إلى جانب الموسيقار محمد عبدالوهاب وكوكب الشرق أم كلثوم فأنا من المعجبين بالمطرب الشعبى محمد عبدالمطلب، خاصة فى أغنيته الجميلة عن آل بيت الرسول عليه الصلاة والسلام منشداً «ساكن فى حى السيدة وحبيبى ساكن فى الحسين».. وعلشان أنول كل الرضا.. يوماتى أروح له مرتين.. من السيدة لسيدنا الحسين.. وأنا قلبى متحير ما بين السيدة وسيدنا الحسين. ومع حلول ذكرى مولد سيدنا رسول الله عليه الصلاة والسلام أمس السبت.. فإن اللسان مُرطب بذكراه العطرة مع عشق العاشقين لأهل بيته رايحين جايين مثل ملايين العاشقين للكعبة المشرفة في مكةالمكرمة ومقام سيدنا الرسول في المدينةالمنورة كل سنة حجاً وعمرة دون كلل أو ملل. وكانت أول زياراتنا للرسول عليه الصلاة والسلام مع حجة عام 1977 بصحبة عشاق يحجون كل عام لأكثر من عشر مرات، وكنت بالنسبة إليهم طالباً مستجداً في ساحة العشق الإلهى الذي أمسك بي وأمسكت به بمجرد الطواف حول الكعبة لأول مرة فتكررت الرحلة مرات ومرات من مكةالمكرمة للمدينة المنورة بحب كبير لم يعترضه إلا شياطين الإنس عام 1981 عندما أصدر الرئيس السادات -غفر الله له- قرارات علي سبيل الشهرة باعتقال 1500 من معارضيه وطرد 63 أستاذاً جامعياً، كنت واحداً من بينهم، وأبلغونى بقرار العزل وأنا أستعد للسفر مع بعثة الحج بعد أيام قليلة وشفعوا قرار العزل بقرار آخر وهو المنع من السفر خارج البلاد ولو الحج للأراضى المقدسة. هكذا أراد السادات وأرادت مباحث أمن الدولة التي خضع لها رئيس الجامعة وسافرت بعثة الحج دون رئيسها الذى شكا أمره لله سبحانه وتعالى ولم تتأخر رحمته المظلومين حتي أرانى سبحانه وتعالى في المنام أنى أزور سيدنا رسول الله مع بعثة الحج التي كانت تسعى في ذلك أمام المقام، بينما حبانى الله بالدخول إلى المقام ذاته، فأخذت أهلل الله أكبر.. الله أكبر.. أنا داخل المقام والناس خارجه.. أنا داخل المقام والناس خارجه، حتي صحيت من النوم مستبشراً خيراً بالرؤية التي أرانى الله سبحانه وتعالى أمارات في اليوم التالى عن صحتها تماماً. ومات السادات في 6 أكتوبر 1981، وعدت إلي الجامعة في فبراير 1982 وتلقيت دعوة كريمة بالسفر إلى صنعاء للتدريس في جامعتها ورأيتها فرصة عظيمة عند العودة من اليمن لأن أطير للسعودية وأحقق حلم الليلة المباركة بزيارة مكةالمكرمة والطواف حول الكعبة ثم السفر بالسيارة للمدينة المنورة عند العشق الكبير لصاحب المقام سيدنا رسول الله عليه الصلاة والسلام. ولم أتكبد أي مصاريف للسفر بالطائرة لأداء تلك العمرة، فقد كانت منحة من الله سبحانه وتعالى أعقبتها المنحة الكبرى بحجة مجانية تماماً وسبحان الرزاق الحنان المنان العاطى بغير حساب.. إذ تلقيت دعوة من المعهد العالى التابع لجامعة الدول العربية بالرياض في وقت ذهاب بعثة حج جامعة المنصورةلمكةالمكرمة واتصل بي أخى وحبيبي الدكتور حسن مشرف -شفاه الله وعافاه- وقال لى: تعالى حج معانا.. ولبيت الدعوة فوراً طائراً من الرياض للمدينة المنورة حيث صليت في الروضة الشريف بالمسجد النبوى وسعيت حباً في صاحب المقام وأخذت الطائرة إلي جدة ثم مكةالمكرمة لتستقبلنى بعثة الحج وأقابلها بالأحضان.. ويصر رئيس البعثة على التخلى لى عن مرتبته فى الفندق الذى أجرى منه للطواف حول الكعبة مرابطاً نهاراً وليلاً في صلاة الفجر مع نور الله. ونذهب مع البعثة إلى منى ونبيت فيها ليلة ننطلق بعدها لجبل عرفة مع تكبيراتنا «لبيك اللهم لبيك.. لبيك لا شريك لك لبيك.. إن الحمد والنعمة.. لك والملك.. لا شريك لك.. وتخفف المملكة العربية السعودية من شدة الحر في ذلك اليوم بإسقاط رذاذ المياه الباردة علي الحجاج حتي تغرب الشمس ونستكمل مناسك أحلى وأجمل رحلة حج جاءت منحة من الله سبحانه وتعالى وبركة سيدنا رسول الله عليه الصلاة والسلام. تذكرنا كل ذلك مع الذكرى العطرة لمولد سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام التي حلت أمس السبت 12 ربيع الأول وهو يوم قضيته في الإسكندرية حبى الأول واتبعته صباح الأحد بالسفر للمنصورة حبى الثانى.. وهكذا تتكرر رحلاتى الأسبوعية منذ أربعين سنة رايح جاي من الإسكندرية للمنصورة مثل محب آل بيت الرسول عليه الصلاة والسلام الذى كتب الشعر الجميل.. «ساكن في حي السيدة وحبيبى ساكن فى الحسين».. وأنشده محمد عبدالمطلب.. أغنية جميلة كانت على لسانه وظلت حتي اللحظة على لسانى ونحن نحتفل بذكرى المولد النبوى.. وكل عام وحضراتكم بخير.. وكما قال ربنا سبحانه وتعالى صلوا عليه وسلموا تسليما.