واصلت قوات الاحتلال الصهيوني أمس إغلاق بوابات المسجد الأقصي من جميع الاتجاهات ومنعت النساء من دخوله. وفرضت قوات الاحتلال الصهيوني سياجاً من الأسلاك الشائكة حول محيط المسجد الأقصي. واقتحمت مجموعات من المستوطنين المسجد الأقصي المبارك، من باب المغاربة، بحراسات مشددة من عناصر الوحدات الخاصة بشرطة الاحتلال. وقامت إحدي المستوطنات بأعمال غريبة ورقصات وإخراج أصوت غريبة وأخري لاستفزاز حراس المسجد، الذين تدخلوا بقوة وأخرجوها ومجموعتها المتطرفة من المسجد المبارك. وتواصل شرطة الاحتلال المتمركزة علي حواجز حديدية قرب بوابات المسجد الأقصي عرقلة دخول المصلين من فئة الشبان لمسجد المبارك وتحتجز بطاقاتهم الشخصية إلي حين خروج أصحابها من المسجد. اعتقلت الشرطة الإسرائيلية 24 فلسطينيا من عرب 48 متهمين بالمشاركة في أعمال العنف التي تلت مقتل شاب فلسطينى برصاص الشرطة، وأوضحت متحدثة باسم الشرطة أن عشرة من بين الموقوفين هم من القاصرين. ويشتبه في أنهم شاركوا الأحد الماضى في مواجهات مع الشرطة أثناء تظاهرات في قطاع كفركنا قرب الناصرة شمال اسرائيل.واتت هذه التظاهرات. وأعربت مصادر اسرائيلية عن تخوفها من امتداد احتجاجات القدس إلى بقية الضفة المحتلة والى البلدات العربية داخل الخط الاخضر. وقالت المصادر إنه نظرا للأحداث التي شهدتها البلدات العربية في إسرائيل، إضافة الى ما يدور من احداث متكررة في الحرم القدسي الشريف منذ بضعة اسابيع، ابدت الشرطة الإسرائيلية قلقها من إمكانية امتداد هذه الاحداث لتشمل كافة مدن وقرى الضفة الغربية، وعليه فقد رفعت من تأهبها إلى ما قبل حالة الطوارئ.وزجت الشرطة بقوات كبيرة في المناطق الشمالية من إسرائيل التي تعصف منذ يومين، على خلفية استشهاد الشاب العربي في كفر كنا. وأكدت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية عبر موقعها الالكترونى ان القيادتين السياسة والأمنية في إسرائيل عقدتا سلسلة من المشاورات الحثيثة خلال الأيام الأخيرة، على ضوء تصعيد الاوضاع الأمنية في القدس والتوتر حول الحرم القدسي. ويبدي جيش الاحتلال الإسرائيلي وجهاز الشاباك قلقا من امتداد احداث العنف من القدس الى المدن والقرى العربية داخل إسرائيل والى أراضي السلطة الفلسطينية. وشهدت القدس في نهاية الأسبوع، اضطرابات شديدة. ونقلت «هآرتس» عن بعض المسؤولين ان نتنياهو سيضطر الى دراسة ما إذا كان سيصدر أوامر واضحة بمنع دخول النواب الى الحرم. وقالوا ان مفتاح تهدئة الاوضاع، الى جانب زيادة قوات الشرطة في القدس، يكمن في كبح الاستفزاز من الجانب الإسرائيلي. وكما نشرت «هآرتس»، فقد سمع نتنياهو، خلال السنة الأخيرة، تحذيرات كثيرة بشأن تدهور الاوضاع في القدس على ضوء نشاط اليمين في الحرم وتخوف الفلسطينيين من مؤامرة حكومية لتغيير ترتيبات الصلاة . وتدخل الرئيس الإسرائيلى «رؤوفين ريفلين» ايضا في محاولات التهدئة وأجرى اتصالات مع عدد من الوزراء والنواب طالبا منهم الامتناع عن دخول الحرم خلال الفترة القريبة.وقالت شخصيات أمنية في الأيام الأخيرة، ان الأحداث في الحرم القدسي تعكس خطورة التصعيد والتدهور في الضفة الغربية والمجتمع العربي في إسرائيل، لا سيما مع ازدياد التوتر في المجتمع العربي في إسرائيل في إثر قيام الشرطة بقتل شاب في كفر كنا. واعتبر رئيس الوزراء الأردني عبدالله النسور ان ما تشهده مدينة القدس من اضطرابات خلال الأسابيع الأخيرة شكل «طعنة في كل تفكير بالسلام» مع إسرائيل. وقال النسور في مؤتمر صحفي «نحن نعتبر ان الذي يجري ‹في القدس› طعنة في كل التفكير بالسلام».وأضاف «بيننا وبين اسرائيل معاهدة سلام واحترام اتفاقية السلام واجب ليس على طرف واحد دون الآخر، بل هو واجب على الطرفين كليهما». وأكد النسور ان «حكومة المملكة الاردنية الهاشمية تدين بأقوى الكلمات التطورات التي حصلت في القدس في الاسابيع الأخيرة، خصوصا التي لا تدل على أخطاء إدارية وتجاوزات من أفراد متطرفين، بل نرى فيها خطة حكومية ونوايا واضحة لتغيير الحقائق بما يتعلق بالأماكن المقدسة وخصوصا المسجد الأقصى وقبة الصخرة المباركين». واستدعت الحكومة الأردنية الأربعاء سفيرها من تل أبيب احتجاجا على «الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة» في القدس، وذلك إثر مواجهات بين شبان فلسطينيين والشرطة الاسرائيلية.وأكد النسور أن «الوصاية على القدس هي للأسرة الهاشمية منذ عام 1924، وانتقلت حتى وصلت للملك الحالي ‹عبد الله الثاني› شخصيا».وتعترف إسرائيل التي وقعت معاهدة سلام مع الاردن في 1994 بإشراف المملكة الأردنية على المقدسات الإسلامية في مدينة القدس.