« تعلمت أننى لست المعاق الوحيد ..فجميع البشر لديهم إعاقات، فالخوف إعاقة، والخجل إعاقة، والتردد إعاقة، والكمال لله وحده « هذه الكلمات التى قالها نيكولاس فوجيسيك أشهر متحدى إعاقة فى العالم تؤمن بها شيماء عبدالفتاح التى ولدت كفيفة ولكنها استطاعت أن ترسم طريقا لحياتها تسير عليه دون خوف أو تردد مما جعلها تسافر إلى أمريكا بمفردها رغبة فى تكمله تعليمها. تروى شيماء قصتها قائلة: ولدت بإعاقة بصرية، وعندما أتممت عامى السادس التحقت بمدرسة خاصة بالمكفوفين، وواصلت دراستى حتى وصلت إلى الثانوية العامة، وراودنى حلم الالتحاق بكلية الإعلام، ولكن وقف المجموع عائقا بينى وبين حلمى، والتحقت بكلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية جامعة القاهرة، وعشت بالمدينة الجامعية رغم أنى من سكان القاهرة، ولكن نظرا لإعاقتي سمح لى بذلك، وكنت أذهب إلى الكلية برفقة زميلاتى وكانت المشكلة التى تواجهنى هى اعتراض بعض الأساتذة على تسجيل المحاضرات لذلك كنت ألجأ إلى أخذ المحاضرات من زميلاتى وأستمر الحال إلى أن تخرجت عام 2001. دبلومة الترجمة وعن مسيرتها بعد التخرج تقول: بقيت خمسة أعوام فى المنزل دون عمل بعد ذلك تقدمت للحصول على دبلومة فى الترجمة من الجامعة الأمريكية، وعملت كمترجم حر وفى الوقت نفسه جذبنى عالم التسويق الإلكترونى نتيجة حبى لعالم الكمبيوتر والإنترنت، لذلك تقدمت للحصول على الماجستير فى التسويق الإلكترونى من أمريكا وكانت منحة وبالفعل سافرت عام 2011 وبقيت هناك عامين حتى حصلت على الماجستير، وخلال هذة السنوات صادفت الكثير من المواقف والمشكلات التى جعلتنى أكثر خبرة وشجاعة كان أولها خوفى من فكرة العيش مع شخص أختلف معهم ثقافيا، ولكنى سعدت بالفتاة الى كنت أسكن معها، ومنذ اللحظة الأولى أدركت تماما أن لى ظروفا خاصة، ولكن لست فى حاجة إلى مساعدتها طوال الوقت، ولقد دربتنى على الذهاب إلى الجامعة والسوبر ماركت، بعد ذلك تجرأت وأصبحت أذهب بمفردى إلى أن عرفت شوارع نيويورك بالتفصيل. تطبيق القانون أما عن الاختلاف فى الدراسة بين مصر وأمريكا تقول: كنت الطالبة الوحيدة الكفيفة فى قسم التسويق الإلكترونى مما دعا رئيسة القسم إلى أن تعترض على وجودى، وكانت تريد إلغاء المنحة، ولكن لجأت إلى إدارة الجامعة التى أعادت لى حقى بتطبيق القانون وأكملت دراستى ولقد لعبت التكنولوجيا المتوافرة هناك دورا كبيرا من حيث وجود مواقع واستوديوهات تتيح كل الكتب التى يحتاجها الطلاب فكان على أن أذهب إلى الجامعة وأخبرهم بالكتاب الذى أريده حتى يكون لدى,كما كان لأصدقائى دور كبير فى نجاحى فقد كانت هناك فتاة من الأرجنتين تقرأ لى وتقوم بشرح الإحصاء دون أن أطلب منها، ومن الطريف أننى تعلمت فن الطهى هناك.. وكنت أتمنى أن يعيش أبى وأقول له إننى سرت فى الطريق الصحيح هكذا قالت شيماء وهى تتذكر أصعب المواقف فى حياتها وتضيف: عندما عرضت على والدى فكرة سفرى إلى أمريكا كان قلقا جدا ولكن فى النهاية أقتنع وواجه رفض العائلة اقتناعا منه بأنه لا يعيش معى العمر كله لذلك لابد وأن يتركنى أخوض التجربة وبعد سفرى بشهور قليلة توفى ولم يخبرنى أحد بالخبر حرصا على حالتى المعنوية وعندما عرفت تمنيت أن يكون معى ليشاركنى نجاحى ولكنها إرادة الله. حلم أما عن حياتها بعد عودتها من أمريكا تقول: عندما عدت صدمت بأحوال مصر بعد الثورة، ولكن بدأت رحلة البحث عن وظيفة وكلما تقدمت بالسيرة الذاتية لإحدى الشركات تنال إعجابهم بشدة ولكن عندما يعرفون أننى كفيفة يتبدل إعجابهم إلى استنكار ويرفضون أن أعمل, إلى أن تعرفت على جمعية حلم التى تتكون من مجموعة من الشباب الذين يحاولون مساعدة ذوى الإعاقة فى إيجاد فرص عمل جيدة، وقد أرسلت لهم وبالفعل حصلت على وظيفة فى شركة خاصة بالمناقصات والاستشارات ,بعد ذلك انضمت إلى حلم وأصبحت مسئولة عن الاستشارات الخاصة بالإعاقة البصرية ومن خلال هذا العمل التطوعى اختلفت حياتى إلى الأفضل وتعرفت على أناس كثيرين أتعلم من كل منهم شئا ما.