قالت مصادر إن هناك مشاورات بين مصر والإمارات والسعودية والكويت لتشكيل تحالف عسكري في مواجهة المتشددين في منطقة الشرق الأوسط في حين يدرس حزب سوداني معارض تقديم بلاغ تشويه سمعة ضد الرئيس عمر البشير، على خلفية الاتفاق الذي وقعه رئيس الحزب الصادق المهدي مع تحالف الجبهة الثورية المعروف ب "إعلان باريس". ووفقاُ لما أوردت صحف عربية اليوم الأربعاء، تستضيف مملكة البحرين يوم الأحد القادم "اجتماع المنامة حول مكافحة تمويل الإرهاب" بمشاركة دولية واسعة تشمل أكثر من 30 دولة بالإضافة إلى عدد من المنظمات الاقليمية والدولية، بينما أعلن زعيم المتمردين الحوثيين عبدالملك الحوثي تحديه لقرارات مجلس الأمن الدولي وموقف الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية، مؤكدا استعداده للتصدي لها. رفض مصدر عسكري مصري رفيع المستوى تأكيد أو نفي الأنباء حول وجود مشاورات بين مصر والإمارات والسعودية والكويت لتشكيل تحالف عسكري في مواجهة المتشددين في منطقة الشرق الأوسط. قائلاً: "ربما تكون مجرد مشاورات وإذا كانت صحيحة ستبقى في إطار السرية حتى يكون لها إطار رسمي.. وربما تكون خاطئة"، وذلك بحسب صحيفة "الشرق الأوسط اللندنية". لكن المصدر، الذي رفض ذكر اسمه، أضاف قائلاً: "الأكيد أن تلك الأنباء لم تتم بلورتها في إطار اتفاقات رسمية لأن مثل تلك الأفكار تتطلب إجراءات قانونية ودستورية عن طريق مجلس الدفاع الوطني ورئاسة الجمهورية، ثم يتم إبلاغ وزارة الدفاع لتفعيل تلك الاتفاقات، وهو ما لم يتم حتى الآن". وكانت وكالة "الأسوشيتد برس" قد نقلت عن 3 مسؤولين عسكريين مصريين رفيعي المستوى، تفاصيل محادثات بين مصر والإمارات والسعودية والكويت، بشأن إقامة حلف عسكري لمواجهة المسلحين الإرهابيين. وقالت الوكالة إن "من شأن هذا التحالف المتوقع أن يكون بمثابة استعراض للقوة لتحقيق التوازن مع المنافسين التقليديين، وعلى رأسهم إيران". وقال كبار المسؤولين العسكريين المصريين وفق الوكالة الإخبارية الأمريكية، إن "هناك دولتين تعتبران من ميادين العمل المحتملة بالنسبة للتحالف العسكري الجديد. وهما ليبيا واليمن". ويشير سعي حلفاء الولاياتالمتحدة نحو تشكيل قوة عربية مشتركة إلى رغبتهم في تجاوز حدود التحالف الدولي الذي عملت الولاياتالمتحدة على تكوينه من أجل شن حملة جوية ضد تنظيم داعش في العراق وسوريا. وقال المسؤولون إن التحالف قيد النظر حالياً ولا يهدف إلى التدخل في الشأن العراقي أو الشأن السوري ولكن يقصد منه العمل بصورة مستقلة لمواجهة بؤر التوتر المتطرفة الأخرى. وأخبر مسؤول خليجي، من ذوي المعرفة بتلك المناقشات، الوكالة، أن الحكومات المعنية كانت تنسق فيما بينها حول كيفية التعامل مع الوضع في ليبيا، وأن المحادثات كانت مستمرة على صعيد تعاوني أوسع من أجل التعامل مع المتطرفين في المنطقة. وقد تحدث المسؤول الخليجي مع المسؤولين المصريين بشرط عدم الكشف عن هوياتهم نظراً لأن المحادثات المذكورة لا تزال قيد السرية. وقال مسؤولون مصريون إن المحادثات بشأن التحالف ضد المتطرفين تدخل مرحلة متقدمة، غير أن الفكرة المطروحة لتشكيل قوة عسكرية مشتركة لم تخضع للنقاش بعد، وهناك خلافات فيما بين الدول من حيث حجم وتمويل ومقرات القيادة لأية قوة عسكرية يتم تشكيلها، وخلافات أخرى حول الغطاء السياسي من الجامعة العربية أو من الأممالمتحدة إزاء العمليات التي تضطلع بها تلك القوة، حسبما أفاد أحد المسؤولين المصريين للوكالة. وعلى صعيد آخر، ذكرت الصحيفة ذاتها أن حزب الأمة السوداني المعارض قام بتقديم بلاغ تشويه سمعة ضد الرئيس عمر البشير، على خلفية اعتباره الاتفاق الذي وقعه رئيس الحزب الصادق المهدي مع تحالف الجبهة الثورية المعروف ب "إعلان باريس"، بأنه جرى بوساطة إسرائيلية، ويهدف إلى الوصول للسلطة بالقوة واحتلال مدينة "الفاشر"، الواقعة غرب البلاد. وقال الحزب في بيان حصلت الصحيفة على نسخة منه أمس، إن "الحزب يعتبر تصريحات الرئيس تشويه سمعة، وإنه يبحث رفع قضية ضد الرئيس عمر البشير". وناشد الحزب في بيانه المحامين الوطنيين للتضامن معه للدفع بالقضية إلى المحاكم، مبدياً نيته الاتصال باتحادات المحامين العرب والأفارقة للتضامن معه، وللتصدي لما سماها "الاتهامات الخرقاء الكاذبة". وطلب "الأمة" من قوى المعارضة السودانية التي قبلت بالاستمرار في الحوار الذي وصفه البيان ب "الأعرج"، رفض رئاسة البشير للجنة الحوار لأنه يفرض على الحوار رؤية حزبية ضيقة، ودعاها إلى الاعتراض على ما سماه توزيع الاتهامات على مجهودات وطنية بسبب الغيرة السياسية، وتساءل: "كيف يكون مثل هذا الرئيس حريصاً على تفاوض من أجل السلام، وهو يصرف الاتهامات الظالمة على من يريد دعوتهم للحوار؟". وكان الرئيس عمر البشير قد شجب الأحد الماضي "إعلان باريس" الذي وقعه حزب الأمة مع الجبهة الثورية السودانية، واعتبره "خطاً أحمر"، وقال إنه تم بوساطة إسرائيلية، ويهدف إلى الوصول للسلطة بالقوة، واحتلال مدينة الفاشر، حاضرة شمال دارفور، وإعلانها عاصمة قومية للسودان، وتنصيب رئيس الحزب الصادق المهدي رئيساً. ورحب الحزب في البيان، الموقع من الأمينة العامة سارة نقد الله، بالوساطة الإقليمية والدولية التي تسعى لما سماه "جمع كلمتنا، ومساعدة الشعب السوداني لمساعدة نفسه"، وجدد التأكيد على إيمان الشعب السوداني بالحوار وباستحقاقاته التي فصلها "إعلان باريس"، واستصحبت في "اتفاقية أديس أبابا"، وبالحاجة إلى إقناع الحركات المسلحة والمؤتمر الوطني ورئيسه بضرورة دفع تلك الاستحقاقات. وتعقيباً على اتهامات البشير، قال الحزب إن "إعلان باريس والاتصالات واللقاءات التي مهدت له وطنية 100%، وهي امتداد لصلاتنا التي لم تنقطع يوما بالجبهة الثورية"، وأضاف "اتهامات البشير الباطلة ل"إعلان باريس" بأنه بوساطة إسرائيلية، تؤكد فقط مدى السقوط والتمادي في التزوير الذي وصل إليه". وسخر الحزب من اتهامات الرئيس للحزب بالسعي إلى الوصول للسلطة عبر العمل العسكري، بقوله: "ما ذكره الرئيس عن عمل عسكري يرتكز على الفاشر محض أكاذيب، وتشويه سمعة، وحزبنا ورئيسه ليسا صيادي سلطة، وإلا لكنا قبلنا عروضهم السخية من قبل، ولا يناسبنا عرش قائم على جماجم أهلنا ودمائهم". ومن جهة أخرى، تستضيف البحرين الأحد المقبل "اجتماع المنامة بشأن مكافحة تمويل الإرهاب" بمشاركة نحو 30 دولة وعدد من المنظمات الإقليمية والدولية، وفقاً لصحيفة "الرياض" السعودية. وذكرت وزارة المالية في بيان أمس أن الاجتماع يأتي مساهمة من المملكة في دعم مسيرة العمل المالي والمصرفي بجناحيه الإسلامي والتقليدي وتعزيز الجهود الهادفة إلى مكافحة تمويل الجماعات والأنشطة الإرهابية بكل صورها. وأضافت أن الاجتماع ستشارك فيه منظمات دولية وإقليمية منها البنك الدولي وصندوق النقد الدولي وجامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي والمفوضية الأوروبية ومجموعة العمل المالي المعنية بمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب "إف آي تي إف". وأشارت إلى أن الاجتماع ستحضره نخبة من الخبراء المتخصصين في مجال مكافحة تمويل الإرهاب لبحث ومناقشة سبل مكافحته في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وعلى المستوى الدولي. وأعلنت البحرين عن مبادرتها لاستضافة ذلك الاجتماع خلال مشاركتها في المؤتمر الدولي بشأن أمن واستقرار العراق الذي عقد بباريس في سبتمبر الماضي.