نشر موقع جلوبال سيرش فى 5 أكتوبر للكاتب لارى تشين تحت عنوان «حرب الغزو للإمبراطورية الأنجلو أمريكية».. الحرب ضد الدولة الإسلامية أكذوبة». يسرد الكاتب فى مقاله وقائع المسرحية المسماة الحرب على الإرهاب على النحو التالى: فى 24 سبتمبر سنة 2014 أصدرت الأممالمتحدة قراراً يمهد الطريق لحرب بلا نهاية ضد «الإرهاب» الذى تمثله الدولة الإسلامية داعش أو شبكة الموت.. وهى حرب ستستمر أعواماً والحرب على الدولة الإسلامية أكذوبة.. فهى نفس الأكذوبة الكبرى التى تسمى الحرب على الإرهاب مصاغة فى أسلوب مستحدث أكثر دموية وأكثر طنطنة إعلامية.. أسلوب معتاد ولكنه مصاغ بمعرفة شياطين طبقاً لأجندة عسكرية جديدة. لقد تمت التضحية بثلاثة آلاف ضحية يوم 11 سبتمبر 2001 فى الحرب المفبركة على الإرهاب ضد تنظيم القاعدة وأسامة بن لادن، والآن وبعد ثلاثة عشر عاماً من الهجمات الاستعمارية المستمرة وعشرات الألوف من القتلى والفظائع فإن التصعيد ضد الدولة الإسلامية سيسقط سوريا وإيران، ويعيد تشكيل العراق، ويقدم عذراً إضافياً لنشر الدمار فى أى مكان تختاره الامبراطورية. ولكنها نفس الأكذوبة بنفس الآلة الدعائية باسم خرافة «العدو الخارجى» وتهديد الإرهاب الإسلامى، أعذار وحجج مكررة لإثارة الرأى العام لمساندة أجندة أنجلو أمريكية للغزو والحرب التى لا تنتهى، إنما نفس الأكذوبة المبنية على فكرة أن الإرهابيين الإسلاميين أعداء للغرب، بينما تؤكد الحقائق الموثقة أن هؤلاء الإرهابيين هم أفضل جنود الغرب ورصيده المخابراتى. إن الدولة الإسلامية مثل القاعدة وكل التنظيمات التى يضمها الجهاد الإسلامى هى من إنتاج المخابرات المركزية الأمريكية والمخابرات التابعة لها (ISI) فى باكستان والمخابرات السعودية و(M16) البريطانية والموساد الإسرائيلية وغيرها، فالميليشيات الجهادية المختلفة والمخابرات العسكرية وداعش والقاعدة والنصرة وغيرها مصنوعة فى أمريكا، تدعمها أمريكا علناً وتستخدمها هى وحلفاؤها، كما فعلت دائماً منذ الحرب الباردة وحتى هذه اللحظة، فهذه القوى تتم السيطرة عليها بعناية واستخدامها كذراع لحلف الناتو، فالإرهابيون أدوات فى الحملة الأمريكية السرية والعلنية فى سوريا، والإرهابيون هم من استخدمتهم أمريكا فى زعزعة استقرار ليبيا وإسقاط حكومتها، وهم الأداة التى ستستخدمها فى عملية تغيير الأنظمة القائمة وبأوامر صريحة أو ضمنية من أمريكا وحلف الناتو وستقوم هذه الشياطين دائماً بدور المخابرات العسكرية الأساسية خلف كل عملية جيوستراتيجية كبيرة فى المنطقة، إن تنظيم داعش يشارك القاعدة فى أنهما اليوم القناع الظاهرى للحرب الذى يخفى الهدف الحقيقى للحرب وهو إسقاط حكومات سوريا وإيران وما بعدهما. وتصور الدعاية الإرهابيين إما بصفتهم أشرار أو محاربون من أجل الحرية حسب التاريخ وحسب مسرح القتال.. أما الأحداث البشعة مثل قطع الرؤوس وغيرها من البشاعات فهى أعمال عادية فى السجل الأسود للمخابرات الأمريكية، فآليات الإرهاب عندما نعود إلى حرب فيتنام تتم بناء على أوامر المخابرات الأمريكية والمخابرات الحليفة لها، فقطع رؤوس المدنيين السوريين كان يتم منذ سنين، وكان الإعلام يصمت عن ذكره، أما ما حدث مؤخراً من قطع رؤوس أمريكيين وبريطانيين فكان عمليات انتقائية مدبرة لأهداف إعلامية، فالمسرح السياسى مقام لشحن الجماهير الساذجة الجاهلة لمساندة الحرب الانتقامية وطبقاً لاستطلاعات الرأى الأخيرة فإن 80٪ من الناخبين الأمريكيين المقيدين يساندون بحماس الهجمات العسكرية ضد الدولة الإسلامية، فمازالت الأغلبية الجاهلة الأمريكية تحت وطأة الدعاية «الصدق والخوف» التى صاحبت أحداث 11 سبتمبر سنة 2001 تؤيد بحماس أى عمل انتقامى ضد من تسميهم الأشرار الذين يقطعون الرؤوس ويهددون أمريكا، ولا تشعر الأغلبية الجاهلة بأى تردد فى إرسال الشباب الأمريكى لجبهة القتال ليكونوا وقوداً للمدافع، فهم فى رأيهم يدافعون عن الحرية، يعتقد القطيع الأمريكى، بل يجب أن يعتقد فى صحة الأكذوبة الكبرى، وبينما يخرج مواطنو هونج كونج وغيرها للشوارع مطالبين بالديمقراطية فإن المواطن الأمريكى العادى قد تخلى منذ زمن طوال عن واجبه كمواطن واعى لا تشغله إلا الممارسات الرياضية واحتفالات هوليود بجهاز الأمن القومى. حتى من يسمون الليبراليين والتقدميين يؤيدون الهجوم على الدولة الإسلامية، والقليلون الذين يعتقدون أن الإرهاب الإسلامى هو نتاج الآلة العسكرية الأمريكية ينتهون إلى الحيرة، ففكرة أن أمريكا قد خلقت تنظيم الجهاد ثم فقدت السيطرة عليه وتحاول الآن احتواءه محيرة، فهذه الميليشيات هى جنود المشاة الأساسيين للإمبراطورية الأمريكية ومنفذو سياساتها، والقوة الأساسية وراء مخططات إسقاط سوريا، كما كانوا وراء إسقاط ليبيا، وهذا ليس مجرد تخمين ولكن خطة دقيقة لعملية مخابراتية عسكرية مغلفة بمؤامرة إجرامية تقوم بها نخبة متوافقة بيد من حديد. إن الإرهاب الإسلامى سيقف فى اللحظة التى تتوقف فيها المخابرات الأمريكية والبريطانية والباكستانية وغيرها عن استخدامه والحرب نفسها ستتوقف عندما تتوقف النخب التى دبرتها من محاولتها تنفيذ الحل النهائى نحو سيطرتها على منابع النفط التى تقع خارج نطاق سيطرتها فى العالم كله، فالنفط هو إكسير الحياة للإمبراطورية الأنجلو - أمريكية تقف الحرب عندما يقف الجشع والإصرار على الغزو وينهار جهازه كله، ولكن ذلك لن يحدث خلال حياتنا ولو حدثت كارثة عالمية. إن تهديد الإنسانية والزعم بأنهم يشنون الحرب للقضاء على الأشرار الذين خلقوهم بأيديهم ويستمرون فى مساندتهم واستخدامهم هو ما يؤدى لهذه الكارثة العالمية إن كتائب الموت الأمريكية تسير بخطوة عسكرية نازية نحو حفرة بلا قاع، وكل يوم يمر يسقط معه سراب الإمبراطورية الأنجلو - أمريكى ويكشف عن العنف الكامن فى أعماقها. ويقف الرئيس الأمريكى باراك أوباما على منبر الأممالمتحدة ويصرخ: ليس هناك إله يبارك هذا الإرهاب.. وليس هناك تبرير له أو مفاوضة مع هذا النوع من الشر.. فاللغة الوحيدة التى يفهمها القتلة هى لغة القوة». وهنا يبدو أمامنا فصل من مسرحية الرايخ الثالث الهتلرى، ونرى بوش وتشينى يزأران بالتهديدات والتلويح بالشعارات الأخلاقية الزائفة المغلفة بالدين، والتهجم على العدو المزعوم وهنا يبدو أوباما على حقيقته كمجرم حرب وإن شبح هتلر يشعر بالغيرة من أداء أوباما. ليس هناك إله يبارك الخداع، وليس هناك إله يبارك إرهاب الإمبراطورية الأنجلو - أمريكية وحروبها العدوانية، ليس هناك إله يبارك القضاء على عشرات الألوف من الأرواح على مدى حقبة من الزمان فى حروب استعمارية من أجل النفط. ليس هناك تبرير ولا تفاوض مع القيادة الإجرامية لإمبراطورية تعتدى وتقتل حتى النهاية، لا تبرير ولا تفاوض مع كلاب حرب أبادوا قطاعات كاملة من البشر. ليس هناك تبرير أو تفاوض مع إمبراطورية يائسة ولا تملك تبريراً لأن يحل أشرار العصابات محل حكم القانون، أو تبريراً لأن تحل العمليات الزائفة فى السياسة الخارجية محل سياسة خارجية تلتزم بالقانون الدولى وليس هناك تفاهم مع هؤلاء الذين استطاعوا خلال أشهر معدودة رفع أعلام زائفة لعمليات زعزعة استقرار فى سوريا، وعمليات تأييد لجماعات نازية جديدة فى أوكرانيا، وأكاذيب حول حقيقة إسقاط الطائرة الماليزية وإلصاق التهمة كذباً بروسيا، وتأييد العدوان على غزة بواسطة إسرائيل وإلصاق الاتهام بمنظمة حماس وترتيب الظهور الفجائى للدولة الإسلامية. ليس هناك تفاهم أو تفاوض مع إمبراطورية لن تقف عند أى حد فى سبيل السيطرة على كل بوصة من أرض أوراسيا وتحطيم كل خصومها ولو أدى الأمر إلى مواجهة نووية مع روسيا والصين، ليس هناك تفاهم أو تفاوض مع عملاء هذه الإمبراطورية وأعوانها فى الإعلام وغيره، ولا مع القطيع السلبى الذى يترك ذئاب الحرب طلقاء، ولا مع القتلة ولا مع مخططى الشر الذين يتكلمون بلغة القوة ويحتقرون الإنسانية، ليس هناك فعلاً تفاهم أو تفاوض مع هذه الزمرة الشريرة. وإلى هنا ينتهى هذا السرد التفصيلى للكاتب لارى تشين عما تفعله عصابة الاستعمار الغربية بالعالم، والمراقب لما يحدث حالياً بعد أن سقطت كل الأقنعة عن الأشرار وأصبحت المعلومات عن شرورهم متاحة فى هذا العالم المنفتح الذى لم يعد ممكناً إخفاء الحقائق فيه يجد فعلاً أمام عينيه كارثة وشيكة الوقوع للبشرية لو تطور الجنون الاستعمارى الغزو إلى مواجهة نووية مع روسيا والصين، وهو أمر وارد تماماً إما بالتخطيط الشرير وإما بالخطأ فى الحسابات ومحاولة خطف نصر سريع بضربة استباقية فكما قال حكماء السياسة: إنك تستطيع بدء الحرب ولكنك لا تضمن كيف تنتهى، ويكفينا مثل مجرم الحرب الراحل أدولف هتلر الذى توهم أنه سيغزو العالم كله بحروبه الخاطفية، وانتهى به الحال إلى الانتحار ذليلاً مهيناً فى مخبأه فى برلين، فهل يسعى أوباما لنفس المصير تحت أرض البيت الأبيض؟ نائب رئيس حزب الوفد