وجه الرئيس السوداني عمر البشير ونائبه اتهامات جديدة لأحزاب المعارضة المطالبة بإسقاط الحكومة، فيما أعلن حزب المؤتمر الوطني حظر النشاط السياسي للأحزاب والمنظمات الطلابية المعارضة . وأكد البشير تمسك حكومته بالشريعة الإسلامية، وطالب بالتصدي لمن يرغبون في نشر “فجرهم الكاذب”، وذلك في أشارة إلى ميثاق “الفجر الجديد” الذي يدعو لإسقاط الحكومة وإقامة بديل ديمقراطي في السودان . من جانبه، أعلن حزب المؤتمر الوطني الحاكم حظر النشاط السياسي لجميع الأحزاب الموقعة على ميثاق الفجر الجديد حتى يعلنوا براءتهم من الميثاق، وقال الحاج آدم نائب البشير إن القرار يشمل المنظمات الطلابية في الجامعات .
وكشف الدكتور نافع علي نافع نائب رئيس حزب "المؤتمرى الوطني" الحاكم ومساعد الرئيس السوداني ، عن إقرار قيادة (الجبهة الثورية) فى آخر اجتماع لها عقب توقيع ميثاق (الفجر الجديد) بكمبالا ، مخططا لتنفيذ اغتيالات سياسية بالخرطوم.
وكشف نافع في مؤتمر صحفي بالخرطوم أمس عن رعاية أمريكية اوروبية عبر سفارات واشنطن والاتحاد الأوربي بكمبالا وتمويل الاجتماع الأخير للجبهة الثورية وممثلى الأحزاب المعارضة الذي تم خلاله التوقيع على وثيقة (الفجر الجديد) ، والتي تدعو للعنف وإعمال السلاح لإسقاط نظام الحكم في الخرطوم .
وأشار إلى أن التوقيع على الوثيقة تم استجابة للمطالب والمخطط الغربي الصهيوني الرامي لتفتيت وتفكيك السودان والذى اشترطت فيه الجهات الراعية والممولة توحد المعارضة المسلحة والمدنية ضد الحكومة السودانية .
وأكد مساعد الرئيس السوداني إنه لن يتم السماح بعمل الواجهات التي تعمل على تنفيذ أجندة أعداء الوطن، وكشف عن قرار حركة (العدل والمساواة) العمل عبر واجهات بالداخل.
من جهته، قال القيادى بحزب المؤتمر الوطنى د.امين حسن عمر " ان وثيقة الفجر الجديد التى وقعت عليها المعارضة مع الجبهة الثورية المتمردة بكمبالا لم تكن موجهة للشعب السودانى الذى تتحدث باسمه بقدر ماهى موجهة لارضاء المبادرين والممولين من اعداء الوطن الساعين لتفكيكه".
وشدد على ضرورة مواجهة مشروع المخطط الغربى الرامى الى تفكيك السودان، مؤكدا "مواجهة هذا المشروع بذات القوة".
وأضاف "لن نقبل المواقف المتحولة للاحزاب بأي حال من الاحوال وتركها توفر غطاء سياسي للعمل العسكرى للجبهة الثورية المتمردة".
ووقعت أحزاب معارضة سودانية وحركات مسلحة، مؤخرا، في كمبالا وثيقة "الفجر الجديد" والتي جددت فيها الدعوة لإسقاط نظام الخرطوم وتشكيل حكومة انتقالية تحكم لأربع سنوات لإعادة هيكلة الدولة السودانية، وعقد مؤتمر دستوري، تنتهي بإجراء انتخابات عامة فى البلاد.
ويضم التحالف الذى وقع الوثيقة أكثر من 20 حزبا ومنظمة مجتمع مدني، وحركات شبابية، اضافة الى تحالف الجبهة الثورية الذى يضم الحركة الشعبية قطاع الشمال، وحركة العدل والمساواة وحركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد نور وحركة تحرير السودان بقيادة أركو مناوي التي تخوض حربا لإسقاط النظام. على صعيد آخر، عبّرت الحكومة السودانية عن ثقتها بقدرة الاتحاد الإفريقي على التوصل إلى تسوية للقضايا العالقة بينها ودولة الجنوب دون أن تحيلها إلى مجلس الأمن الدولي . وكانت جولة جديدة من المحادثات المباشرة بين الجانبين بدأت أمس بالعاصمة الإثيوبية بحضور فريق لجنة الوساطة الإفريقية، لمناقشة قضايا الحدود والمنطقة العازلة وفك الارتباط مع قطاع الشمال ، وتهدف هذه المفاوضات، التي تستمر عدة أيام في إطار اللجنة السياسية والأمنية المشتركة بين البلدين، إلى الاتفاق على ترتيبات تنفيذ القضايا التي اتفق عليها الرئيسان البشير وسلفا كير ميارديت خلال القمة التي عقدت بينهما الأسبوع الماضي.
ويتركز جدول أعمال المباحثات خلال هذه الجولة على تنفيذ إقامة المنطقة العازلة منزوعة السلاح بين حدود البلدين، وتنفيذ فك الارتباط بين قطاع الشمال في جبهة تحرير السودان وبين حكومة جنوب السودان، وفقا لما اتفق عليه رئيسي البلدين. ومن المقرر أن تعرض نتائج هذا الاجتماع على الرئيسين عمر البشير وسلفا كير خلال قمة بينهما يتوقع أن تعقد على هامش اجتماعات القمة الإفريقية المقبلة بأديس أبابا يوم 27 يناير الجاري.
ويرأس وفد التفاوض السوداني وزير الدفاع السوداني المهندس عبد الرحيم محمد حسين، فيما يرأس وفد التفاوض لجنوب السودان وزير الدفاع جون كونج في هذه الجولة من المفاوضات والتي تعد الأولى بعد قمة الرئيس السوداني عمر البشير ورئيس جنوب السودان سلفا كير بأديس أبابا الأسبوع الماضي.
من جهة أخري أطلع جعفر الصادق الميرغني مساعد الرئيس السوداني ،علي عثمان طه النائب الاول للبشير ، على الخطوط العريضة لمبادرته بشأن حل الأزمة بين السودان ودولة جنوب السودان وهي مبادرة شعبية تحت مسمى (حكماء السودان)
وقال جعفر الصادق في تصريحات صحفية انه أطلع طه كذلك على نتائج جولته الخارجية التي شملت بريطانيا ومصر واللقاءات التي عقدها مع المسئولين بالدولتين، مشيراً إلى استعداد بريطانيا ومصر لمساعدة السودان في حل مشكلاته، منوهاً إلى اسهاماتها في القضاء على مرض الحمي الصفراء بدارفور.
وأضاف الميرغني أن اللقاء تطرق إلى العلاقات السودانية المصرية والحريات الأربع بين البلدين مشيداً بجهود النائب الاول للرئيس السوداني في وضع الحريات الأربع بين السودان ومصر.
وأكد الميرغني إيمانه التام بالحوار كوسيلة لحل القضايا وقال أنه سيعمل في الفترة المقبلة على قيادة هذا الحوار من اجل الوصول لحلول للقضايا الوطنية، داعيا الي الحوار بدلاً عن حمل السلاح .