عاهل الأردن الملك عبدالله الثانى قال رئيس الوزراء الأردني الدكتور عبدالله النسور إلى وزير الخارجية وشئون المغتربين ناصر جودة استدعاء سفير الأردن في تل أبيب وليد عبيدات للتشاور واحتجاجا على التصعيد الإسرائيلي المتزايد وغير المسبوق للحرم القدسي الشريف والانتهاكات الإسرائيلية المتكررة للقدس. كما قال النسور إلى وزير الخارجية الأردني بتقديم شكوى فورية إلى مجلس الأمن الدولي إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على الحرم القدسي الشريف..فيما باشرت البعثة الأردنية لدى الأممالمتحدة وبإيعاز من وزير الخارجية باتخاذ الإجراءات الدبلوماسية اللازمة لتقديم الشكوى إلى مجلس الأمن الدولي. وكان جودة قد أكد مؤخرا على احتفاظ الأردن بالخيارات الدبلوماسية القانونية كافة لوقف الانتهاكات والاقتحامات الإسرائيلية للحرم القدسي الشريف وذلك في إطار الوصاية الهاشمية التاريخية على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية..فيما شدد وزير الدولة لشئون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية الدكتور محمد المومني على أن الأردن سيسخر كافة إمكاناته واتصالاته ونفوذه الإقليمي والدولي من أجل وقف الهجمات الشرسة ، التي تقوم بها إسرائيل ضد الأماكن المقدسة وعدم لجمها للمتطرفين الصهاينة. واندلعت صباح اليوم مواجهات عنيفة بين المرابطين المقدسيين وشرطة الاحتلال داخل الحرم القدسي والأقصى واستمرت حتى ساعات الظهر ، فيما كانت قد أغلقت أبواب المسجد ومنعت المسلمين من جميع الأعمار من دخوله باستثناء موظفي الأوقاف الإسلامية بينما أبقت باب المغاربة (باب السياحة) مفتوحا أمام المستوطنين اليهود. واقتحمت مجموعات من المتطرفين اليهود باحات المسجد برفقة قوات كبيرة من الجيش والشرطة الإسرائيلية في خطوة استفزازية للمسلمين والمرابطين فيه،مما أدى إلى اندلاع المواجهات التي استخدمت خلالها قوات الاحتلال قنابل الغاز والصوت والرصاص المغلف بالمطاط وهو ما أسفر عن إصابة عدد من المرابطين بحالات الاختناق كانت إصابة أحدهم خطيرة إضافة إلى خمس إصابات طفيفة تم إخلاؤها إلى المراكز الصحية القريبة. وتسببت شرطة الاحتلال خلال اقتحامها للمسجد القبلي بتلف بعض أثاث المسجد ونثر بعض الكتب العلمية وإعطاب أجزاء من سجاد المسجد جراء القنابل الغازية الحارقة..كما اعتدت بوحشية على المرابطين والصحفيين المتواجدين عند أبواب المسجد الذين منعوا من دخوله بالهروات ، وأطلقت قنابل الصوت لتفريق المتجمهرين وإبعادهم من أمامه. يذكر أن العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس كانا قد وقعا في عمان في 31 مارس 2013 اتفاقية تاريخية ، أعاد فيها الرئيس عباس التأكيد على أن الملك هو صاحب الوصاية على الأماكن المقدسة في القدس الشريف وله الحق في بذل جميع الجهود القانونية للحفاظ عليها خصوصا المسجد الأقصى المعرف في هذه الاتفاقية على أنه كامل الحرم القدسي الشريف. وتمكن الاتفاقية ، التي تؤكد على المباديء التاريخية المتفق عليها أردنيا وفلسطينيا حول القدس ، الأردنوفلسطين من بذل جميع الجهود بشكل مشترك لحماية القدس والأماكن المقدسة من محاولات التهويد الإسرائيلية كما تهدف إلى حماية مئات الممتلكات الوقفية التابعة للأقصى. وتعيد هذه الاتفاقية التأكيد المطلق على الهدف الأردنيالفلسطيني الموحد في الدفاع عن القدس خصوصا في هذا الوقت الحرج الذي تتعرض فيه المدينة المقدسة إلى تحديات كبيرة ، ومحاولات متكررة لتغيير معالمها وهويتها العربية والإسلامية والمسيحية خصوصا وأن القدس تحظى بمكانة تاريخية باعتبارها مدينة مقدسة ومباركة لأتباع الديانات السماوية. وتؤكد الاتفاقية أيضا على أن القدسالشرقية هي أراض عربية محتلة وأن السيادة عليها هي لدولة فلسطين ، وأن جميع ممارسات الاحتلال الإسرائيلي فيها منذ عام 1967 هي ممارسات باطلة ولا تعترف فيها أية جهة دولية أو قانونية..وتعتبر إعادة تأكيد على الوصاية الهاشمية على الأماكن المقدسة في مدينة القدس منذ بيعة 1924 والتي انعقدت بموجبها الوصاية على الأماكن المقدسة للملك الشريف الحسين بن علي وأعطته الدور في حماية ورعاية الأماكن المقدسة في القدس وإعمارها.