بسبب الأزمة السياحية والكساد الذى ضرب مدينة الأقصر، قررت " سمر ناجى " التى درست تاريخ مصر القديمة، وعملت فى مجال الإرشاد السياحى، وتجيد التحدث بلغات عدة، وصديقتها " بسمة البحيرى " مهندسة الديكور التى جذبها تصميم الأزياء أن يقوما معا بإحياء الصورة التى كانت تشهدها معابد الأقصر وساحاتها التاريخية قبل أكثر من ثلاثة آلاف عام، من اهتمام بالأزياء النسائية وأدوات الزينة، عبر تنظيم أول عرض أزياء تشهده مدينة الأقصر التاريخية لكنهن ما أن أعلن عن فكرتهن عبر صفحات التواصل الاجتماعى، وبين الصديقات المقربات، فوجئن بانتقادات مرجعها الموروثات الاجتماعية التى تعادى عمل المرأة وتقف حائلا أمام انخراطها فى كثير من المجالات، وبخاصة مجالات الإبداع والفنون وعروض الأزياء وغيرها. إلا أنه وبحسب قول " سمر ناجى " و" بسمة البحيرى " وبدعم من العائلة فقد تمكنتا من تجاوز تلك المعوقات التى تتسبب فى تعطيل كل خطط تمكين المرأة بصعيد مصر وسرعان ما تبددت هذه الانتقادات بعد أن أقبلت الشابات وعشرات من النساء المناصرات لدور المرأة على تشجيع تلك الفكرة، ليقام العرض وسط حضور حاشد، واقتصرت المشاركة على عارضات ومصممات أزياء ومحلات كبرى على أبناء مدينة الأقصر، دون الحاجة إلى الاستعانة بخبرات منظمى عروض الأزياء فى العاصمة القاهرة، الأمر الذى أعطى التجربة تميزا وخصوصية. والطريف أن بعض العارضات من فتيات المدينة التاريخية طلبن عدم التقاط صور لهن فى العرض، وذلك نتيجة لتأثرهن بالموروثات الاجتماعية السائدة فى المدينة وغيرها من مدن صعيد مصر . نجاح أول عرض أزياء نسوية فى الأقصر، شجع المنظمات على إقامة معرض يضم مشغولات يدوية وأعمال ديكور وإكسسوارات مطابخ وتصميمات ستائر بمشاركة الكثير من نساء المحافظة، وتضمن المعرض تعليم الفتيات فنون المكياج، كما شاركت فيه خبيرات تجميل واختتم بحفل فنى أحياه الفنان عبدالله جوهر، وذلك فى أول خروج عن المألوف فى صعيد مصر الذى يعرف بوجود كثير من المعتقدات الشعبية التى ترفض عمل المرأة، وترفض قيامها بكثير من الأعمال التى يراها البعض أمرا معيبا، وخاصة عروض الأزياء. وبعد نجاح عرض الأزياء الأول ومعرض الإكسسوارات وأدوات التجميل، الذى لقى رعاية وترحيبا من محافظ الأقصر اللواء طارق سعد الدين، تقرر الإعداد لإقامة عروض أخرى فى مدن أخرى لم تر عروضا مثل تلك عبر تاريخها مثل مدينتى إسنا وأرمنت، ووسط توقعات بأن تنتقل تجربة " سمر ناجى " و " بسمة البحيرى " إلى مدن ومحافظات أخرى بصعيد مصر.