تحل اليوم الذكرى ال17 لمذبحة الأقصر عام 1997 والتي راح ضحيتها 58 سائحا إثر مهاجمة 6 إرهابيين متنكرين في زي رجال أمن مجموعة من السياح كانوا في معبد حتشبسوت بالدير البحري. لجأ الإرهابيون إلى هذا الفعل الإجرامى بعد مهاجمتهم لقوات الشرطة خاصة بالصعيد كمحاولة للتأثير على الدولة وضرب الاقتصاد فى أهم المجالات التى توفر دخلا كبيرا من العملات الأجنبية. وقد لجأت الجماعات الإسلامية بعد هذا الحادث إلى المراجعات الفكرية والتى أكدوا فيها خطأ منهج الجماعة فى الخروج على الحاكم ومقاومته بالسلاح. كما دعت الجماعات الإسلامية أنصارها لوقف العنف، والعودة إلى العمل الدعوى، ثم تم إبرام صفقة المراجعات مقابل الإفراج عن بعض المعتقلين، لإظهار نظام مبارك بأنه ديمقراطي. وأعطت الجماعة دليلا على صدقها فى المراجعات بإصدارها كتبا استبدلت فيها تفسيرات الأحكام الدينية المتطرفة بتفسيرات أخرى تحرم العنف وتكفير الخروج على الحاكم، كما عملت على إقناع أعضاء الجماعة في المعتقلات بالفكر الجديد. وعقب هذا الحادث ونتيجة لقوة الدولة هدأت الأوضاع نسبيا حيث شهدت مصر عدة حوادث إرهابية متفرقة كالانفجار الذى وقع بحا الحسين عام 2009، وتفجيرات دهب 2006.
واشتعلت الأوضاع مرة أخرى عقب ثورة 30 يونيو التى أطاحت بحكم الرئيس المعزول محمد مرسى وجماعة الإخوان الإرهابية، حيث شنت التنظيمات المسلحة عدة هجمات ضد قوات الجيش والشرطة فى انحاء متفرقة من البلاد. وبعد يأس تلك الجماعات من تحقيق أهدافها فى إعادة المعزول لجأوا إلى استهداف المدنيين من خلال زرع عبوات ناسفة داخل المواصلات العامة وأسفل الكبارى كمحاولة للتأثير على الروح المعنوية وإجبار النظام على الخضوع. ولكن ظهرت المفاجئة من تلاحم الشعب مع قواته المسلحة وأجهزته الأمنية، ليبقى الخوف من لجوء تلك الجماعات لتكرار سيناريو مذبحة الاقصر واستهداف السياح، خاصة وأن الرئيس عبد الفتاح السيسى اجتمع اليوم مع ممثلى أكبر 15 شركة سياحية على مستوى العالم لوضع الخريطة السياحية لمصر. ولعل المشهد المصرى ليس بعيدا عن المشهد الجزائرى، فالعمليات الإرهابية التى تحدث في الجزائر أثرت ومازالت تؤثرعلى حركة السياحة، رغم تأمين السياح من مختلف الدول إلا أن تداعيات الأحداث الإرهابية في المنطقة أيضا أثرت سلبيا عليها. فقد لجأت الجماعات الإسلامية فى الجزائر إلى فكرة المراجعات الفكرية إلا إن بعضها لم يقتنع بها وأخذوا يشنون هجوما مسلحا على السياح، كان آخرها قيام جماعة جند الخلافة في الجزائر المرتبطة بتنظيم داعش في 24 سبتمبر الماضي بإعدام أحد الرهائن الفرنسيين بعد خطفه في منطقة القبائل شرقي الجزائر في ال21 من الشهر نفسه. وبثت الجماعة شريطا مصورا على شبكة الانترنت تحت عنوان رسالة بالدم إلى الحكومة الفرنسية يظهر عملية إعدام الرهينة الذي خطف بمنطقة تيزي وزو التي تبعد 110 كيلومترات شرق العاصمة الجزائرية.