تسونامي سياسي في منطقة الشرق الأوسط هكذا جاءت زيارة الرئيس «عبد الفتاح السيسي» إلى الصين، ربما نتائج تطورات الزيارة هى التي شغلت مراكز الأبحاث والدراسات لكثير من الدول بعد أن نجحت الزيارة في نقل العلاقة بين الدولتين من مجرد صديقين الى مستوى الشراكة الاستراتيجية. السفير الدكتور «عادل العدوي» مساعد وزير الخارجية الأسبق، يرى أن نتائج هذه الزيارة تكشف بجلاء المتغيرات السياسية للدولة المصرية في سياستها الخارجية بعيداً عن المواجهات والضغوط للانطلاق نحو المستقبل بهدوء وعقلانية لتحقيق الأهداف الذي ينتظرها الشعب المصري بعد قيامه بثورتين عظيمتين.. مضيفاً أن مصر تصدت للتحديات التي تواجه المنطقة وأبرزها الارهاب وخطر التقسيم وخطورة اندلاع الحروب الأهلية وغيرها من المتغيرات التي تعطل مسيرات التنمية في دول المنطقة مؤكداً أن مصر يدها للجميع من أجل البناء ساعية لأن يكون للعالم العربي دور فاعل في العالم الجديد. كيف ترى السياسة الخارجية لمصر بعد مجىء السيسي رئيساً؟ - أصبح للسياسة الخارجية خط واضح بعد مجىء السيسي رئيساً حيث أصبحت تتجه بعلم ورؤية ثاقبة نحو المستقبل وهذا ظهر من خلال التحركات نحو هدف محدد، مع التأكيد أنه لا يوجد سياسة خارجية ثابتة، فقد أصبحت الأهداف متغيرة حسب المصالح، والمستجدات على أرض الواقع التي أظهرت كثيراً من المفاجآت بعد 25 يناير و30 يونية ولم تكن في تخطيطات الدول الكبرى ولهذا كان على مصر الإسراع في التغيير والتأكيد أنه لا يوجد ثوابت في السياسة الخارجية، ولهذا ظهر التخطيط في السياسات الخارجية مركزاً نحو هدف الانفتاح على دول العالم من أجل بناء مصر. لكن توجد تحديات للسياسة الخارجية بعضها اقليمية وأخرى دولية؟ - مصر ليس لديها عداء مع أحد ولهذا تتبع سياسة الانفتاح على العالم حتى تبني الوطن بالمشاركة مع الأشقاء والأصدقاء لأننا لن نستطيع الانطلاق بمفردنا بسبب وجود مشاكل داخلية، وهذه السياسة الخارجية أصبحت أساسية وفي ذات الوقت يمثل هذا الانفتاح سعياً جيداً لحماية مصالحنا ولن نترك أحداً يعيق ارادتنا حتى نحقق أهدافنا. وما آليات تحقيق هذه الأهداف والمصالح؟ - أجهزة الدولة مازالت تتعثر بسبب ارث الفساد القديم وعرقلة الجهاز الاداري الذي يحتاج الى تغيير نتيجة لسنوات طويلة من الركود والفساد، إذن التحديات كثيرة جداً ونحتاج الى آليات كبيرة وكثيرة ومتنوعة، ولهذا فنحن في طريقنا الى تنظيم هذه الآليات والنية الصادقة موجودة، والارادة والعزم بالسير في الاتجاه لتحقيق الهدف الذي يكسبنا ثقة العالم الذي أصبح ينظر إلينا بنظرة انبهار في الغرب والشرق والشمال والجنوب، بعد أن كان يرفض ما حدث في مصر. جن جنونه ما أهم المتغيرات التي حدثت مع مصر على الصعيد الخارجي؟ - هذه المتغيرات ظهرت في العلاقات الاثيوبية التي كانت متشددة ضدنا، وكنا نواجه مشاكل معها بما يسمى بأزمة سد النهضة، ولأن الشعب الاثيوبي يرحب بما حدث في مصر ومؤخراً زار القاهرة الوفد الشعبي الاثيوبي، مما أدى الى تغيير نظرة الاثيوبيين لمصر الى مشاعر التفاهم والتعاون وأيضاً، ظهر الترحاب الشديد للرئيس «السيسي» في الأممالمتحدة بنيويورك لدرجة أفقدت «أردوغان» هدوءه، وجن جنونه في هذا الترحيب إذن مصر عملت على أرض الواقع بتصميم جيد وباستخدام كل الامكانيات للإسراع في مواجهة أخطار الداخل والخارج. وماذا عن نتائج زيارة الرئيس «السيسي» إلى الصين؟ - بعد 30 يونية ووجود رئيس منتخب للبلاد، حدث تغيير شديد في النظرة الي مصر من جانب الصين، وتأكد المسئولون هناك من وجود رغبة وارادة حقيقية لدى القيادة السياسية في التغير للأفضل، وهذه إحدى الآليات التي شجعتهم للتعاون مع مصر، بعدما رأوا حجم التحديات والصعوبات التي كانت تواجه مصر، وكيف تعاملت معها مصر وكيف ذهب الرئيس «السيسي» الى المؤتمر الافريقي في ظروف صعبة جداً بعد أن كان دور مصر معلقاً في الاتحاد الافريقي، وشاهدوا اللقاءات المتميزة للرئيس مع القادة الأفارقة، ولهذا جاء وزير الخارجية الصيني الى القاهرة في أغسطس الماضي، وطالب بعمل شراكة استراتيجية شاملة مع مصر، وهذا لم يأت من فراغ بل بعد متابعات ودراسات مستفيضة حتى توافق الصين على أن تقدم على هذه الخطوة المهمة. تفعيل الاتفاقيات وقع السيسي أكثر من ثلاثين اتفاقية مع الصين بينما يوجد 26 اتفاقية سابقة لم تكن مفعلة؟ - بالفعل، الصين كان لها مشاريع وتعاون واتفاقيات كثيرة ولم تفعل وفي لقاء لي مع السفارة الصينية سألتهم لماذا لم ينفذوا إتفاق مشروع شرق خليج السويس بعد أن حصلوا على الأرض وبدأوا ثم توقفوا فجأة، فقالوا: إن الحكومة لدينا معطلة كل شىء.. ولكن الآن أصبح واضحاً أن هذه الاتفاقيات سيتم تفعيلها، وإذا كان ألغى منها شىء كان سيتم الاعلان عنه وأعتقد أنه سيتم ربط الاتفاقيات القديمة بالجديدة من خلال دراسات وتفاهمات بين الدولتين، خاصة أن عرض الشراكة المصرية الصينية لم يأت من فراغ بل بعد أن أثبتت مصر أنها جادة في الانطلاق نحو مستقبل أفضل لها ولدول العالم. قمت بإعداد دراسات جدوي بمشروع وادي التكنولوجيا فما الذي عطل هذا المشروع؟ - بالفعل وقد أنفق على هذا المشروع ملايين الجنيهات في البنية الأساسية للمشروع وكنت استشارياً في المشروع والكوريون هم الذين كانوا سيقومون بالتنفيذ في جوانب التسويق والتمويل وكافة دراسات الجدوي وكان على مساحة 6 كم *12 كم وتم الاتفاق على منحة يابانية لإقامة كوبري على قناة السويس يخدم عدداً من المشروعات والأهداف على رأسها وادي التكنولوجيا وتم تنفيذ الكوبري بالفعل، ولكن المشروع ذاته توقف عن العمل وضاعت الملايين التي انفقت على البنية الأساسية له، لكن الفساد هو الذي أوقفه حيث كانت الدولة تحصل على أموال المشروع وتنفقها في أمور اخرى، والعالم كله كان يتابع ويتطلع لوجود مشروع جديد للتكنولوجيا على غرار «السيلكون فالي» في الولاياتالمتحدةالأمريكية. وقد قمت بزيارة المشروع مع الخبير الكوري الذي وضع وأشرف على كافة دراسات الجدوى الخاصة بالمشروع وعندما رأى المشروع على أرض الواقع فوجئ بأشياء أخرى غير المتفق عليها في دراسات الجدوى، فأعرب عن غضبه لضياع كل الجهود التي بذلت في المشروع وأمسك الأوراق ومزقها وقال ليس هذا ما اتفقنا عليه. هل تخشى أن يتكرر الاهمال مرة أخرى في المشاريع المزمع تنفيذها؟ - لا أخشى تكرار الاهمال أو الفساد لأن مصر الجديدة تغيرت وأصبح لديها ارادة سياسية وتمتلك الرؤية والقدرة على التخطيط والتنفيذ وأيضاً الشعب أصبح يتطلع ويراقبه ويتابع وينتظر الحصاد الثوري الذي قام به. الأخطار الجسيمة هل للصين مصالح مع مصر؟ - المصالح الدولية كلها متشابكة سياسياً واقتصادياً وأمنيا والشراكة الاستراتيجية هي اتفاقيات سياسية واقتصادية وأمنية ومن الواضح وجود حماس لتحقيق المصالح بين الطرفين، ومصر تهتم بالانفتاح على العالم لبناء دولتها والصين تريد التوسع في الأسواق لأنها دولة غزيرة الانتاج، وتأكدت أن مصر الجديدة أصبح لها دور كبير وفاعل في العالم خاصة بعد الانتهاء من توسعة قناة السويس، وأيضاً علاقاتها القوية في افريقيا، ودورها في المنطقة العربية، وقد شهدت الصين مدى التأييد العربي لاستقرار مصر ودعم مصالحها لمواجهة الأخطار الجسيمة التي واجهت سوريا واليمن وليبيا والعراق ومن قبل السودان وهذه الأخطار تتسم بالتقسيم أو باندلاع الحروب الأهلية التي تهدد المنطقة بالكامل، وعليه فإن مصر هي القادرة على تهدئة الأمور في المنطقة بما يجعلها تتجه الى التنمية التي تأمل الصين بالطبع أن يكون لها دور فعال في تحقيقها أو بزيادة ضخ منتجاتها في الأسواق العربية والافريقية. في المقابل كيف ينظر الغرب الى هذه الزيارة واتفاقية الشراكة الاستراتيجية؟ - أعتقد أن الغرب فوجئوا بتطورات الزيارة ونتائجها، وقد تقابلت مع أحد الخبراء الامريكان في شئون المنطقة وتأكدت أن نتائج الزيارة لم تكن في حسبان أحد المتخصصين في كبرى الجامعات الامريكية التي تهتم بدراسات المنطقة وقلت له مع أن امريكا تركز في دراساتها على الصين وآسيا وكذلك تهتم بالشرق الأوسط، ولكنه أكد أن التقارب المصري الصيني وبهذه الدرجة كان مفاجئاً لهم خاصة ما توصل إليه الطرفان من شراكة لأنهم لم يعتقدوا وجود تخطيط استراتيجي تسير عليه مصر وتأكدوا أن الوضع الآن مختلف بوجود قيادة جديدة منتخبة بنسبة كبيرة في التصويت.. وأؤكد أن التنفيذ سيفاجئهم أكثر عندما يأتي الامريكان الى المؤتمر الاقتصادي في مارس القادم ويرون المفاجأة في حجم التعاون والتقارب المصري - الصيني وهذا في صالحنا لأنه سيشجع على المنافسة التي ستكون في صالح مصر التي تبحث عن استثمار سريع وبتكلفة أقل وبأفضل جودة ممكنة. الصين من أكبر الدول المساهمة في سد النهضة ولها استثمارات تخطت المائة مليار دولار في افريقيا.. هل يمكن لها أن تساعد مصر في أزمتها بشأن سد النهضة؟ - بالطبع كل شىء وارد وقابل للحوار، ولا أعتقد أن مصر ستستخدم هذا الأمر للضغط على اثيوبيا لأن القيادة السياسية تبني مصر من خلال التعاون وليس من خلال الضغوط المباشرة أو غير المباشرة، وعلاقتنا مع اثيوبيا أصبحت قوية جداً، والحكومة الاثيوبية ستفكر قبل اتخاذ أي قرار خاصة في ظل الظروف الدولية الجيدة مع مصر، ولهذا لا أعتقد أننا نهدف الى ضغط معين، ولكن كل الأمور أصبحت على مائدة الحوار، والسياسيون يضعون كل الأمور في أذهانهم عند التحرك الذي سيكون محسوباً، واثيوبيا تعرف أنها لن تستطيع اتخاذ قرار غير مقبول من المجتمع المحيط بها أو غير متفق مع الظروف السائدة على أرض الواقع، ولهذا ستتبع الأهداف والمصالح المشتركة. السياسة العامة وماذا عن التقارب المصري - الروسي؟ - التقارب المصري - الروسي يسير حسب التخطيط العام والهدف الاستراتيجي له خاصة أن معظم مصانع القطاع العام في مصر أنشأها الروس، ومصر في احتياج لهم لتطوير هذه المصانع وتشغيلها بطاقة وقدرة عالية، وهذا التقارب يدخل ضمن السياسة العامة للدولة بالانفتاح على العالم كله، خاصة عندما يكون لهذه العلاقات أساس من الواقع، مما يساعد في تغير الصورة الى الأفضل، وروسيا دولة كبرى ومهمة في العالم، ولها خبرات كبيرة في التسليح والتصنيع الذي نحتاجه في الحديد والصلب، والروس لديهم استعداد للمشاركة والمساعدة في التنمية في مصر من خلال المؤتمر الاقتصادي ومصر دعت الجميع للمشاركة للتأكد من صلاحية القوانين الجديدة المتعلقة بالاستثمار. هل التقارب مع روسيا له تداعياته في علاقتنا مع الغرب خاصة أمريكا؟ - التقارب المصري - الروسي له فائدة على مصر وليس له فاتورة، وكل دولة تستطيع أن تستخدم الوسائل المتاحة لديها ومع هذا لا أعتقد أن امريكا ستستخدم ضغوطاً على مصر للابتعاد عن روسيا، بل هى ستري المصالح وتوازن بينها ولو يوجد أمر يضرها ستدرسه وتتابعه وتؤجله وأرى أنه لا يوجد أحد يجرؤ على أن يمنعنا من التعاون مع أي دولة، وربما التعاملات الدولية الأمريكية تقوم بعمل ضغوط على روسيا، لكنا لا نتدخل في الشئون الأخرى للدول، كما أننا أصبحنا نتعامل بدون مواجهات ونستخدم روح العقلانية لتحقيق أهدافنا وهذا ما يشغل القيادة السياسية لتحقيق التنمية كواقع ملموس على الأرض ليشعر به الشعب بعد قيامه بثورتين عظيمتين أذهلتا العالم شرقاً وغرباً. نزوح اللاجئين لكن في زيارة الرئيس إلى أوروبا لماذا اتجه إلى فرنسا وإيطاليا؟ - الرئيس لديه سياسة متوازنة ومنفتحة على دول العالم، وليس لديه مانع من التقارب شرقاً أو غرباً، ولا ننسى أن فرنسا وايطاليا من كبري دول البحر المتوسط وبالطبع لهما مساهمات مؤثرة في حل مشاكل ليبيا وسوريا ومالي في افريقيا، إذن الأمور والعلاقات كلها متشابكة وتصب في هدف واحد طالما ترتبط بالأمن القومي المصري، ومصر تهتم بحل هذه المشاكل خاصة فيما يتعلق بالارهاب الذي يواجه المنطقة، ومحاولة لوقف نزوح اللاجئين، حتى تسرع في عمليات التنمية التي يعطلها الارهاب ونزوح اللاجئين. بعد عودة طائرات الأباتشي الامريكية هل نستطيع القول بحدوث انفراجة في العلاقات المصرية - الأمريكية؟ - هذا صحيح، وواضح أن الامريكان بدأوا يشعروا بتغير الأمور وبخطأ موقفهم لذا غيروا من موقفهم وأفرجوا عن الطائرات ومازال التعاون سيزداد وينمو ولكنهم مازالوا ينتظرون استكمال خارطة الطريق التي تسير فيها مصر، ثم انهم لابد أن يعودوا إلينا لوجود اتفاقيات وتم التوقيع عليها والالتزام بها تتعلق بالمساعدات العسكرية لمصر نتيجة معاهدة السلام بين مصر واسرائيل وبضمان امريكي لاستمرارها ورعايتها، ونحن نعرف هذا ونسعى الى استكمال خارطة الطريق على المستوى الداخلي بعمليات التنمية وعلى المستوى الخارجي من خلال العلاقات الدولية الجيدة التي اكتسبتها مصر من خلال مصداقيتها في العمل والتعاون المثمر مع باقي دول العالم، بما اكسبنا ثقة الشعوب والحكومات التي أصحبت ترحب بالتعاون مع مصر الجديدة بعد 30 يونية. وماذا عن التقارب المصري - القطري؟ - العلاقات مع قطر بدأت تتغير نحو الأفضل ونأمل أن تنتهي الخلافات، بالكامل حتى يوجد تعاون كامل بين الدول العربية ونسارع في مواجهة الارهاب الذي تعاني منه معظم الدول العربية التي تواجه مخاطر التقسيم.. والحقيقة أن مبادرة «الرياض» كان لها أثر كبير في تغيير العلاقات القطرية المصرية برعاية السعودية ودول الخليج التي ساندت مصر، ولكن مازالت العملية في بداياتها لأن التغير لابد أن يكون تابع من داخل قطر، وهذا سيحتاج بعض الوقت ومصر تعالج هذا الأمر بالهدوء والتروي والحكمة حتى يتم لم الشمل العربي ويصبح للدول العربية دور فاعل ومؤثر في النظام العالمي الجديد من خلال تعاون عربي مثمر. الصلف والغرور هل التقارب المصري مع اليونان وقبرص يحمل رسالة الى تركيا؟ - توجد مشاكل تاريخية بين تركيا وقبرص واليونان ونحن لانريد الاضرار بتركيا ولكن الاتراك سيأخذون هذا التقارب على أنه رسالة موجهة لهم من مصر في منطقتهم خاصة بعد تقسيم قبرص ولا يوجد في العالم من يعترف بالجزء القبرصي التابع لتركيا، وهذا التعاون المصري اليوناني القبرصي ستعتقد تركيا أنه بمثابة حصار لها ولكننا لا نحاصر أحداً بل نبحث عن مصالحنا وبالطبع سيرون هذه التفاهمات ضد مصالحهم خاصة بعد أن تأكدوا أن المنطقة بالكامل تتحول ضدهم وعليهم أن يتأكدوا أن مصالح الشعوب لابد أن تحترم ومعها السيادة الوطنية للدول، ولكن مع الوقت سيعرفون أن التحرك المصري لصالح مصر والمنطقة كلها وليس تحركاً ضد أي طرف. كيف تتعامل الخارجية المصرية مع الصلف التركي؟ - الصلف التركي لا نسمح به ويتمثل في تصريحات «أردوغان» التي تؤثر على العلاقات المصرية - التركية، ومن المعروف أن «أردوغان» يعاني من معارضة قوية في الداخل ومعارضة خارجية تمثلت في الاتحاد الأوروبي الذي أعلن أن ما يحدث في تركيا مخالف لكل قواعد حرية الصحافة والاعلام، لأن أردوغان يقبض على الصحفيين المعارضين له، ومن المعلوم جيداً أن تركيا بقيادة «أردوغان» تساند مشروع المخطط الغربي في المنطق بل وتشارك فيه،وهو بالاعتماد على الفكر المنغلق للجماعات المتشددة ولكن مع الوقت اتضح أن هذا الفكر مرفوض ولن يكون له مجال للتمدد أو الازدهار.. وتركيا إذا كانت تساعد القوى الغربية في هذا المشروع الا أنه سينقلب عليها ويكون ضد مصالحها في نهاية الأمر، ورأينا العالم كله في أوروبا واستراليا مرغوباً من الارهاب والتطرف، وبعض الولايات في ألمانيا أعلنت انها ضد الاسلام مع أنه دين السماحة، إذن هذه التصرفات تشوه صورة الاسلام ولا تفيده وعلى «أردوغان» أن يتفهم ذلك ولكنه لا يهتم الا بتنفيذ المخطط الغربي في المنطقة. هل تراجع ارهاب حماس بعد فرض المنطقة العازلة على الحدود؟ - لا.. لم يتوقف ارهاب حماس، مع أن الشريط العازل كان مطلباً قديماً منذ عهد «مبارك»، ولكنه لم يتحقق ولكن الآن يوجد ارادة وقدرة على اتخاذ القرار وهو أمر ايجابي، والحقيقة لا نعرف لماذا لم يتخذ «مبارك» هذا القرار وماذا كان يريد وطالما يوجد ارهاب يوجد خطر ومواجهة الارهاب أمر ضروري فما بالنا والارهاب جار لنا ولابد أن نكون منتبهين له لأن هذا الارهاب ينبع من أفكارهم الشاذة والخاطئة التي زرعوها في عقول الشباب باسم الدين ليفجروا أنفسهم ويزداد الضحايا، مع أنهم شباب مساكين لا يفهمون سماحة الدين ورحمته ومودته وحماس لن تتراجع عن مخططاتها ومازالت الخطورة موجودة خاصة أنها دمرت غزة اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً على الضفة الغربية التي بها حركة عمل وشركات ولكن غزة بها الهدم فقط.. فالارهاب موجود طالما الفكر الشاذ موجود ولم يتم تصحيحه أو تصويبه، ولهذا علينا سد الثغرات مع حماس قدر المستطاع. إدارة العالم كيف ترى طلب مصر بمساعدتها في الحصول على مقعد غير دائم في مجلس الأمن؟ - من الطبيعي أن تطلب مصر مساعدة أصدقائها في الحصول على أصواتهم، وحتى يعرض القرار للتصويت سيري العالم التفاعلات وحركة مصر وقد يمكن لأمريكا نفسها أن تغير موقفها وتساند مصر في مطلبها لكن مازال أمامنا عام قبل انجاز هذا المطلب والأمر يخضع لمحاولات اصلاح الأممالمتحدة بزيادة الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن بأن يضم دولتين من أفريقيا ومثلها من أمريكا اللاتينية حتي لا يكون القرار الدولي قاصراً على الدول الأعضاء الخمس فقط، وهناك محاولة لتفعيل هذا المقترح وهذا يشجع تغيير اسلوب الأممالمتحدة ونظام ادارتها للعالم. وما دور مصر الذي تأمل القيام به على المستوى الاقليمي والعربي أو الشرق أوسطي؟ - مصر لديها كل الامكانيات التي تؤهلها للقيام بدور اساسي في عالمنا المعاصر وعلى كل المستويات ويمكن تحقيق ذلك بسهولة أكبر على المستوى الاقليمي، لأنه هو الاقرب إلينا، وفي عالمنا المعاصر أصبح لا مفر من اتحاد الجميع بمجرد خلق السياسات المناسبة والأهداف الواضحة ستصبح مصر شريكاً أساساً في جميع الأمور، ولاشك أن سياستنا الجديدة ستتيح لنا الفرصة للتعاون مع كل العناصر الايجابية في العالم، وبطبيعة موقع مصر الجغرافي وحضارتها التي أفادت العالم تستطيع أن تعيد الأمور الى سابق عهدها وتصبح مصر فاعلاً أساسياً من أجل التنمية والتطور والتعاون والتسامح على المستوى العالمي. هل يمكن لمصر أن تحتذي بنموذج ما؟ - وضع مصر فريد للغاية وتستطيع أن تحقق طموحاتها في أسرع وقت ممكن، وهي في ظروف أفضل من الظروف التي مرت بها في السابق دول كثيرة ثم تقدمت وربما تكون التجربة الماليزية هى الأقرب الى تفكيري، ووضع مصر يجعلها تستطيع التخلص من مشاكلها في أسرع وقت ممكن، وأرى أن الاتجاه الامثل لإحداث التنمية المطلوبة يجب أن يركز على كيفية الدخول الى المجتمع الاقتصادي العالمي بدعم العلاقات التبادلية مع الدول المختلفة على صعيد كافة المجالات وأعتقد أن تطبيق هذه السياسات سيفتح الباب على مصراعيه امام تحقيق التنمية المستدامة.