تحدثت «الأهالي» إلى الكثير من المعاقين لأنهم أقدر الناس على التعبير عن مشكلاتهم فأكدوا أنهم تعودوا بشكل أو بآخر على عذابات الطريق والمواصلات وإنها لا تمثل إلا قدرا ضئيلا من مشكلاتهم الكثيرة هذا ما أكده على الفاتح – كفيف ورئيس تحرير موقع معاق يرسن – مشيرا إلى أن أزمة المعاقين لا تكمن فى القوانين التى لا تتيح لهم الحق فى الحياة الطبيعية ولا فى الحكومات ولا فى المجتمع الذى يتعامل معهم بشكل سلبى لكنها تكمن فى هؤلاء جميعا ويضاف إلى ذلك الثقافة الشعبية التى تنظر إلى المعاق وكأنه عبء على الدنيا بأكملها. وقال الفاتح إن حق المعاق مهدور فى العمل والسكن والمعاملات المادية ويتم التعامل معه على أنه مواطن فاقد للأهلية فعندما ذهبت لأحد البنوك لفتح حساب جارى نظر لى الموظف المختص وطلب منى تعيين قيم لأى كفيف باعتبارى فاقد الأهلية، وكذلك فى مجال العمل القانون يظلمنا عندما يحدد نسبة تشغيل 5% رغم أن عدد المعاقين فى مصر أكثر من 15% من إجمالى عدد السكان حتى هذه المهنة لا تفعل على أرض الواقع. وأضاف أن مكاتب التأهيل لم يتم تطويرها منذ أكثر من 30 سنة ولم يتم تحديث الآلات التى يتدرب عليها المعاق حتى المهن التى يتم تدريب المعاق عليها قديمة لا يحتاج إليها سوق العمل مثل النول وآلات الطبع القديمة فهذه المكاتب لا تقدم أى نوع من التأهيل العلمى السليم للمعاق. أما «عمرو حسن سليمان» رئيس جمعية حجر التنوير للمكفوفين ومن ذوى الإعاقة أكد أن الشيء الذى يعانى منه هى نظرة المجتمع للمعاق رغم أنه شخص عاجز ويستلزم جلوسه فى البيت مشيرا إلى أنه يحاول تغيير هذه النظرة وإثبات أن المعاقين قادرون على تشكيل الجمعيات بمفردهم وإداراتها وفى جمعية فجر التنوير معظم القائمين على إداراتها مكفوفون التقينا عددا من الأشخاص ذوى الإعاقة تركزت مشكلاتهم فى عدم حصولهم على فرصة عمل وحرمانهم من معاش «الضمان الاجتماعي». محسن أحمد معاق ذهنيا درجة ذكاؤه فوق ال 50% حاصل على شهادة تأهيل معاق منذ عام 99 ولكن لم يحصل على فرصة عمل حتى الآن ويعيش مع أخته وهى التى تصرف عليه. «رباب السيد» (28) سنة معاقة حركياً حاصلة على ليسانس آداب تعمل محفظة قرآن بإحدى مراكز التقوية بحى فيصل تحتاج إلى وظيفة منذ عام 2003 وعندما فقدت الأمل ذهبت إلى إحدى الجمعيات الأهلية التى قامت بإلحاقها بهذه الوظيفة رغم أنها وظيفة مناسبة لها لكنها تشتكى من مرتبها الضعيف لا يزيد على 250 جنيها فى الشهر. «أحمد إمام» (29 سنة) معاق حركيا حاصل على ليسانس آداب قسم لغة عربية أكد أن وزارة الشئون الاجتماعية رفضت إعطاءه معاشا لأنه متعلم وحتى الآن لم يستطع الحصول على فرصة عمل واضطر للجلوس فى أحد المساجد كخادم للمسجد إلى أن يجد وظيفة بأجر ثابت. الحاج محمد (57 سنة) معاق حركيا يعمل فى ورشة لتضيع الشنط الحريمى يأمل فى أن يستطيع الذهاب إلى عمله والمجئ بمفرده وكل حلمه الحصول على سيارة مجهزة ولكن القومسيون الطبى رفض بدون ذكر أسباب. عبدالعال يوسف (44 سنة) إعاقة حركية يقول إن الإعاقة لم تكن فى يوم ما عائقا لى ولكن مشكلتى الأساسية هى عدم حصولى على فرصة عمل حتى الآن.تحدثت بعض أسر الأطفال المعاقين عن مشاكل أطفالهم خلال جلسة استماع مطالب المرأة المعيلة بلجنة الخمسين لصياغة الدستور فقالت والدة «محمود محمد» إن ابنها عمره 6 سنوات ويعانى من ضعف فى السمع بالأذن اليسرى وأيضا اليمنى واستكملت إحنا أسرة بسيطة وعندما دخل المدرسة جبنا له سماعة فى الأذن اليسرى وفى أول يوم رجع من غيرها واشتكى من أن صحابه فى المدرسة يضحكون عليه وبعدها بكام يوم طلب مدير المدرسة منى أن آخذ ورق ابنى وأدور على مكان تانى يناسب ظروفه ومن ساعتها والولد قاعد فى البيت ودايما حزين. وهناك مشكلة أم حزم أم لطفل يعانى من إعاقة ثلاثية لا يسمع ولا يتكلم ولا يرى ويعانى من ضمور فى خلايا الشبكية فى عينه اليسرى الأصغر حجما من عينه اليمنى إلى جانب إعاقة الصمم ومشكلتها الحقيقية أن المراكز الحكومية لا تقبل ذوى الإعاقات المزدوجة ومصاريف علاجه فى المراكز الخاصة غالية جدا. وتقول أين حق ابنى فى التأمين الصحي؟ وكل ما تذهب لعمل سماعة يقولوا لها لازم تعمل قرار على نفقة الدولة. أم لطفلة ولدت معاقة منغولية متأخرة فى النمو الجسدى بحوالى سنتين وقالت ابنتى منذ الطفولة لا تستطيع الكلام وعندما وصلت لسن المدرسة رفضت مدارس التربية الفكرية قبولها، وبعض أهل الخير قاموا بإلحاق ابنتى فى إحدى المدارس المتخصصة للمعاقين ولكن المصاريف غالية وأنا لا أقدر عليها ونفسى بنتى تكمل تعليمها.تقابلت مع بعض الأشخاص ذوى الإعاقة الحركية الذين اتخذوا التسول فى العربات المخصصة للسيدات فى مترو الأنفاق مهنة لهم فقال أحدهم – رفض ذكر اسمه – إنه كان يعمل ميكانيكى سيارات وتعرض لحادثة واضطر إلى بتر ساقيه وكان عمره 16 عاما وكان والده يصرف عليه وعندما توفى والده لم يجد من ينفق عليه اضطر للتسول.