الأربعاء المقبل.. إطلاق خدمات الجيل الخامس من منطقة الأهرامات    وزارة النقل: مركز تحكم للرقابة على الأتوبيسات الترددية    رسميا.. انطلاق الدوري الجديد 15 أغسطس وينتهي مايو 2026    محمد مصيلحي يستقيل من رئاسة الاتحاد السكندري.. وأعضاء المجلس يتضامنون معه    حبس المتهمين بخطف طفل فى المقطم    الهيئة العامة للأوقاف بالسعودية تطلق حملتها التوعوية لموسم حج 1446    شركة مياه الشرب والصرف الصحى بالمنيا تستعد لاستقبال عيد الأضحى.. تفاصيل    مهرجان روتردام للفيلم العربي يختتم دورته ال 25 بتكريم ليلي علوي    كشف أسرار جديدة بواقعة التنقيب عن الآثار أسفل قصر ثقافة الطفل بالأقصر.. فيديو    عاجل| "أزمة غزة" تصعيد متزايد وموقف بريطاني صارم.. ستارمر يحذر من كارثة إنسانية ولندن تعلّق اتفاقية التجارة مع إسرائيل    وزير التعليم يكشف تعديلات المناهج في العام الدراسي الجديد    السيسي: ضرورة إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط    ريوس يبرر خسارة وايتكابس الثقيلة أمام كروز أزول    التفاصيل المالية لصفقة انتقال جارسيا إلى برشلونة    بوستيكوجلو يطالب توتنهام بعدم الاكتفاء بلقب الدوري الأوروبي    للمشاركة في المونديال.. الوداد المغربي يطلب التعاقد مع لاعب الزمالك رسميا    رئيس مجلس الشيوخ: التغيرات البيئية أصبحت ملحة ومازلنا مغيبين ونتناول هذا الملف برفاهية    تخريج 100 شركة ناشئة من برنامج «أورانج كورنرز» في دلتا مصر    افتتاح معرض إعادة التدوير لمؤسسة لمسات للفن التشكيلي بحضور وزيرة البيئة    السيسي يستقبل وزير الخارجية الإيراني ومدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية.. صور    وزير الخارجية: مصر أكثر طرف إقليمي ودولي تضرر من التصعيد العسكري في البحر الأحمر    دنيا سامي: مصطفى غريب بيقول عليا إني أوحش بنت شافها في حياته    «واكلين الجو».. 3 أبراج هي الأكثر هيمنة وقوة    دعاء يوم عرفة 2025 مستجاب كما ورد عن النبي.. اغتنم وقت الغفران والعتق من النار    وزير الصحة يشهد احتفال إعلان مصر أول دولة في شرق المتوسط تحقق هدف السيطرة على التهاب الكبد B    زيلينسكي يعرب عن تطلعه إلى "تعاون مثمر" مع الرئيس البولندي المنتخب    برواتب تصل ل350 دينارا أردنيا.. فرص عمل جديدة بالأردن للشباب    مصمم بوستر "في عز الضهر" يكشف كواليس تصميمه    حزب السادات: فكر الإخوان ظلامي.. و30 يونيو ملحمة شعب وجيش أنقذت مصر    لو معاك 200 ألف جنيه.. طريقة حساب العائد من شهادة ادخار البنك الأهلي 2025    وزير الصحة يتسلم شهادة الصحة العالمية بالسيطرة على فيروس B    الشيوخ يبدأ جلسته لمناقشة بعض الملفات المتعلقة بقطاع البيئة    إيران تدرس الرد على المقترح الأمريكي بشأن برنامجها النووي    مصرع عنصر إجرامي شديد الخطورة وضبط 333 كيلو مخدرات| صور    مدير المساحة: افتتاح مشروع حدائق تلال الفسطاط قريبا    "الأونروا": لا أحد أمنا أو بمنأى عن الخطر في قطاع غزة    «تعليم الجيزة» : حرمان 4 طلاب من استكمال امتحانات الشهادة الاعدادية    بى بى سى توقف بث مقابلة مع محمد صلاح خوفا من دعم غزة    التضامن الاجتماعي تطلق معسكرات «أنا وبابا» للشيوخ والكهنة    تحكي تاريخ المحافظة.. «القليوبية والجامعة» تبحثان إنشاء أول حديقة متحفية وجدارية على نهر النيل ببنها    توريد 169 ألفا و864 طنا من محصول القمح لصوامع وشون سوهاج    آن ناصف تكتب: "ريستارت" تجربة كوميدية لتصحيح وعي هوس التريند    أزمة المعادن النادرة تفجّر الهدنة التجارية بين واشنطن وبكين    مصادر طبية فلسطينية: 35 قتيلا بنيران إسرائيلية قرب مراكز المساعدات خلال الساعات ال 24 الأخيرة    ميراث الدم.. تفاصيل صراع أحفاد نوال الدجوى في المحاكم بعد وفاة حفيدها أحمد بطلق ناري    رئيس الوزراء يُتابع جهود اللجنة الطبية العليا والاستغاثات خلال شهر مايو الماضي    عيد الأضحى 2025.. ما موقف المضحي إذا لم يعقد النية للتضحية منذ أول ذي الحجة؟    تعليم دمياط يطلق رابط التقديم للمدارس الرسمية والرسمية لغات    هيئة الشراء الموحد: إطلاق منظومة ذكية لتتبع الدواء من الإنتاج للاستهلاك    وزير الصحة: 74% من الوفيات عالميًا بسبب الإصابة بالأمراض غير المعدية    22 سيارة إسعاف لنقل مصابي حادث طريق الإسماعيلية الدواويس    «من حقك تعرف».. ما إجراءات رد الزوجة خلال فترة عِدة الخُلع؟    تكريم الفائزين بمسابقة «أسرة قرآنية» بأسيوط    لطيفة توجه رسالة مؤثرة لعلي معلول بعد رحيله عن الأهلي    زلزال بقوة 6.3 درجة يضرب قبالة سواحل هوكايدو شمالي اليابان    الرئيس السيسي يهنئ مسلمي مصر بالخارج بحلول عيد الأضحى المبارك    أمين الفتوى: صلاة الجمعة لا تتعارض مع العيد ونستطيع أن نجمع بينهما    رئيس حزب الوفد في دعوى قضائية يطالب الحكومة برد 658 مليون جنيه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الخبز قبل الثقافة شعار عام 2014
نشر في الوفد يوم 31 - 12 - 2014

عندما تمتلئ موائد الحكام بقضايا الخبز، يأتى ظهور الثقافة خجلاً، وبدلاً من أن يكون للثقافة نصيب الأسد في اهتمامات الحكومات، على اعتبار أنها سبب نهضة المجتمع وتطورهُ، ودفع عجلته نحو الرقي في شتى المجالات العلمية والفكريه والأدبية، تظل من وجهة نظر كثيرين ترفاً يمكن الاستغناء عنه، وعلى الرغم من ذلك التهميش، تظل الثقافة هى الظاهرة الإنسانية الأهم التى تفصل الإنسان وتميزه عن سائر المخلوقات.
كما تعد الثقافة مقياساً حقيقياً لمدى الرقي الفكري والأدبي لدى الشعوب.
ويظل عام 2014 عاماً حزيناً فى حياة المثقفين المصريين، فهذا العام فقدت فيه مصر العديد من القامات الثقافية الكبيرة أمثال الكاتب محمد ناجى والروائية رضوى عاشور، وجاءت التفاعلات الثقافية تقليدية، بينما طلت وجوه جديدة من نافذة الجوائز مثل فوز الكاتب الشاب محمد الفخرانى بجائزة المعهد العربى للرواية، وتصدرت قائمة الأكثر مبيعاً فى سوق الكتب أسماء شابة فاجأت الجميع بحضورها وتسيدها للمشهد الأدبى.
ولكن جاء العام بشكل عام ضعيفا ثقافياً، فلم تكن هناك فعاليات ثقافية ضخمة، وما زالت مشكلة الثقافة الأبدية قائمة ألا وهى، هل الثقافة تتبع الدولة، أم الدولة تتبع الثقافة؟!
حملت الحقيبة الثقافية فى عام 2014 وزيران، تم تغيير وزير الثقافة من الدكتور صابر عرب إلى الدكتور جابر عصفور وسط دهشة من الوسط الثقافى، وتقدم الدكتور سعيد توفيق رئيس المجلس الأعلى للثقافة باستقالته على إثر هذا التغيير وتولى الدكتور محمد عفيفى المجلس بدلاً منه، كذلك اعتزل الكاتب والروائى الكبير يوسف زيدان للمشهد الثقافى احتجاجاً على تعيين الدكتور إسماعيل سراج الدين رئيس مكتبة الإسكندرية مستشاراً ثقافياً لمجلس الوزراء.
كان ضمن الفعاليات الثقافية لهذا العام الملتقى الدولى الخامس للمأثورات الشعبية بعنوان «المأثورات الشعبية وتعزيز التنوع الثقافى» دورة «أسعد نديم». والذى ناقش العديد من الإشكاليات والقضايا المتعلقة بالمأثورات الشعبية من خلال الموائد المستديرة، وجلسات الأبحاث التى عقدت على مدار يومين بالمجلس الأعلى للثقافة.
احتفل أيضاً المركز القومى للترجمة ب«يوم المترجم» التي نظمها المركز على مدار يوم عقدت خلاله 5 جلسات، وقرر فيه الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة تخصيص جائزة خاصة للثقافة العلمية بدءاً من العام القادم تضاف لقائمة الجوائز التى يقدمها المركز، وفتح منح تفرغ لشباب المترجمين لترجمة كتب الثقافة العلمية، لتشجيعهم على الترجمة في هذا المجال، وفى خطوة مفاجئة قرر مضاعفة قيمة جائزتى رفاعة والشباب ابتداءً من العام المقبل.
كما شهد عام 2014 احتجاز الرقابة ثلاثة إصدارات لدار التنوير. هي «مدخل إلى السيموطيقا» للمفكر الراحل الدكتور الراحل نصر حامد أبو زيد وسيزا قاسم، ودراسة بعنوان «في مديح الحب» للفليسوف الفرنسي آلان باديو، والتي سبق أن نشرت فصول منها، ورواية «المبرومة» للكاتب ربيع جابر.
الكتب الأكثر مبيعاً
رغم الأحداث المتلاحقة على المستوى السياسى إلا أن كثيراً من دور النشر أفادت أن هناك عدة كتب تسابقت فى معدل البيع وكذلك عدد الطبعات، وكان أهمها:
رواية «ترنيمة سلام» تأليف أحمد عبدالمجيد، وتصميم الغلاف للفنان عبدالرحمن الصواف، عن دار «ن» للنشر والتوزيع، وتقع الرواية فى 366 صفحة من الحجم المتوسط. تعرض لنا الرواية تجربة روحية فريدة تنتقل بنا ما بين الواقع والحلم عبر ثلاث قارات أثناء سعى بطلها لإيجاد سلامه النفسى المفقود.
ورواية منافى الرب التى تتميز بعمق اللغة والسرد الرائع لأحداث الرواية، تناول الكاتب خلال سرده الأحداث عن قضية الحياة والخلود, بطل الرواية الذى لا يخاف الموت وترك الحياة, وظل يسعى جاهدا ليجد الخلود مما جعله هذا يدخل في دوامة لا مخرج منها, وظل مع هذا التخبط إلى أن وصل للحقيقة ولكن كان ذلك مع لحظات الموت، نرى أن الكاتب يهدف إلى أن الإنسان يجب عليه أن يتحرر من قيوده التى تمنعه من الاستمتاع بحياته ويطلق لنفسه العنان في هذه الحياة.
ورواية «الإسكندرية فى غيمة» للكاتب الكبير إبراهيم عبدالمجيد، وتقع الرواية فى 470 صفحة من القطع المتوسط، وهى الجزء الثالث من ثلاثيته الرائعة حول الإسكندرية التى تختلف عما هو معروف عن الثلاثيات، فليس هنا أبطال يواصلون رحلتهم إلا قليلا، بل مدينة عظيمة فى ثلاث نقاط تحول كبرى فى تاريخها. الرواية الأولى كانت «لا أحد ينام فى الإسكندرية» عن المدينة العالمية أثناء الحرب العالمية الثانية، وكيف كانت مدينة للتسامح بين الأديان والأجناس ومعاناة المصريين تحت الحرب، أما الثانية فهى «طيور العنبر» عن المدينة بعد حرب السويس عام 1956، والخروج الكبير للأجانب منها والتحول لتكون المدينة مصرية فقط وتتغير كثير من ثقافتها، أما فى هذه الرواية الأخيرة فى الثلاثية عن المدينة فى سبعينيات القرن الماضى، وكيف ظهرت فى المدينة موجة من الفكر المتطرف دينيا.
ورواية « 366» لأمير تاج السرتحكى عن مدرس الكيمياء الرزين الذى يسقط صريعاً لحب من النظرة الأولى، ويسطر تفاعلات هذا الحب في رسائل لاتجد طريقها للحبيبة.
جوائز البسمة
لم يغادر عام 2014 دون أن يرسم بسمة على وجوه كثيرين ممن فازوا هذا العام بالجوائز والأوسمة، ولعل أهم هذه الجوائز لهذا العام كانت.
جائزة معهد العالم العربي في باريس
فاز هذا العام الكاتب محمد الفخراني بجائزة معهد العالم العربي في باريس، عن روايته «فاصل للدهشة»، المترجمة للفرنسية من دار نشر لاسوي، جاءت الرواية لترسم بدقة ملامح وجوه الفقراء والمسحوقين والمهمشين فى واقع مغيب، ليكمل بها الكاتب محاكاة عالم المهمشين الذى كان قد دخله سابقاً فى رواية «بنت ليل» الصادرة عام 2002، ويعتبر محمد الفخراني من الأسماء الأدبية التي لمعت في السنوات الأخيرة من خلال أعمال قصصية وروائية حاول فيها تقديم رؤية مختلفة فى كتابة الواقع.
جائزة «البوكر العربية»
من خلال سياق عربي محلي، يترجم الهواجس التي تؤرق الفرد في العراق، استطاع الكاتب العراقى أحمد السعداوى أن يحوز إعجاب لجنة تحكيم النسخة السابعة من الجائزة العالمية للرواية العربية «البوكر» بعمله المميز «فرانكنشتاين في بغداد»، ليؤكد أن الذائقة الأدبية للبوكر والقائمين عليها بدأت هذا العام طريقها إلى التغيير، فبعد أن ظلت الأعمال الفائزة بالجائزة طوال الأعوام الماضية تتصل بمضامين تقليدية، بدأ الأمر يختلف هذا العام.
وأحمد السعداوي كاتب وشاعر عراقي من مواليد بغداد عام 1973. وهو يعتبر كاتب جوائز، حيث حازت روايته الأولى «البلد الجميل» على الجائزة الأولى للرواية العربية بدبي 2005. ثم رواية « إنه يحلم أو يلعب أو يموت « والتى حازت على جائزة هاي فاستيفال البريطانية لأفضل 39 اديباً عربياً دون سن لاربعين. 2010. ثم «فرانكشتاين في بغداد» والحائزة على جائزة البوكر لهذا العام. من أهم إصداراته الشعرية، الوثن الغازي، نجاة زائدة، وعيد الاغنيات السيئة، ومدريد، وصورتي وأنا أحلم.
نوبل للآداب
أعلنت الأكاديمية السويدية فوز الكاتب الفرنسي باتريك موديانو بجائزة نوبل للآداب لعام العام، وذكرت أن «موديانو» مولود في 30 يوليو عام 1945، من أب ذي جذور إيطالية وأم بلجيكية، كتب العديد من الروايات، حمل بعضها مأساة طفولته ومراهقاته، كما نقل مشاهد العديد من المصائر الإنسانية وحاز على العديد من الجوائز الأوروبية في مجال الرواية، أصدر أولى رواياته عام 1968، بعد لقائه الكاتب كينو الذي شكل مفصلاً هاماً في مسيرته الأدبية، ومنذ ذلك التاريخ تفرغ موديانو للكتابة، ولم يترجم العديد من رواياته إلى الإنجليزية او العربية، بسبب ما اعتبر اتسامها ب«إشكاليات سياسية» وتمحورت معظم أعماله حول باريس خلال الحرب العالمية الثانية، مع وصف لتداعيات أحداث مأسوية على مصائر أشخاص عاديين، وكان «موديانو» البالغ من العمر 69 عاماً تركزت معظم أعماله على حقبة الحرب العالمية الثانية وأربعينيات القرن الماضي، وحازت روايته «شخص مفقود» على جازة غونكور الفرنسية عام 1978، وفاز عام 2012 بجائزة الدولة النمساوية للأدب الأجنبي، واكد القائمون على الجائزة إن شهرة موديانو تتركز في فرنسا، وأنه ليس معروفا في أوساط القراء الناطقين بالإنجليزية بسبب قلة كتبه التي ترجمت إلى الإنجليزية.
جائزة نجيب محفوظ
أعلنت الجامعة الأمريكية عن فوز الكاتب السوداني حمور زيادة بجائزة نجيب محفوظ للأدب لعام 2014 عن روايته «شوق الدرويش»، وعن حيثيات اختيار رواية «شوق الدرويش» ذكر أعضاء اللجنة أن التحكيم أن «رواية شوق الدرويش» رواية تتألق في سردها لعالم الحب والاستبداد والعبودية والثورة المهدية في السودان في القرن التاسع عشر. وأضافوا «تتشابك علاقات القوى على المستويين الإقليمي والمحلي في الرواية منذ اندلاع الثورة المهدية وحتى سقوط الخرطوم، كما تتناول الرواية لوحة متعددة الألوان وواسعة النطاق من الشخصيات والأحداث لترسم صورة لزمان ومكان غير مألوف لمعظم القراء. كما أن أهم ما يميز «شوق الدرويش» هو هذا الثراء الملحمي الذي يسري بطول السرد لا على مستوي تعقيد شخصية البطل المأساوي فحسب بل أيضا على مستوي تعدد مناحي الخطاب اللغوي: إذ تتراوح على نحو مبهر وغني ما بين السرد والشعر والحوار والمونولوج والرسائل والمذكرات والأغاني والحكايات الشعبية والوثائق التاريخية والترانيم الصوفية والابتهالات الكنسية وآيات القرآن والتوراة والإنجيل وحتى الكتابة عن الكتابة. من أهم أعماله «سيرة أم درمانية» مجموعة قصصية صدرت عام 2008 عن دار الأحمدي ورواية «الكونج» - عام 2010 « والنوم عند قدمي الجبل» عن دار ميريت.
وجوه مبدعة غادرت
أبى عام 2014 الرحيل إلا بعدما اصطحب معه وجوه كثيرة، غادرت الساحة الأدبية، تاركة وراءها ميراثاً إنسانياً كبيراً كان أهمهم الروائى الكبير محمد ناجى والشاعران سميح قاسم وسعيد عقل وأيضاً المترجم محمد سعيد مبروك والكاتبة رضوى.
الشاعر الفلسطينى سميح القاسم
بدأ الرحيل هذا العام بالشاعر الفلسطينى الكبير سميح القاسم، ووارى جسده الثرى على قطة أرض مرتفعة على جبل حيدر فى بلدة الرامة تشرف على جبال الجليل وعلى مدينة حيفا ورأس الناقورة، ويعتبر موت سميح القاسم للأسف نهاية حقبة شعرية من أهم حقب التاريخ الشعرى فى الوطن العربى، فسميح القاسم أحد أهم وأشهر الشعراء العرب والفلسطينيين المعاصرين الذين ارتبط اسمهم بشعر الثورة والمقاومة من داخل الأراضي فى العام 48. ولد القاسم لعائلة درزية في مدينة الزرقاء يوم 11 مايو 1939، وتعلّم في مدارس الرامة والناصرة. وعلّم في إحدى المدارس، ثم انصرف بعدها إلى نشاطه السياسي في الحزب الشيوعي قبل أن يترك الحزب ليتفرغ لعمله الأدبي. كذلك أسهَمَ في تحرير «الغد» و«الاتحاد» ثم رَئِسَ تحرير جريدة «هذا العالم» عام 1966. ثُمَّ عادَ للعمل مُحرراً أدبياً في «الاتحاد» وآمين عام تحرير «الجديد» ثمَّ رئيس تحريرها. وأسَّسَ منشورات «عربسك» في حيفا، مع الكاتب عصام خوري سنة 1973، وأدارَ فيما بعد «المؤسسة الشعبية للفنون» في حيفا.
الكاتب والمترجم محمد إبراهيم مبروك
كما غيب الموت هذا العام الكاتب والمترجم الكبير محمد إبراهيم مبروك، بمستشفى القوات المسلحة بالمعادي، عن عمر ناهز 71 عامًا. ويعتبر محمد إبراهيم مبروك واحداً من أهم وأعمق الكتاب والفلاسفة فى عصره، ولد محمد إبراهيم مبروك عام 1943، في محافظة المنوفية، ودرس في كلية الآداب، واعتقل في مارس عام 1967، بسبب انخراطه في التنظيمات اليسارية المعارضة للنظام الناصري، له دور مؤسس في التكريس للسياسة المصرية الجديدة، وهو من بين كتاب جيل الستينيات، ومنذ أن نشر قصته «نزف صوت صمت نصف كاتب جريح» احتفى به الوسط الأدبى وعلى رأسهم الكاتب الراحل يحيى حقي عندما نشر قصصه لأول مرة بمجلة «المجلة». ترجم «مبروك» أعمالًا قصصية للعديد من كتاب أمريكا اللاتينية ومنهم: «بورخيس، لوجونيس، إيزابيل الليندي، خيرار دو ماريا، إييارجنجوتيا، أرتور وأوسلار بيتري»، نشرها في إصدارات المشروع القومي للترجمة، كما نشر بعضها في سلسلة كتاب اليوم وسلسلة الجوائز بالهيئة المصرية العامة للكتاب والتي نشر فيها مجموعتين قصصيتين من أعمال الكاتبة المكسيكية «أمبارو دابيلا». هما «حين تقطَّعتْ الأوصال» و«أشجار متحجرة».
الروائى محمد ناجى
كان رحيل الروائى الكبير محمد ناجى هذا العام هو الألم الأكبر الذى أصاب الوسط الأدبى كله، بعدما زاره ملاك الموت فى مستشفى بالعاصمة الفرنسية باريس، عن عمر ناهز الثامنة والستين، حيث كان يتعافى من آثار جراحة زراعة كبد، بعد أن ظل يعاني لسنوات من إصابته بالسرطان وحاجته إلى عملية زراعة عضو جديد. ولد ناجي في مدينة سمنود بمحافظة الغربية عام 1946 وتخرج من كلية الآداب قسم الصحافة ليلتحق بعدها بالخدمة العسكرية من 1969 إلى 1974، بدأ ناجي مشواره الأدبي شاعرًا، ونشرت قصائده في مجلات عربية منها مجلتي الفكر المعاصر والآداب اللبنانية، ثم انتقل إلى كتابة الرواية منذ بداية التسعينيات وكانت باكورة رواياته (خافية قمر) التي اختارها كثير من النقاد والأدباء كأفضل رواية تصدر في عام 1994، كما أصدر العديد من الروايات منها مقامات عربية وليلة سفر ولحن الصباح والعايقة بنت الزين والأفندي ورجل أبله وامرأة تافهة، والأفندي، وكان آخر أعماله ديوان تسابيح النسيان الذي كتبه أثناء فترة علاجه بفرنسا، وترجمت رواياته إلى الأسبانية والفرنسية.
وحصل ناجي على «جائزة التميز» من اتحاد كتاب مصر عام 2009 كما نال «جائزة التفوق» في مصر عام 2013 عن مجمل أعماله الروائية.
الشاعر اللبناني سعيد عقل
رحل الشاعر اللبناني الكبير سعيد عقل، وهو في ال 102 من عمره، ويعد سعيد عقل شاهداً على التاريخ اللبناني المعاصر ابتداء من سقوط الدولة العثمانية وخضوع لبنان للانتداب الفرنسي واستقلاله، بالإضافة إلى المراحل العصيبة التي عصفت بلبنان، سيما الحرب الأهلية والاجتياح الإسرائيلي، الذي كان له موقف خاص إزائه. أبدع الشاعر الراحل أعمالا أدبية بين الشعر والمسرح، منها المأساة الشعرية «بنت يفتاح» التي يصفها النقاد بأنها أولى مسرحيات لبنان الكلاسيكية ونالت جائزة «الجامعة الأدبية» في ثلاثينيات القرن الماضي. وكتب عقل قصيدة «فخر الدين» الطويلة التي رفعته إلى مستوى أعلى في الشعر. بالإضافة إلى إبداعاته الأدبية كتب سعيد عقل قصيدة الأغنية، تغنى فيها بالحب وبالجمال، وغنت له السيدة فيروز العديد من قصائده التي عبر بها عن حبه لدمشق واعتزازه بها، ويذكر من هذه القصائد «سائليني» و«يا شام عاد الصيف» و«شام يا ذا السيف» و«غنيت مكة. ولد سعيد عقل في زحلة في 4 يوليو 1912، وتلقى تعليمه الأول في مدرسة «المريميين»، وكان يرغب في التخصص بالهندسة، لكن شاء القدر أن يتعرض والده لخسارة مالية فادحة أجبرته على ترك المدرسة والعمل لمساعدة أسرته، انتقل سعيد عقل إلى بيروت للإقامة الدائمة فيها، خاصة بعدما بات يكتب في الصحافة المحلية، كما تابع تحصيله العلمي في مدرسة الآداب العليا ومدرسة الآداب التابعة للأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة وفي الجامعة اللبنانية، ومن ثم انتقل إلى مرحلة التدريس فألقى محاضرات في تاريخ الفكر اللبناني في جامعة الروح القدس، كما ألقى دروسا لاهوتية في معهد اللاهوت في مار أنطونيوس الأشرفية.
الكاتبة رضوى عاشور
وغيب الموت الروائية والناقدة الأدبية رضوى عاشور بعد صراع مع المرض سافرت على أثره لإجراء عملية جراحية في الخارج، ثم عادت إلى مصر لتقضى فترة نقاهتها، وتتوفي على أرضها.
ولدت الكاتبة الراحلة في 26 مايو 1946 في القاهرة درست الأدب الإنجليزي، وحصلت على الماجستير في الأدب المقارن من جامعة القاهرة عام 1972، ونالت الدكتوراه من جامعة ماساتشوستس في الولايات المتحدة عام 1975 وعملت بالتدريس في كلية الآداب بجامعة عين شمس، كما عملت أستاذا زائرا في جامعات عربية وأوروبية. تنوع إنتاج رضوى عاشور بين المجموعات القصصية والرواية وأيضاً الدراسات النقدية، حيث صدر للكاتبة مجموعات قصصية حظيت باهتمام كبير من النقاد العرب ومنها «حجر دافئ» 1985 و«خديجة وسوسن» 1989 و«قطعة من أوروبا» 2003 ولها أيضاً «ثلاثية غرناطة» وتضم ثلاث روايات هي: «غرناطة» «مريم والرحيل» 1995 و«أطياف» 1999.
كما صدر لها مؤخراً عن دار الشروق رواية «أثقل من رضوى».
وحصلت رضوى عاشور على عدد من الجوائز من بينها: «جائزة أفضل كتاب لعام 1994 عن الجزء الأول من ثلاثية غرناطة، على هامش معرض القاهرة الدولي للكتاب، وكانت ضمن مجموعة من 12 أديبا عربيا تم تكريمهم فى المعرض، وجائزة قسطنطين كفافيس الدولية للأدب في اليونان، وجائزة تركوينيا كارداريللي في النقد الأدبي في إيطاليا، وجائزة بسكارا بروزو عن الترجمة الإيطالية لرواية أطياف في إيطاليا، وجائزة سلطان العويس للرواية والقصة في 2012.
ورضوى عاشور هى زوجة الشاعر الفلسطيني مريد البرغوثي ووالدة الشاعر تميم البرغوثي.
الشاعر عبداللطيف عبدالحليم «أبو همام»
وفى نهاية عام 2014 أعلنت وفاة الدكتور عبداللطيف عبدالحليم، الشهير ب«أبو همام»، عمود الشعر الكلاسيكى وعضو المجمع، وعضو لجنة الشعر بالمجلس الأعلي للثقافة، وعضو محكم في كثير من اللجان والمؤتمرات في الداخل والخارج، واختير عضواً في مجمع اللغة العربية بالقاهرة عام 2012، وذلك بعد صراعه مع المرض عن عمر ناهز 69 عاماً. وشاعرنا هو عبداللطيف عبدالحليم أكاديمي وأديب وشاعر مصري ولد عام 1945. اشتهر بكنيته «أبو همام». ولد بمحافظة المنوفية، حفظ القرآن والتحق بمعهد شبين الكوم الديني. حصل على الثانوية الأزهرية عام 1966، التحق بكلية دار العلوم جامعة القاهرة، وتخرج فيها عام 1970، وعين فيها معيداً وحصل على درجة الماجستير. ثم سافر في بعثة دراسية إلى جامعة مدريد عام 1976، وحصل منها على درجتي الليسانس والماجستير مرة أخرى، ثم على درجة الدكتوراه. عاد إلى مصر وعين أستاذاً ورئيسا لقسم الدراسات الأدبية بكلية دار العلوم. وتدرج في وظائف التدريس بالكلية حتى أستاذ مساعد وأعير إلى جامعة السلطان قابوس، ثم عاد أستاذاً بكلية دار العلوم، وكان رئيس مجلس إدارة جمعية العقاد الأدبية 1985 - 1988، وعضو اتحاد الكتاب، وجمعية الأدب المقارن.
حصل على جوائز عدة من مصر والبلاد العربية. منها جائزة الدولة التشجيعية في الترجمة الإبداعية 1987, وجائزة مؤسسة البابطين للإبداع الشعري عن أفضل ديوان عام 2000.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.