وسط أجواء مليئة بالتوتر بين مصر وقطر بسبب مساندة ودعم قطر لجماعة الإخوان فى أعمال العنف التى تنفذها فى مصر لإحداث نوع من الفوضى فى البلاد وسحب السفير القطرى من مصر يذهب الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى المملكة العربية السعودية الأحد فى زيارة تستغرق ساعات فى وجود رجب طيب أردوغان الرئيس التركى. وفي ظل هذه الأجواء فسر عدد من الخبراء السياسين أهداف الزيارة بأنها تأتى تمهيدا لعودة العلاقات بين مصر وقطر واستكمال اتفاق الرياض الذى كانت السعودية الراعية له وخالفت قطر بنوده بعد وفاة الملك عبدالله مباشرة. فمن جهته، قال الدكتور عصام جلال، عضو الهيئة العليا لحزب المؤتمر، إن زيارة السيسي للسعودية تأتي لإذابة الخلافات بين مصر وقطر، وتحديد النقاط الأساسية التي تسير فيها العلاقة ما بين الطرفين، كما أنها خطوة مهمة وجادة في سبيل إقامة مؤتمر اقتصادي ناجح في مصر. وأضاف جلال أن الزيارة تأتي لمناقشة العلاقات المصرية القطرية، باعتبار أن السعودية هي الراعية لتهدئة الأوضاع بين الدولتين، وامتصاص نقاط الخلاف بين القاهرة والدوحة. وقالت أمال شاهين الهاشمى، الباحثة السياسية فى الشؤون الدولية، إنه من المتوقع أن يتم فى الزيارة استكمال المشاورات بعد اتفاق الرياض حول المصالحة مع دولة قطر، بعد زيادة التوتر بين البلدين وسحب قطر لسفيرها من مصر شريطة أن تتوقف عن الأعمال العدائية ضد مصر، والتوقف أيضاً عن تمويلها للإرهاب الذى يُحدث قلق في الشرق الأوسط. وأكدت الهاشمي أنه بالرغم من الغضب الشديد لدينا تجاه ما تفعله قطر، فإن نجاحنا في لم شمل العرب، وإدراك الجميع بأن هناك مخططا لتقسيم الوطن العربى، سيصب في النهاية لصالحنا ولصالح المنطقة بأكملها. وفى السياق نفسه، قال حسين هريدى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن الزيارة ستشهد عدة قضايا منها الجهود العربية فى مكافحة الإرهاب وعدم الاكتفاء بالانضمام للتحالف الدولي وخلق تحالف عربي، إضافة إلى مناقشة ملف التصالح المصري- القطري، مشدداً على أنه لا يوجد عربى سعيد بما وصلت له العلاقة بين مصر وقطر. ورحب حسين السويدي، الخبير الاقتصادي، بالزيارة التى تأتي كخطوة استباقية للمؤتمر الاقتصادي، المقرر عقده في مارس المقبل، ولتهدئة الأوضاع وإزالة التوتر بين مصر وقطر من خلال السعودية، كوسيط بين الطرفين. وأكد السويدي، أن المملكة العربية السعودية قادرة على تهدئة الأوضاع بين مصر وقطر، وستكون قادرة خلال هذا اللقاء على امتصاص نقاط الخلاف مشددا على ثقته الكبيرة في الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال هذا اللقاء، وأنه سيأتي بنتائج ناجحة على مصر. وقال أحمد حسني، رئيس اتحاد شباب مصر والقيادي بتحالف شباب الثورة إن المصالحة مع قطر، لابد أن تكون مدعومة بعدة شروط أهمها أن تتوقف عن الأعمال العدائية ضد مصر، والتوقف أيضاً عن تمويلها للإرهاب الذي يُحدث قلاقل في الشرق الأوسط. وأشار حسنى إلى أنه يعتقد عدم وجود تنسيق بين القيادة في مصر والسعودية وقطر للتصالح مع جماعة الإخوان، خاصة في ظل استمرارها في اتباع سلوك فوضوي وإحداث جرائم إرهابية وسقوط ضحايا، لافتا إلى أن الفرصة متاحة لمصالحة بعض الدول، وأن الأمر لن يمتد للمصالحة مع الإخوان خاصة مع الرفض الشعبي لذلك الأمر.