مازال الحزن يخيم علي عزبة البرج بمحافظة دمياط بسبب استمرار حبس أربعة صيادين علي خلفية الحادث الإرهابي الذي استهدف لنش البحرية بدمياط منذ مطلع الشهر الماضي ورغم خروج 28 صياداً من الذين تم القبض عليهم علي خلفية الحادث إلا ان الأحزان لا تزال تملأ عزبة البرج نظرا للكارثة التي حلت عليها وصارت بلدتهم موصومة في أيام معدودة بالإرهاب والعمالة والإضرار بالقوات المسلحة والمدينة في انتظار عودة الصيادين الأربعة المحتجزين رهن التحقيقات ولم تصل الي الآن أنباء عن قرب إخلاء سبيلهم، وهو ما وضع أهالي عزبة البرج في توتر وقلق وحذر شديد. التقت «الوفد» ب«فاطمة موسي» والدة محمد معروف داخل منزلها، حيث قالت ابني مش إرهابي هو يعمل من أجل لقمة عيشه ورزق أبنائه ومنذ 8 سنوات وابني كان مهاجراً في دولة اليونان من أجل جمع بعض الأموال لشراء مركب صيد، وبالفعل عاد من سنة واشترك في جزء من مركب مصطفي وسعيد مع 6 أشخاص آخرين والمركب عبارة عن 24 سهماً يتم توزيعها علي كل واحد منهم يأخذ 4 أسهم وابني ليس له عمل آخر غير مهنة الصيد والإرهابيين مالهومش شغلة غير الذبح والقتل وسفك الدماء وقتل ابنائنا من الجيش والشرطة وربنا ينتقم منهم ويحمي الرئيس السيسي ويكفيه شر المرض لكن احنا بنعمل ونجتهد في مهنة الصيد التي ورثناها أبا عن جد، وقالت انها تبلغ من العمر 80 عاما ورغم سني ومرضي إلا أنني انتخبت الرئيس السيسي وأنا بفرح لما أشوف الجنود في التليفزيون وأقول دول اللي حمينا والله العظيم شكلهم في التليفزيون حلو ودول ولادنا ثم بكت واجهشت في بكاء متواصل وبعد 10 دقائق قالت مش لاقيه حد يجبلي علاجي ويجبلي طلباتي وأنا مريضة ومرضي زاد بعد غيابة عني وأصبحت حالتي الصحية سيئة وراحت في نوبة بكاء وهي تقول: إنت فين يا ولدي.. إنت فين يا فلذة كبدي.. إنت فين يا حتة من قلبي.. أنت فين يا نور عيني.. نعم هو نور عيني اللي بشوف بيها، وأقسم بالله العظيم قبل ما يذهب الي البحر لرحلة الصيد كان معلق محلول وهو عنده أزمة صدرية وعنده ضغط وانزلاق غضروفي والأطباء منعوه من النزول الي البحر لكن هو قال ليه مين هيأكل بناتي، وأضافت أنه يتحدث معي كل يوم خاصة بعد نشر آخر تحقيق في الوفد وخروج ثلاثة صيادين، فهل يفعلها الرئيس السيسي معنا.. وأنا بشكر الرئيس عبدالفتاح السيسي وقيادات القوات المسلحة علي إعطاء أوامرهم بالسماح للصيادين الأربعة للتحدث إلينا للاطمئنان علينا وأنا بفرح وبنتظر مكالمته بفارغ الصبر علشان أسمع صوته هو وحشني ونفسي أشوفه أمامي وأنا فرحانة أنه قالي إزيك يا أمي إنت عاملة إيه فقولت له أنا كويسة، المهم أنت فقال لي الحمد لله انا بخير وجاي بعد يومين واليومين أصبحوا أسبوع وكان نفسي أشوفه قبل ما أموت وكان نفسي يجي مع الثلاثة المفرج عنهم علشان قلبي يهدا من النار اللي جوايا خاصة بعد القبض عليه وربنا ينصر الرئيس السيسي ويعينه علي اعدائه وعلي مسئوليته الضخمة وأنا أناشده الإفراج عن الصيادين الأربعة أسوة بال28 صياداً المفرج عنهم وانا فرحت لما شوفت الثلاثة المفرج عنهم وهم في حالة صحية جيدة، وأضافت ابني كل طلباته مجابة من قبل القوات المسلحة ولا ينقصني إلا أن اراه قبل وفاتي.. مين هيشلني ويغسلني بعد وفاتي غيرك يا قلبي.. يا حرقة قلبي عليك يا محمد، لقد فقدت بصري ولم اعد افرق بين الليل والنهار ولم أذق طعم النوم منذ أيام طويلة ولم أعد أشعر بالراحة، وأضاف أسامة نجل محمد معروف «10 سنوات» تركت مدرستي ومنزلي ولن أعود إلا لما بابا محمد يرجع لمنزله وانا انتظر بفارغ الصبر اليوم الذي سيأتي فيه والدي من رحلة الصيد وبكيت علي غياب والدي وقررت ترك مدرستي وعدم الذهاب إليها إلا بعد رجوع والدي الذي كان يحرص علي اصطحابي الي المدرسة ولم يتمالك نفسه وأجهش بالبكاء.. انا عاوز بابا هو اللي كان مالي عليا الدنيا راح ومعرفش هيرجع ليه تاني ولا لاء بابا راح خلاص.. انا عاوز أكتبله لكن مش عارف عنوانه أو مكانه وانا بناشد بابا عبدالفتاح السيسي بالافراج عن الصيادين الأربعة، حيث ان والدي هو العائل الوحيد لنا وأقول لرئيس مصر أرجوك اترك ليه بابا حتي أعود الي مدرستي واكتب كلمة بابا، أرجوك اترك ليه بابا حتي أعود والعب مع اقرأني من الأطفال، وأعربت انتصار احمد طرابية شقيقة محمد طرابية المحتجز ضمن الصيادين الأربعة، نعم واقع مرير، واقع مؤلم، واقع صعب يعيشه أهالي الأسر الأربعة يعانون الويلات تلو الويلات يواجهون الحزن والأسي والمرارة والحسرة يتجرعون مرارة الحرمان من عدم وجود أبنائهم بجوارهم، والدتي كل يوم تجهش بالبكاء المتواصل وهي طريحة الفراش منذ الحادث الغاشم علي قواتنا البحرية في المياه بالقرب من ميناء دمياط وقالت كتب الطبيب لأي منذ يومين علي علاج من اجل وصول الدم الي المخ وذلك من كثرة البكاء وحزنها علي نجلها محمد طرابية وكل يوم تقول لي سندوني وتتوجه امام باب المنزل رغم مرضها لمشاهدة نجلها عندما يأتي وتأتي الساعة السادسة صباحا ولم يظهر في الشارع احد فتبكي وتقول وحشتني يا ابني، أجيبك منين يا طرابية، تعال بقي يا طرابية كفاية بعد عني هموت ومش هشوفك يا بني وأشارت انتصار ان ابنته الصغيرة جني 5 سنوات بتقولي يا عمتوا بابا فين هو وحشني يا بابا تعال بقي.. أنت مش عاوز تشوفني.. أنا عاوزاك تجبلي اللبان والشيكولاتة.. هو راح فين يا عمتو.. وبالطبع بكيت ومش عارفة أقول ليها أية ونطالب الرئيس عبدالفتاح السيسي بالإفراج عن الصيادين الأربعة المحتجزين وخاصة أننا قمنا بانتخابه ونحن نفتخر أننا انتخبنا السيسي وتحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر وأكدت أن زوجة محمد طرابية منذ سماع الخبر المشئوم وهي مصابة بانهيار عصبي وتبكي وقلبها مملوء بالحسرة والألم والغم من أجل عودة زوجها محمد، وقالت مين الي هيربي بناته الصغار واحنا فقراء لا نملك من حطام الدنيا شيئا ومنذ شهرين ولم نقم بدفع الإيجار بالإضافة الي أنه هو العائل الوحيد لنا وهو مريض بالغضروف والكبد وصحته تكاد منعدمة فيكف يكون إرهابيا وذراعه اليمني لا يقوي علي رفع كوب ماء للشرب وبالأمس قام بالتحدث معنا عبر الهاتف المحمول وقال لي ازيك عاملة إيه فقلت له الحمد لله انا بخير المهم أنت فقال لي انا بخير والحمد لله واحنا بنتعامل معاملة حسنة وكل طلبتنا مجابة من قبل القوات المسلحة وقال لي إن شاء الله جاي بعد يومين ومحدش يقلق علية انا بخير والحمد لله وصدقيني انا مش عارف انا فين المهم رحمة بنتي لسه بتقول السيسي رئيسي وبتقول تحيا مصر فقولت له ايوه فقال لي عاوز أسمع صوتها وهي بتغني وبالفعل حدث ذلك فأجش بالبكاء الشديد ثم قام بغلق الهاتف المحمول، وأنا أطالب الرئيس السيسي بالإفراج عن الصيادين الأربعة أسوة بالصيادين ال28 المفرج عنهم وربنا ينصره علي أعدائه في الداخل والخارج وقال إبراهيم مسعود احد شركاء مركب مصطفي وسعيد أنا بشكر الرئيس عبدالفتاح السيسي علي خروج 28 صياداً ونطالبه باستكمال فرحة أبناء عزبة البرج بالإفراج عن الأربعة المحتجزين، كما نشكر قيادات القوات المسلحة علي إثبات براءتهم امام الرأي العام، ونتمنى من الرئيس السيسي الإفراج عن الصيادين الأربعة مثلما فعلها مع الصيادين الثلاثة بعد نشر صور أمهاتهم ولم يتمكن من السيطرة علي دموعه التي انهمرت من أجل احتجاز الصيادين الأربعة، وأضاف لم تعد حياتي لها طعم ولا معني، لقد فقدت الحلم الذي تمنيته وهو أن أكون صاحب مركب. ويذكر أن الصيادين المحتجزين هم محمد معروف ومحمد طرابية وبلال الزاهد ومحمد الزاهد.