أحب الغنى والطرب زى عنية الاتنين.. لدرجة أن الأغانى ممكن تتلاعب بمشاعرى فى دقيقة واحدة.. وكأنها كرة شراب تنقل من ساق إلى ساق.. هيافة بقى بعيد عن السامعين!! أستمع لأغنية عاطفية تتحدث عن هجر الحبيب.. والحرمان ممن نحب.. تجد دموعى.. قد سالت أنهاراً!! أستمع لأغنية وطنية حماسية.. تلبسنى روح الزعيمين سعد زغلول ومصطفى كامل معاً!! طوال عمرى كده.. وأنا مشاعرى رقيقة.. وقلبى قلب خساية.. فشر العندليب الأسمر.. حتى إن زميلتى بالوفد حنان أبو الضياء.. كانت تقول عنى.. عصام لو ملقاش واحدة يحبها.. بيحب على رووووحه!! هذا هو حالى مع الغناء عموماً.. لكن هناك ثلاث أغنيات تحديداً.. لها معي كلام وحوادث.. تستحق أن نرويها لكم: الأغنية الأولى.. هى أغنية «ست الحبايب».. وهى واحدة من أروع وأبدع ما شدت به الراحلة فايزة أحمد.. ولحنها الموسيقار العظيم محمد عبدالوهاب..فهذه الأغنية كانت -ولا تزال- والله تستدر دموعى.. حتى وأمى على قيد الحياة لمجرد تصور.. أننى سأفقد أمى يوماً ما.. وأستمع لهذه الأغنية!! أما بعد وفاة أمى رحمها الله فقد تحولت الأغنية إلى «سوط» يجلد مشاعرى وأحاسيسى لدرجة.. أننى بدأت أتحاشى سماعها.. وأتشاغل فى أى شيء إذا فرض على سماعها.. فعلاً والله كان الله فى عون الأيتام الصغار.. لدرجة أننى رفضت أن يحضر ابنى الصغير لؤى.. حفل عيد الأم الذى أقامته المدرسة منذ أيام.. رحمة به.. وبمشاعره.. بعد أن فقد والدته رحمها الله.. منذ ما يقرب من عامين!! نطلع من جو النكد والحزن.. اللى عيشتكم فيه.. للأغنية الثانية وهى والحمد لله مبهجة.. وهى أغنية العندليب الأسمر.. «وحياة قلبى وأفراحه».. والتى أعشقها زى عنيه الاتنين.. ولكنها كانت تتحول.. أحياناً.. لشبشب زنوبة -بعيد عن مقامك - يلسوع مشاعرى.. كلما أذيعت وأنا راسب فى دراستى.. وخاصة أننى تعثرت فى دراستى الجامعية.. بعد أن عرفت قدماى طريق الإعلام.. واستجبت لنداهة الصحافة.. لدرجة أننى كنت أنجح عاماً وأرسب عاماً.. والغريب أننى فى العام الذى أنجح فيه أتلهف وأتحرق شوقاً لسماعها دون فائدة.. وكأن الإذاعة مستقصدانى.. أسقط.. تذيعها ليلاً ونهاراً.. أنجح.. تختفى.. وكأنها فص ملح وداااب! أما ثالث الأغانى التى عانيت منها طوال الأسبوع الماضى.. وكرهت سماعها..فهى أغنية كوكب الشرق أم كلثوم.. «إنما للصبر حدود».. ولذلك سبب.. ستعذرونى بعد معرفته!! فابن شقيقى حازم العبيدى الصحفى فى بوابة الوفد.. واللى خيري عليه.. وعلى أهله من ساسه لراسه.. الأسبوع الماضى اتزنقت فى مبلغ من المال.. وقلت مافيش أقرب من ابن اخويا.. لحمى ودمى.. المهم يا مؤمن.. أخدت منه الفلوس.. ولم يمر أكثر من أسبوع.. والاقى جنابه.. سايب كل أغانى الست أم كلثوم.. واللى تعدت أكتر من ألف أغنية.. وماسك فى أغنية واحدة.. هارى بيها بدنى.. عمال يشغلها ليل نهار.. وكأنه فى قهوة بلدى.. فنحن نسكن فى عمارة واحدة.. وهذه الأغنية هى رائعة الست أم كلثوم «إنما للصبر حدود يا حبيبى»!! ولما لقانى.. تلح.. ومطنش.. وعامل نفسى مش واخد باللى.. كتب على الزفت اللى اسمه «الفيس بوك».. حازم العبيدى يشعر بالروقان.. ويستمع لأغنية «إنما للصبر حدود». لأم كلثوم.. شوووف ياخى الغتاتة.. هو يشعر بالروقاااان.. وأنا أشعر بالخجلااااااان!! لدرجة أننى أخاف الآن أن أمووووت.. قبل أن أسدد دينه.. فلربما أتى على قبرى ليذيع أغنية حمادة هلال التى غناها فى فيلم «العيال هربت» والتى يقول فيها.. «يا عيلة واطية ونصابة.. هاتو الفلوووس اللى علييييكم»!! وبكده.. هبقى فى نص هدومى.. وكمان مش هعرف إزااااى أورى وشى للأموات المحترمين زمايلى!! باختصار.. يا مؤمن كرهنى فى الصبر.. والسلف.. ومن قبلهم أغنية الست!! وقلت فى نفسى.. آدى آخرة اللى يستلف م العيااااال.. يا سيدى!!