شهد عام 2012 وفاة عدد من أبرز الكتاب والشعراء المصريين، وللمفارقة فقد حصل بعض هؤلاء الكتاب على التكريم الرسمي من الدولة، إما بعد رحيلهم أو قبل رحيلهم بأيام قليلة بعد أن عانوا من إهمالها، فلم يكد عام 2012 يبدأ إلا وكانت مصر قد فقدت واحداً من أهم أدبائها وروائييها، إبراهيم أصلان، الذي منحت روايته "مالك الحزين" السينما المصرية جوهرة أفلامها في التسعينيات، "الكيت كات". توفى أصلان في السابع من يناير، عن عمر يناهز 71 عاماً، ليبدأ العام برحيل الكاتب الذي طالما آمن بأن الكتابة هي بالأساس تقنية الحذف لا الإضافة، وصاحب واحدة من أفضل 100 رواية عربية. كما غيب الموت أيضاً الكاتب الصحفي والمترجم الكبير مصطفى الحسيني عن عمر يناهز 77 عامًا، في الحادي والعشرين من يناير الماضي، ويعتبر الحسيني كاتبًا من الجيل الذهبي لصحفيي مؤسسة "روز اليوسف" وممن تتلمذوا عل أيدي إحسان عبدالقدوس وأحمد بهاء الدين. في الشهر التالي، فقدت مصر أحد أبرز كتابها الساخرين، جلال عامر، الذي أثرى الثورة المصرية بكتاباته التي طالما جددت من روح الثورة التي بدت تتعثر في طريقها، وتوفى عامر، بعد أزمة قلبية انتابته أثناء مشاركته في مظاهرة بالإسكندرية شهدت اشتباكات بين مؤيدي المجلس العسكري ومعارضيه، وقد رحل عامر في الثاني عشر من فبراير الماضي. وفيما حصل أصلان على جائزة الدولة التقديرية في الآداب في مايو الماضي، بعد أربعة أشهر من وفاته، فقد حصل عليها رفيقه الكاتب محمد البساطي، الذي عانى من سرطان الكبد، ليلقى ربه، بعد أقل من نصف شهر على حصوله على الجائزة التي تأخرت كثيراً على الكاتب الذي طالما رفض العلاج على نفقة الدولة التزاماً منه بموقفه الثابت بالبعد عن المؤسسة الثقافية الرسمية، وقد رحل البساطي في الخامس عشر من يوليو عن عمر يناهز 75 عاماً. وما هي إلا أيام قليلة حتى رحل واحد من أبرز شعراء جيل السبعينيات، حلمي سالم، الذي عانى من مرض السرطان أيضاً، عن عمر يناهز 61 عاماً، وذلك بعد أيام قليلة من نقله للعلاج بأحد المستشفيات العسكرية. وأيضاً شهد العام الحالي، وفاة الكاتب والمحلل السياسي، سامر سليمان أستاذ الاقتصاد السياسي بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، الصحفي السابق بجريدة الأهرام "إبدو"، والذي توفى في الثالث والعشرين من ديسمبر متأثراً بمرض السرطان الذي داهمه العام الحالي. ولم يكد العام يسدل أستاره حتى توفى الشاعر والفيلسوف الدكتور عبد الغفار مكاوي في اليوم التالي لوفاة سامر سليمان، ليرحل مكاوي في صمت بعد أن ترك عشرات الكتب والترجمات الفلسفية التي تظل حتى اليوم، معيناً لكل دارسي الفلسفة، ليرحل مكاوي، وهو أفضل من ترجم الفلسفة والشعر الألماني إلي العربية حتي يومنا هذا، رغم أنه كان من الرواد.