شهدت المملكة العربية السعودية حالة من الصراع مع حركة الحوثيين اليمنية، على مدار عشرات السنوات الماضية، كانت أسبابها واحدة، وهى النزاعات الحدودية، واعتداءات حوثية على الحدود السعودية، الأمر الذى تطور مساء أمس ليجعل السعودية توجه ضربة عسكرية لحماية حدودها ودولتها من خطرهم. "الحوثيون" اسم أطلق على حركة "أنصار الله"، هي حركة سياسية دينية مسلحة تتخذ من مدينة صعدة في اليمن مركزا رئيسيا لها، تأسست عام 1992 نتيجة مايشعرون أنه تهميش وتمييز ضدهم من الحكومة اليمنية. تنتمي قيادة وأعضاء الحركة إلى المذهب الزيدي من الإسلام، وشهد تاريخ الحوثيين فى اليمن صراعات طائلة مع الرئيس اليمنى علي عبد الله صالح وأركان نظامه، بسبب عدم الرضا المحلي عن سياسات النظام الداخلية والخارجية، والتقاء هذا الضيق مع الشعور باستهداف متعمد للمذهب الزيدي ورموزه وتاريخه في اليمن. اتهمتهم الحكومة اليمنية وحزب التجمع اليمني للإصلاح والسعودية ومصادر أمنية أمريكية بتلقي الدعم من جمهورية إيران الإسلامية، فى حين ينفي أعضاء وقيادات الحركة ارتباطهم بإيران ويصفون الاتهامات بأنها محاولة للتغطية على الدور السعودي في اليمن. وبدأت الحروب متوالية بين الحوثيين واليمن منذ عام 2004، وخاضوا 5 حروب أمام بعضهم البعض، إلا أن الحرب السادسة فى 2009 تطورت فيها الأمور مما أدى لتدخل السعودية فى القتال ضد الحوثيين، متهمة إياهم ب"التسلل" وإطلاق النار على حرس الحدود السعودي. إذ كانت القوات اليمنية قد شنت حملة عسكرية عرفت باسم "عملية الأرض المحروقة" في 11 أغسطس 2009 ، وفى 12 سبتمبر قتل أكثر من 80 مدنيا وقالت الحكومة اليمنية أنه كان مخيما للحوثيين وخط إمدادات، الأمر الذى شن على إثره الحوثيون هجوما على نقاط حدودية وقتلوا جنديين سعوديين وجرحوا 11 آخرين في نوفمبر وسيطروا على جبل الدخان فى السعودية. واتهم الحوثيون السعودية بالتدخل في الأراضى اليمنية منذ 2007، وأن الطيران السعودي يقصف مواقع حدودية وداخل اليمن رغم نفي الحكومة اليمنية أن الطيران السعودي يقصف مواقع في صعدة، فى حين أصدرت المؤسسة الدينية "الحنابلي" بالسعودية بيانات تصف عمليات الطيران السعودي ب"الجهاد". وفى سياق متصل، كشفت وثيقة ويكيليكس أن لقاء جمع الأمير خالد بن سلطان بالسفير الأميركي في الرياض حول تزويد الولاياتالمتحدة للقوات السعودية بصور ستالايت لقتال الحوثيين. وصرح خالد بن سلطان حينها أن الطيران السعودي ينفذ غاراته وفقاً لتوصيات لجنة يمنية سعودية مشتركة، قائلا أن حصولهم على صور الستالايت مهم لأنه لا يثق بتوصيات الحكومة اليمنية. واستمر القتال بين القوات السعودية والحوثيين إلى شهر ديسمبر من عام 2009، وقال مسئول يمني أن عدد القتلى الحوثيين بلغ 263 قتيلا و 277 مدنيا و119 جنديا من قوات النظام، وأعلن خالد بن سلطان انتصار السعودية في الحرب قائلا أنهم "طهروا" المنطقة من الحوثيين، وتم استعادة جبل الدخان. في 22 ديسمبر، قال الحوثيون إن قوات سعودية شنت هجوما على منطقة النضير وقتلت 54 مدنيا، وصرح في نفس اليوم قيادي من الحوثيين أن المقاتلين صدوا هجوما سعوديا على صعدة وقتلت عددا لم يحدده من الجنود السعوديين. فى حين صرح مسئول يمني أن عدد القتلى من الجيش اليمني منذ بداية الاقتتال في أغسطس بلغ 119 وارتفع العدد إلى 133 قتيلا في يناير 2010. في 25 يناير 2010، أعلن عبد الملك الحوثي استعداده الخروج من 46 موقعا محتلا داخل الأراضي السعودية شريطة ألا تتدخل السعودية في حربه مع الجيش اليمني، بينما نفى مسئول سعودي بعد 48 ساعة هذا التصريح أن يكون للحوثيين خيار في الانسحاب، وقالوا أنهم أخرجوهم من الحدود وانتصروا في المعارك. وقال المسئول السعودى في 26 يناير أن الحوثيين أعلنوا توقف إطلاق النار من جانبهم ولم يطلقوا النار ونحن لم نتدخل وانتهى الاقتتال رسميا حينها استمرت المعارك بين الحوثيين والجيش اليمني بشكل متقطع إلى أن توقفت في 12 فبراير انسحب الحوثيون من شمالي صعدة في 25 فبراير. وعاد خطر الحوثيين ليهدد الأمن السعودى من جديد، الأمر الذى اضطر المملكة مساء أمس إلى توجيه ضربة عسكرية لها أطلقت عليها "عاصفة الحزم".