شغلونا.. وأكرمونا.. ارحمونا من مرارة الشعور بالعجز.. نريد حقنا فى العمل.. القانون الوضعى يلزم بتشغيل ذوى الاحتياجات الخاصة وقانون العدل على الأرض يوفر لنا الفرصة للعيش بكرامة من «عرق جبيننا» نريد أن نأكل مما صنعت يدانا.. نرغب فى نسج مستقبلنا ومستقبل أبنائنا.. عن ذوى الاحتياجات الخاصة.. بأقلامنا نسطر حكايات الألم والشقاء فى سبيل البحث عن الوظيفة فهى ليست باب رزق.. ولقمة عيش، فى أغلب الأحوال يصبح العمل طاقة نور لصاحبه يبث فيه روحاً ونبضاً.. وفى حالة ملازمة إعاقة لإنسان يأتى العمل فيكون «عكازاً» لساق لا تقوى على حمل جسد ونوراً لعين أحاط بهم الظلام وأجراس حياة للأصم. «شيماء»: حطمونى لأن «الأولوية لأبناء العاملين» أنا شيماء محمد رمضان. بنت مصرية «زى كل البنات» رغم إصابتى بشلل تيبس بساقى اليمنى إلا أننى أتحرك بدون مساعدة أو جهاز تعويضى.. قالوا لى إن سبب إعاقتى خطأ فى التعامل معى طبياً بعد ولادتى مبكراً، ولم أشغل نفسى بتفاصيل قد تعوق بالفعل حركتى فى الحياة.. بل تعاملت مع إصابتى بشكل طبيعى وتعلمت إلى أن دخلت الجامعة والتحقت بكلية الزراعة.. جامعة القاهرة.. وتخرجت بتقدير جيد مرتفع من قسم الإنتاج النباتى أحببت تخصصى جداً واكتشفت أن مجال الزراعة رائع وتمنيت لو منحونى الفرصة للعمل فى مجال دراستى التى اجتهدت فيها لكن للأسف عراقيل الدنيا تقف أمامى وتحول بينى وبين الشغل وتجربتى فى البحث عن عمل محبطة للغاية، لكننى أصر على أن أحصل على حقى حتى ولو على سبيل ال5٪ التى نص عليهم القانون.. تقدمت بأوراقى إلى مركز البحوث الزراعية حيث يعمل زملاء لى كمهندسين مؤقتين لكن والدهم ووالدتهم يعملون هناك وقالوا لى إنهم فى المركز يطلبون مهندسين زراعيين مؤقتين فى قسم إنتاج التقاوى قابلت المسئول وبعد أن اطلّع على أوراقى رفض الطلب وقال لى صراحة الأولوية لأبناء العاملين ورفض أخذ طلبى وأعطانى رقم تليفون وقاللى ابقى اسألى بعدين ورغم إن معى شهادة تأهيل تؤكد أننى أستحق العمل إلا أن أكثر من مكان رفضى تشغيلى حتى إننى قدمت فى وظائف بالثانوية العامة ورفضت أيضاً، وتقدمت لطلب العمل فى مصلحة الميكانيكا وجهاز التنظيم والإدارة بعتولى جواب ليخبرونى إن ما فى شغل وطلبوا منى متابعة إعلانات الجرائد وفى وزارة الزراعة قالوا لى مافيش تعيينات.. كنت فى كل مرة اسأل نفسى ومازلت أتساءل أين حقوقنا.. لقد فعلت كل ما فى وسعى وأسمع كثيراً عن حقوق المعاقين وعلمت أنهم سيعطوننا فدادين فى مشروع المليون فدان.. أريد أن أعمل فى مجالى.. لا أحب أن أعتمد على أحد فأنا أستحق فرصة حقيقية.. لكونى تعلمت ولدى الحماس والطموح والرغبة فى العطاء والعمل.. فهل يتحقق حلمى وأحصل على حقى؟! شريف: وزارة التعليم حرمتنى من فرصتى أنا شريف مدكور، صحيح شاب.. لكنى على رأى عمنا صلاح جاهين.. عمرى ولا ألف عام.. وزارة التعليم حطمت حلمى فى أن أكون مدرساً. رغم كل هذا العجز الواضح فى المدرسين لا ترغب الوزارة فى إتاحة فرصة لتحقيق حلمى.. واليوم تبدأ اختبارات مسابقة ال30 ألف معلم التى علقت عليها آمالى وقلت فى نفسى.. خلاص الوظيفة قربت وهاخد حقى.. لكنى للأسف.. تقدمت بأوراقى إلى مديرية التعليم بالجيزة فرفضوها وأدخلت بيانات عبر موقع الوزارة الذى جاء بالمسابقة وعندما أدخلت اسمى لأرى النتيجة لم أجد أى شىء. سألت فى المديرية وقلت أنا حاصل على ليسانس آداب تاريخ وكل ما أعانيه إعاقة مركبية بسيطة ناتجة عن تشنج فى العضلات ولدى ضعف بالسمع لكننى أسمع جيداً باستخدام السماعة.. قالوا لابد أن تستوفى الشروط واتضح أن ما ينقصنى هو شرط «دبلوم التربية» قلت هناك قانون يلزم الوزارة بتعيين ذوى الاحتياجات، يعنى نسبة ال5٪ وهذا ما أكدت عليه وقت إعلان المسابقة أنها ستلتزم بهذه النسبة فلماذا لم يستثنوا المعاقين من هذا الشروط؟ وأين هو تخفيف المعاناة عنا.. كل هذه التصريحات ادعاءات.. لا نجدها على أرض الواقع.. لقد ذقت كل ألوان العذاب وتحملت أمى الكثير من أجل أن أحصل على مؤهل عالٍ وتحديت إعاقتى.. والآن لا أستطيع أن أحصل على حقى لأبدأ حياتى مثل أى شاب وأعوض أمى عن سنوات الشقاء التى عاشتها معى!! عم ماهر: خمسة أبناء فى رقبتى!! قد أبدو رجلاً «عجوزاً» راحت عليه ربما يتساءل البعض لماذا أبحث عن عمل وقد تجاوزت الرابعة بعد الخمسين، أنا ماهر محمد. مواطن مصرى. لم أكن أعرف قبل 7 أعوام معنى أن تكون معاقاً فى عالم لا يمنح الحقوق للأصحاء. فما بالنا بمن أراد الله أن يكون من ذوى الاحتياجات الخاصة.. بسبب حادث سيارة انقلبت حياتى رأساً على عقب.. وأنا رب أسرة وأب لأطفال مازالوا فى أول طريق. كلما نظرت إلى ابنتى حبيبة أبكى لأننى أصبحت عاجزاً عن تلبية أبسط احتياجاتها.. أمامهم مشوار طويل فى التعليم ثم الزواج.. أين لى بكل هذه النفقات وكل معاشى 450 جنيهاً وعن ردى 5 أفراد هل سيكفينى سكنى أم طعاماً أم نفقات تعليم وكسوة.. كنت من قبل طباخاً ماهراً.. أصنع أشهى الأطعمة وتطلبنى الأسر الكبيرة لكن السيارة التى دهستنى إصابتنى بضمور فى عصب العين وأظلمت الدنيا من حولى فضلاً عن كسر ساقى فأصبحت فاقد البصر بالإضافة إلى إعاقة حركية. كل أملى أن أحصل على أى عمل ضمن نسبة ال5٪ يناسب حالتى.. ليس ذنبى ولا ذنبك أبنائى ما حدث لى.. ومن حق هؤلاء الأطفال أن يعيشوا كباقى الأطفال لكنى ماذا أفعل؟! محمد: نفسى أحس بالأمان هذه صورة زفافى أنا وعروستى شيماء كلانا كفيفان. لكننا نرى مستقبلاً يأخذ فيه كل ذى حق حقه.. أنا محمد شعبان بسيونى عمرى 22 سنة.. طريق طويل من فرص العمل الضائعة مشيته أقرأ وأكتب بطريقة برايل وهذا كل ما استطعت أن أهل نفسى به لأكسب لقمة عيش وأبنى أسرة.. عملت كثيراً فى مجال التعبئة والتغليف وأدوات التجميل.. وبالكاد استطعت أن أبنى نفسى ويساعدنى أسرعت لأتزوج بأبسط الإمكانيات لكن يظل كل حلمى أن أحصل على وظيفة حكومية ضمن نسبة ال5٪ لأشعر بالأمان، فالقطاع الخاص غير مضمون، أسمع كثيراً عن حقوق المعاقين فى العمل وأن الدولة ترعى ذوى الاحتياجات الخاصة لكن حجم المعاناة التى عشتها ومازلت تجعلنى دائماً أتساءل: أين حقى فى العمل وهو أول وأهم الحقوق؟