مع رحيل عام 2012 نتوقف لحظات لتأمل ما أخذت معها من مبدعين ومثقفين وفنانين أثروا الحياة الثقافية والفنية المصرية والعربية، ولذلك هم يستحقون أن نحي ذكراهم رغم أنهم موجودين بمنجزاتهم معنا ولم يفارقوا سوى بالجسد. في الأسبوع الأول من هذا العام ودعنا الكاتب والمبدع الكبير إبراهيم أصلان عن عمر ناهز 77 عامًا، صاحب "خلوة الغلبان" و "مالك الحزين" والذي توقف قلمه بعد أن منحنا أدبًا وفنًا وحياة أشخاص وأماكن ورغم قلة أعماله التي وصلت إلى ستة مجموعات قصصية وثلاث روايات إلا أنها تعد إيقونات فنية أصيلة ورغم بساطتها إلا أنها تعد خزينة من الثراء الفكري والروحي لا تنضب بمجرد القراءة .. وفي 29 فبراير توفي المفكر استاذ الفلسفة بكلية الآداب جامعة القاهرة الدكتور عاطف العراقي عن عمر ناهز 76 عامًا ، حيث ترك لنا العديد من المؤلفات، منها "النزعة العقلية في فلسفة ابن رشد، الفلسفة الطبيعية عند ابن سينا، مذاهب فلاسفة المشرق، تجديد في المذاهب الفلسفية والكلامية، ثورة العقل في الفلسفة العربية، الميتافيزيقا في الفلسفة ابن طفيل، المنهج النقدي في فلسفة ابن رشد، العقل التنويري في الفكر العربي المعاصر، تحقيق كتاب الأصول والفروع لابن حزم . كما توفي في 17 مارس قداسة البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية عن عمر يناهز89 عامًا إثرأزمة صحية استمرت عدة سنوات حيث كان يعاني من أمراض مزمنة مثل الفشل الكلوي وأورام بالرئة. وقد ودع ملايين المصريين مسلمين ومسيحين قداسة البابا حتي مثواه الأخير وشهد شهر يونيو وفاة المفكر والفيلسوف الفرنسي المسلم روجيه جارودي هو الذي أثرى المكتبة العالمية والعربية بالعديد من المؤلفات التي ترجمت للعديد من اللغات، ومن أشهرها "وعود الإسلام، المسجد مرآة الإسلام، الإسلام وأزمة الغرب، فلسطين مهد الرسالات، الولاياتالمتحدة طليعة التدهور، وعود الإسلام، الإسلام دين المستقبل، الإرهاب الغربى، جولتى وحيدًا حول هذا القرن، حوار الحضارات، الإسلام وأزمة الغرب.". وشهد شهر يوليو وفاة العديد من الكتاب والمبدعين منهم الكاتب الصحفي سلامة أحمد سلامة الذي توفي في 11 يوليو عن عمر يناهز ثمانون عامًا, وشغل الكاتب الراحل منصب نائب رئيس تحرير الأهرام في الفترة «1987 -2009»، ثم ترأس تحرير مجلة «وجهات نظر» من 1999 إلى 2008، وكان آخر منصب يشغله رئيس مجلس التحرير لصحيفة «الشروق» اليومية. وللكاتب الراحل مؤلفات عدة تهتم بالشأن السياسي وتطورات الأوضاع في المنطقة العربية، من بينها : «المناطق الرَّمَادية» و«الشرق الأوسط الجديد». كما رحلت الكاتبة الصحفية حُسن شاه في 14 يوليو بعد رحلة استمرت خمسون عامًا مع الصحافة عملت حُسن شاه في مؤسسة أخبار اليوم وتولت رئاسة تحرير مجلة الكواكب, وكتبت حُسن شاه مجموعات قصصية تحول بعضها إلى أفلام منها "الضائعة" عام 1986 إخراج عاطف سالم و"الإرهاب" 1989 إخراج نادر جلال و"الغرقانة" عام1993 إخراج محمد خان و"القتل اللذيذ" عام 1998 إخراج أشرف فهمي إضافة إلى "أريد حلا" عام 1975 إخراج سعيد مرزوق وبطولة فاتن حمامة وهو الفيلم الذي يعتقد أنه كان من أسباب تغيير قانون الأحوال الشخصية بمصر رحل الأديب المتميز محمد البساطي في منتصف يوليو عن 65 عاماً صاحب رواية "الجوع"بعد صراع مع سرطان في الكبد، والذي يعد أحد أهم روائيي وقصاصي جيل الستينيات في العالم العربي عموماً ومصر خاصةً. على صعيد الشعر أيضاً رحل الشاعر حلمي سالم في 28 يوليو عن 61 عاماً، تاركاً خلفه عشرات الدواوين والمؤلفات النقدية التي اشتركت في ما بينها في تمجيد المحبة والثورة والحياة. أما الحياة الفنية المصرية فكانت خسارتها كبيرة أيضا حيث توفي المخرج الكبير إسماعيل عبد الحافظ في 13 سبتمبر والذي يعد من أبرز مخرجي الدراما التليفزيونية في العقود الأخيرة، ، ومن أعماله نذكر "الشهد والدموع" ، "الوسية" ،"أرابيسك" ، وقد شكل ثنائيًا ناجحًا مع السيناريست الراحل أسامة أنور عكاشة الذي أخرج له عدة مسلسلات تليفزيونية، يبقى أبرزها مسلسل ليالي الحلمية. وفي نهاية شهر سبتمبر رحل الممثل أحمد رمزي عن عمر يناهز 82 سنة والذي اشتهر بأدوار الشاب الوسيم الشقي خفيف الظل .كما توفيت المطربة الجميلة وردة الجزائرية عن عمر 73 عامًا ، والتي أمتعتنا دومًا باختيار كلمات وألحان متميزة إلى جانب صوتها الشجي. كما رحل عن عالمنا هذا العام في شهر نوفمبر الكاتب ميلاد حنا والمفكر السياسي عن عمر ناهز 88عامًا والذي ترك أيضًا العديد من الكتب المهمة، منها: "أريد مسكنًا"، و"نعم أقباط لكن مصريون"، "ذكريات سبتمبرية"، و"قبول الآخر". وبدأ الشهر الأخير من السنة بوفاة الموسيقار الكبير والمؤلف والناقد عمار الشريعى عن عمر 64 عاماً ، تاركاً عدد لا يستهان به من الألحان منها 150 لحنًا لمعظم مطربى ومطربات مصر والعالم العربى.. وتجاوز عدد ألحانه فى المجال السينمائى 50 فيلمًا، و فى المجال التلفزيونى 150 مسلسلًا، وما يزيد على 20 عملًا إذاعيًا، و10 مسرحيات غنائية استعراضية. وفي نهاية شهر ديسمبر رحل كلًا من الكاتب والمحلل السياسي سامر سليمان استاذ الإقتصاد السياسي بالجامعة الأمريكيةبالقاهرة، وأحد مؤسسي الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، بعد معاناة مع مرض السرطان, وقد شارك في تأسيس قسم الإقتصاد السياسي بالجامعة الأمريكيةبالقاهرة، اختصت دراسات سليمان بالإقتصاد السياسي المصري، وأنصب اهتمامه بالتحديد على الدولة المصرية وأوضاعها الإقتصادية والمالية، وسياساتها الإقتصادية ودورها التنموي وعلاقتها بالمجتمع. ويعد الكتاب الرئيسي ل د.سليمان هو "النظام القوي والدولة الضعيفة"، وقدم فيه سليمان مختصر لتحليلاته للسياسات المالية للدولة المصرية على ضوء مصروفات الدولة المعلنة. كما توفي شاعر الفلسفة والأديب والمترجم د. عبد الغفار مكاوي عن عمر يناهز 82 عاماً استاذ الفلسفة الحديثة، والذي عاش ومات مغمورًا ووحيدًا علي الرغم من أنه عن ترجم أكثر من 70 كتابًا عن كبار الفلاسفة أمثال إيمانويل كانط ومارتن هيدجر وكتب عدة مسرحيات ومجموعات قصصية. حصاد 2012 رحيل المفكرين والأدباء البديل Comment *