رحيل شيخ التربويين و شيخ المؤرخين الأردني وشاعر الشعب ماركيز وشكسبير بلغاريا وشعراء أمريكا أبرز راحلين العام رحيل ابنة تشرشل ووزوجة محفوظ ونائبة رئيس الطائفة اليهودية بمصر رحيل رضوى وقاسم وناجي وسلطان و"أبو همام" ودّعنا سميح القاسم و"شعراء لبنان" و"شيخ المؤرخين" "لن أكون بينكم لأن ريشةً من عصفور في اللطيف الربيع ستكلّل رأسي/ وشجر البرد سيكويني/ وامرأة باقية بعيداً ستبكيني وبكاؤها كحياتي جميل". كلمات الشاعر الراحل أنسي الحاج ستظل تتردد في آذان المثقفين وبالتحديد هذا العام الذي يعد "عام الحزن" في الوسط الثقافي، فما من يوم يخلو من خبر وفاة أحد الكتاب أو الشعراء في مصر والعالم العربي والعالم بأكمله. فقد شهد هذا العام رحيل الكبار بدءاً من ماركيز، مروراً برضوى عاشور، ومحمد ناجي، وسعيد عقل وسميح القاسم وغيرهم الكثير الذين نتذكرهم في السطور القادمة. الظاهرة الأبرز في مشهد هذا العام تمثلت في رحيل عدد من أبرز الوجوه الشعرية تنتمي إلى أجيال وتجارب مختلفة أبرزهم أنسي الحاج صاحب ديوان "لن" وأحد مؤسسي مجلة "شعر" التي اطلقها يوسف الخال، ومن المنظرين للحداثة الشعرية. كما رحل الشاعرالفلسطيني سميح القاسم بعد صراع مرير مع المرض، والشاعر اللبناني السوري الأصل سعيد عقل، أحد أهم شعراء المدرسة الشامية والكلاسيكية الحديثة. وكان سبقه رحيل الشاعر الغنائي اللبناني جورج جرداق. مصر تفقد كبار مبدعيها في مصر كان الفقد عنوان المشهد، فقد رحلت الروائية رضوى عاشور عن عمر يناهز 68 عاما، تعد الراحلة من كبار الأدباء المصريين، وهي أم الشاعر تميم البرغوثي، وزوجها الشاعر الفلسطيني الكبير مريد البرغوثي. وهي أسرة عريقة أدبيا ونضاليا ضد أوجه الاستبداد والاحتلال. وكذلك شهد العام رحيل الأديب البورسعيد قاسم عليوة، وهو أحد الكتاب والروائيين الكبار صدر له العديد من المجموعات القصصية والروايات وساهم بشكل فعال في معظم المؤتمرات التي نظمتها الثقافة واتحاد الكتاب لأكثر من ثلاثين عامًا متواصلة كما يعتبر من القامات الإبداعية الكبيرة بإقليم القناة وسيناء ومصر. وفاة الروائى محمد ناجى فى باريس، بعد صراع طويل مع سرطان الكبد، وودعنا أيضاً رسام الكاريكاتير الكبير "أحمد طوغان" الذي وافته المنية عن عمر ناهز 88 عاماً. رحل أيضاً في صمت كمال عياد جاد الأستاذ بكلية التربية جامعة عين شمس، والشاعر السكندري أحمد فراج أحد أبرز شعراء الثمانينيات، ولم يحتف الوسط الثقافي كثيراً برحيله. وعلى صعيد الترجمة، فقدنا المترجم الكبير محمد إبراهيم مبروك، الذي يعد أول من عرّف بعوالم ماركيز وبالواقعية السحرية في أمريكا اللاتينية خلال بداية السبعينيات، توفى الدكتور فيصل يونس، المدير الأسبق للمركز القومى للترجمة ، و الحاصل على وسام الجمهورية و جائزة الدولة فى العلوم الاجتماعية. ودعنا أيضاً شيخ التربويين المصريين حامد عمار عن 93 عامًا، والمؤرخ الكبير الدكتور "عبادة كحيلة" أستاذ التاريخ الإسلامى بكلية الآداب جامعة القاهرة. وشهد العام رحيل "بلبل الصعيد" الشيخ أحمد التوني، بعد أن وافته المنية عن عمر ناهز التسعين عامًا، كان الراحل يتميز بألقابه العديدة فيطلقون عليه أيضًا "إمام المداحين"، و"ساقي الأرواح"، و"سلطان المنشدين". رحل عن عالمنا الكاتب والخبير العسكري اللواء طيار" محمد زكي عكاشة "، أحد أبطال حرب أكتوبر، وله العديد من المؤلفات التي تسرد حرب 73، آخرها كتابه "حديث النسور" الفائز بجائزة الأدب السياسى بمعرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته المنتهية. كذلك شهد العام رحيل الكاتب والمترجم عبد العظيم الوردانى، وهو الشقيق الأكبر للروائى محمود الوردانى، ورحيل الإعلامى محمود سلطان الذيارتبط اسمه بواحد من أشهر البرامج على الشاشة، وهو "عالم الحيوان". رحيل الدكتور عبد اللطيف عبد الحليم ( أبو همام) عضو لجنة الشعر الذي يعد من أشهر شعراء العمود الشعري، و الكاتب الروائي والفنان التشكيلي أمين الريان، والأديب سمير عبد الفتاح، أحد نبلاء القلم في جيل السبعينيات، بعد أن ترك لنا ست مجموعات قصصية، بخلاف ستة كتب أخرى في النقد الأدبي وروايتين. وعلى صعيد الشعر فقدنا الشاعر الكبير المنجى سرحان، عضو اتحاد كتّاب مصر، والشاعر المصرى مدحت قاسم، عن عمر يناهز سبعة وسبعين عامًا، والذي يعد أحد أهم شعراء جيل الستينيات في مصر والوطن العربى. أيضاً الشاعر بدر توفيق أحد أبرز شعراء الستينيات، الذي اعتزل الحياة العامة منذ فترة بعيدة، حيث كان مكتئباً ووحيداً، لم يكن شاعراً فقط فقد ترجم سونيتات شكسبير الكاملة ترجمة بديعة. رحل عن عالمنا الشاعر حسن توفيق، والذي عرف ب"مجنون العرب" وكانت له قصائد ودراسات نقدية وكتابات صحفية هامة ، كما ترجمت أعماله للغات عدة. رحيل الكاتب المسرحي المبدع أحمد الأبلج عن عمر يناهز 65 عاما بعد صراع مع المرض، والراحل واحد من رواد مسرح الثقافة الجماهيرية . شهد العام رحيل نجوم الصحافة، منهم الكاتب الصحفي الكبير أحمد رجب، حيث كان ينتظر الموت بعد رحيل رفيق عمره الفنان مصطفى حسين، فقد رحل رجب بعده بثلاثة أسابيع فقط!. رحيل الكاتب سعد هجرس الذى كان يعمل رئيسا لتحرير جريدة "نهضة مصر" و"العالم اليوم" عن عمر يناهز 68 عاما بعد صراع طويل مع مرض السرطان. ورحيل الكاتبة الصحفية فتحية العسال عن عمر يناهز 81 عاماً. وهى كاتبة مصرية قدمت أكثر من 57 مسلسلا تلفزيونيا، كما تنوعت كتابتها بين المسرح والتلفزيون فقدمت العديد من المسرحيات منها "نساء بلا أقنعة" و"سجن النسا" . رحيل قامات عربية على الصعيد العربي، فقدنا صاحب "منتصب القامة أمشى" الشاعر الفلسطينى سميح القاسم ، أحد رموز المقاومة الكبار فى فلسطين و الوطن العربى ، ارتبط اسمه بشعر الثورة والمقاومة.ودفع القاسم ثمن مواقفه الوطنية ومناصرته لحقوق شعبه وحرية وطنه واعتقلته عليه سلطات الاحتلال عدة مرات الإقامة الجبرية. كذلك غيب الموت الشاعر العربي الكبير " جوزيف حرب "، الرئيس الأسبق لاتحاد الكتاب اللبنانيين. أيضاً رحل "شيخ المؤرخين الأردني" عبد الكريم الغرايبة عضو رابطة الكتاب الأردنيين عن عمر يناهز 91 عاما، بعد صراع طويل مع المرض. والراحل أول من حصل على شهادة الدكتوراه في التاريخ في الدولة الأردنية، كما شهد العام وفاة الموسيقار التونسي صالح المهدي الملقب ب"زرياب تونس"عن 89 عاما بعد مسيرة حافلة في عالم الفن والموسيقى. ومن تونس فقدنا، الشاعر التونسي عبد الله مالك القاسمي عن سن 64 عاما بعد صراع مع المرض. الكاتب والشاعر والروائي التونسي "عبد الوهاب المؤدب"، كان يشرف على تنشيط برنامج "ثقافات الإسلام" في "إذاعة فرنسا الثقافية". أيضاً رحيل رجل السياسة والصحفي والكاتب التونسي الحبيب بولعراس عن عمر يناهز 81 عاماً بفرنسا، تقلد الراحل عدة مناصب حكومية من أهمها الخارجية والدفاع والثقافة والإعلام، فضلاً عن رئاسة مجلس النواب والأمانة العامة لاتحاد المغرب العربي. شهد العام أيضاً رحيل الشاعر جورج جرداق عن عمر يناهز 83 عاماً، وهو الذى اشتُهِر بقصيدة "هذه ليلتى" لأم كلثوم، كذلك رحل المفكر والكاتب اللبناني منح الصلح عن عمر يناهز السبعة والثمانين عاماً. الشاعر سعيد عقل الذي غيبه الموت عن عمر يناهز 102 عاما بمنزله بالعاصمة اللبنانية لقب بالشاعر الصغير ويعتبر سعيد عقل من أكبر دعاة القومية اللبنانية وقد ساهم بشكل كبير فى وضع إطار فلسفى لها ولفكرها الأيديولوجى من خلال التركيز على "الخاصية اللبنانية". وفي العاصمة الفرنسية باريس، رحل الخطاط والشاعر العراقي محمد سعيد الصكّار عن عمر ناهز الثمانين. المؤرخ السوري محمود شاكر الذي عمل أستاذاً للجغرافيا والتاريخ الإسلامي في كلية العلوم الاجتماعية بالرياض والقصيم، وكان قد أعدَّ برنامجاً إذاعياً في إذاعة القرآن أطلق عليه "جغرافية العالم الإسلامي" ، له أكثر من مائتي مصنَّف في التاريخ والفكر الإسلامي والجغرافيا. توفي المفكر وعالم المستقبليات المغربي، المهدي المنجرة، عن عمر يناهز 81 سنة، ويعد الراحل من أبرز علماء الدراسات المستقبلية في العالم، وعرف بمواقفه المناهضة للسياسات الغربية في المنطقة العربية، وبنضاله من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان. فقدت الأوساط الثقافية والأدبية السودانية، الشاعر محجوب شريف، الذى عرف "بشاعر الشعب"، حيث واجه الشاعر أنظمة الحكم ببلاده من خلال أبيات قصائده التى شكلت إلهاما للسودانيين خلال حقب مختلفة. رحيل المفكر اليمني إبراهيم بن علي الوزير أحد أبرز رموز الفكر الإسلامي المعاصر، عاش شبابه بين السجن والتشريد، في داخل وطنه اليمن، وكان يعمل على تخليص وطنه من براثن الظلم والاستبداد، سواء في العهد الملكي أو الجمهوري. وداع الكبار على الصعيد العالمي، رحل الأديب الكولومبى الحائز على جائزة نوبل العالمية للآداب "جابريل جارثيا ماركيز " فى المكسيك، عن سبعة وثمانين عامًا، ماركيز صاحب "مئة عام من العزلة" و"الحب في زمن الكوليرا"، و"خريف البطريرك". رحل الصحفي والمؤرخ البريطاني البارز المتخصص في شئون الشرق الأوسط، باتريك سيل عن 83 عاما، الذي شارك في عديد من المؤتمرات التي تتناول قضايا الشرق الأوسط، في بريطانيا وخارجها، باعتباره أحد أكبر خبراء المنطقة. فقدت الأوساط الثقافية الأمريكية كاتب الخيال العلمي الذي اشتهر بروايته بعنوان "زهور من أجل الجرنون" الكاتب دانيال كيز، بعد صراع مع المرض عن عمر يناهز 86 عاما. رحيل الشاعرة الأمريكية مايا أنجلو إحدى الناشطات البارزات بحركات الحقوق المدنية، وفاة الروائى الأمريكى بيتر ماتيسين، عن عمر يناهز 86 عاما ، عرفت كتاباته بالدفاع عن الطبيعة ضد الآثار التكنولوجية السيئة، و الآثار المدمرة للتكنولوجيا على الثقافات ، وصدرت آخر رواياته "فى الفردوس" بعد ثلاثة أيام من وفاته بمرض سرطان الدم . توفي الشاعر الأمريكي غالوي كينيل المعروف بقصائده الشعرية الروحية التي تتناول تجارب الحياة اليومية عن عمر ناهز 87 عاما، أيضاً رحل الشاعر والكاتب والمترجم الأمريكي الشهير مارك ستراند عن عمر يناهز 80 عاما. كما رحلت الروائية البريطانية إليزابيث جين هاورد، مؤلفة "تاريخ عائلة كازاليت" عن عمر ناهز 90 عاما، والتي أكسبت سلسلة الكتب الخمسة، التى ترسم حياة أسرة من الطبقة المتوسطة خلال وعقب الحرب العالمية الثانية، هاورد شهرة كبيرة نظرا لطريقة تصويرها الحساسة للأشخاص والعلاقات. بعد 83 عاما من الكفاح غيب الموت الشاعر الأرجنتينى " خوان خيلمان "، أحد أهم شعراء أمريكا الجنوبية. وشهد العام رحيل مدير الأوبرا البلجيكى جيرارد مورتير، الذي عمل مديراً عاما لأوبرا موناى فى بروكسل، وأوبرا ناسونال فى باريس . فقدت الأوساط الثقافية البرازيلية، الكاتب والأكاديمى والشاعر والروائى آريانو سواسونا عن عمر ناهز 87 عاماً. وفي إسبانيا، فقدت الأوساط الثقافية شاعرها ليوبولد بانورو عن عمر يناهز 65 عاماً، والذي عاش فترة من حياته داخل السجن لمعارضته النظام الحاكم نظام فرانكو، ولجأ إلى تناول المخدرات فى السبعينيات ودخل مستشفى للأمراض النفسية ومع ذلك لم يمنعه ذلك من كتابة الأشعار الغاضبة والمعبرة عن رغبة بلاده فى تحقيق الاستقلال. وفي الهند، توفي الكاتب والصحفي الهندي الشهير خوشوان تحرير العديد م ت سينج في العاصمة نيودلهي عن عمر يناهز 99 عاما، يعد الراحل من أشهر المؤلفين وكتاب الأعمدة الصحفية في الهند . توفيت الروائية والكاتبة المسرحية البريطانية سو تاونسيند، صاحبة كتب " أدريان مول " التى صعدت ضمن الأكثر مبيعا لفترة حيث بيعت منه 20 مليون نسخة حول العالم. الشاعر البلغاري "فاليري بيتروف "عن عمر يناهز 94 سنة ، اشتهر بيتروف بترجمة وليم شكسبير إلى اللغة البلغارية في أربعة مجلدات ، المشهور ب "شكسبير بلغاريا" . فقدت الأوساط الثقافية الفرنسية – الإيطالية الشاعرة "جاكلين ريسيه" عن عمر يناهز 78 عاما، وكانت جاكلين ريسيه قد عشقت الشاعر الإيطالى الشهير" دانت " وتركت بلدها الأم فرنسا وعاشت فى إيطاليا وظلت متنقلة بين المدينتين قرابة 50 عاما. كذلك رحلت الروائية والصحفية الفرنسية "سليا برتن" عن عمر يناهز 94 عامًا، كما رحل الكاتب والسيناريست والممثل الفرنسي "دانيال بولانجيه" وذلك عن عمر يناهز 92 عاما ، دانيال حاصل على جائزة جونكور الفرنسية الأدبية، قبل أن يصبح من محكمين الجائزة بين العامين 1983 و2008 . فقدت الأوساط الأدبية الألمانية واحدا من أكبر أدبائها، هو الكاتب "سيجفريد لنز" الذى توفى عن عمر يناهز 88 عاما، حصل فى 1988 على جائزة السلام للمكتبات الألمانية. توفيت أشهر كاتبة لروايات الجريمة، البريطانية "بي دي جيمس"، عن عمر يناهز 94 عاما .جيمس مشهورة بسلسلة رواياتها البوليسية عن الشرطي والشاعر آدم دالجليش. ومن الشخصيات الثقافية الراحلة، نادية هارون، عضو مؤسس حركة مصريون ضد التمييز الدينى ونائبة رئيسة الطائفة اليهودية بالقاهرة التى رحلت عن عالمنا وشيع جثمانها من المعبد اليهودى. كذلك شهد العام، رحيل السيدة عطية الله رفيقة كفاح الأديب الكبير نجيب محفوظ ، بعد ايام قليلة من الاحتفال بمرور الذكرى 113 على ميلاده . وفقدت الأوساط الثقافية البريطانية الكاتبة والمناضلة البريطانية، الابنة الثانية لرجل السياسة ورئيس الوزراء السابق ونستون تشرشل ، مارى سوامز والتى كانت مقربة للملكة البريطانية إليزابيث الثانية ومحبة لفرنسا وذلك عن عمر يناهز 91 عاما .