الكرة المصرية أنها بدأت في العودة الي المناطق الأمامية علي الصعيد الأفريقي خاصة بواسطة الأهلي والزمالك في بطولتي أبطال الدوري والكونفيدرالية، وعلي حساب فريقين من رواندا هما الجيش ورايون سبورت. ويبدو أن الظروف وضعت فريقي رواندا في طريقنا حتي تكون المهمة سهلة جدا، وقد كانت في منتهي السهولة لدرجة أن الفوز جاء ذهابا وعودة، ليذكرنا بجملة الفنان الكوميدي محمد هنيدي «رواندا تشيك» تأكيدا علي سهولة العبور والعودة في فيلم «وش إجرام»!! ورغم رضا جاريدو عن ثنائية الأحمر ذهابا وعودة أمام الجيش الرواندي، وسعادة فيريرا بثلاثية الزمالك ذهابا وعودة في شباك رايون سبورت الرواندي إلا أن النتيجتين لا يمكن أن نقيس عليهما باقي مشوار الفريقين في بطولتي أفريقيا، والبداية الجادة الحقيقية من دور ال16 الذي تظهر فيه القوة الحقيقية للفرق المشاركة. الانطباع الجيد المبشر للكرة المصرية هو وجود ثلاثة مدربين من ثلاث مدارس مختلفة في المثلث الكروي المصري المهم للمنتخب والأهلي والزمالك، القاسم المشتركة بينهم هو الكرة الهجومية والضغط علي المنافس وعدم اللجوء للنواحي الدفاعية التي عانت منها الكرة المصرية لسنوات عديدة سابقة. فيريرا المدير الفني للزمالك لم يركن الي فوزه في القاهرة 3/1 ولعب في رواندا مهاجما وسجل ثلاثية وصرح بعد الفوز الكبير بأن الزمالك كان يجب أن يفوز بسبعة أهداف! ونفس الحال بالنسبة لجاريدو الذي سجل ثنائية في لقاء العودة بالقاهرة وأهدر العديد من الأهداف ويحسب للاعبيه الضغط المتواصل ومحاولة استغلال ضعف مستوي المنافس. ورغم كل هذه الإيجابيات فإن المشوار المقبل صعب في ظل تصريحات جاريدو التي أثارت قلقا وغضبا بين اللاعبين بأن اللاعبين الذين لا يشاركون أهدروا كل الفرص التي أتيحت لهم وأنهم لا يستحقون ارتداء فانلة الأهلي، والغضب شمل بصفة خاصة أحمد عبدالظاهر وكريم بامبو وأحمد عادل عبدالمنعم. أما بارقة الأمل التي لاحت للصاعد الواعد رمضان صبحي بفتح الباب أمام احترافه الأوروبي ودراسة العروض المقدمة له من ليستر سيتي الإنجليزي وأودونيزي وسامبدوريا الإيطاليين، فهي أبرز إيجابيات تطورات الموقف بين جاريدو والمغضوب عليهم من لاعبي الأهلي، فبرغم موهبة وإمكانيات رمضان صبحي التي انطلقت قبل حضور جاريدو إلا أن «الكيمياء» بينهما غير موجودة واحترافه أفضل له وللأهلي.