مع مطلع العام الهجرى الجديد وإشراق يوم الجمعة 24/10/2014، تباغتنا أذناب السيدة الأولى للإرهاب بهجومها الغادر على إحدى نقاط الارتكاز الأمنى بمنطقة كرم القواديس جنوب الشيخ زويد بسيناء، والذى راح ضحيته ثلاثون شهيداً وأُصيب مثلهم من رجال قواتنا المسلحة الباسلة. وإذا كنا نترحم على شهدائنا الأبرار ونحتسبهم عند الله مع الأنبياء والصديقين والصالحين فى الفردوس الأعلى بالجنة، فإننى أعتقد أن مصر كلها لن تقبل عزاءً فيهم حتى يتم القصاص والثأر لمصر، والقصاص الذى أعنيه ليس مجرد القبض على مرتكبى ذلك الحادث الآثم الخسيس الذى أدمى قلوب المصريين، ولكن القصاص الذى أقصده هو اجتثاث كل جذور وبؤر الإرهاب من مصر والقضاء عليه نهائياً, وهو الأمر الذى تخوض مصر من أجله معركةً تعتبر من أقدس وأشرس وأخطر معاركها فى تاريخها الحديث. إن هذه الحرب الضروس التى تخوضها مصر بشجاعةٍ وإصرار منذ ثورة 30 يونية المجيدة، ضد الإرهاب وقوى البغى والضلال، ليست حرباً ضد جماعات دينية متطرفة أو فصائل سياسية منحرفة أو قوى شعبية ضالة، وإنما هى فى حقيقتها حربٌ دفاعية ضد دولة عظمى خططت هى وحلفاؤها لتدمير منطقتنا العربية وإعادة تقسيمها لأسبابٍ ودوافع عقائدية قبل أن تكون لمصالح وأهدافٍ استراتيجية وأنها أدركت من دروس التاريخ أن خيار التدخل العسكرى المباشر أو الحصار الاقتصادى الخانق لن يجدى كثيراً فى تحقيق مآربها، فاختارت البديل الآثم وهو استخدام الإرهاب بأيدى أبناء الوطن الواحد ممن تم استقطابهم بطرقٍ ومزاعم متنوعة، وهو ما أطلقت عليه سياسة الأرض المحروقة. لقد كانت كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى عقب تشييع جثامين شهدائنا الأبرار فى اليوم التالى للحادث مفعمة بالحزن والألم، ولكنه كان رابط الجأش ثابت الأقدام مما أشاع الاطمئنان فى نفوس المواطنين، وأعتقد أن كلمته وقراراته التى تلتها ستشكل محوراً جديداً وتقدماً ملموساً فى حربنا ضد الإرهاب، وهو ما يدعونى لإعادة التذكير بما سبق أن طرحته على مدى أكثر من عام، دعماً لهذه الحرب المقدسة ونجمله فيما يلى: (1) ضرورة إخلاء مسرح العمليات بسيناء من كل المواطنين الأبرياء باعتباره إجراء من دواعى الأمن القومى، وخيرًا لأبناء سيناء الشرفاء قبول التهجير المؤقت الآن حفاظاً على أرواحهم، بدلاً من أن يصيروا نازحين لا قدر الله إذا ما تداعت الأحداث على نحو ما جرى فى دولٍ شقيقة. (2) إيجاد آلية مناسبة لسرعة الفصل وتنفيذ الأحكام الرادعة فى كل الجرائم الإرهابية. (3) اجتثاث العناصر الإخوانية من داخل المؤسسات والأجهزة الحكومية والاقتصادية، وإبعادهم إلى مواقع وظيفية أخرى على أن يكون ذلك أولى مهام ومسئوليات كل القيادات المختصة بالدولة. (4) بث روح جديدة فى أجهزة الشرطة تساعد على أن يكون العمل الأمنى بصفةٍ عامة أكثر جرأةً وشجاعة وأفضل مهنيةً وأداءً. (5) مخاطبة الرأى العام بقدرٍ أكبر من الحقائق التى توضح أن المؤامرة التى تحدث عنها السيد الرئيس بدأت منذ منتصف السبعينيات بمنظومات الفساد السياسى والاقتصادى والثقافى التى تمت صناعتها خارجياً وزراعتها فى الوطن، ثم بُنيت دعائمها منذ عام 2003 بالاتصالات والاتفاقات التى تمت مع الجماعات العميلة بالداخل، إلى أن أفرزت نتائجها الكارثية بما شهدته البلاد فى يناير 2011 من براكين الإرهاب وزلازل التخريب التى تم التدبير لها جيداً وتنفيذها بإتقان، والتى مازلنا نجابه توابعها وآثارها حتى الآن. (6) تفعيل التنسيق الأمنى بين الحكومات العربية ومؤازرة أنظمتها لبعضها البعض، باعتبار أن العدو واحد والأداة الإرهابية تستهدف الجميع. (7) تعضيد الدور المأمول للأزهر الشريف فى توحيد الصف العربى، بتبنى مؤتمر لتفنيد الآراء المتطرفة ودحض العقائد الفاسدة ونشر وترسيخ الفكر والوعى الإسلامى الصحيح. (8) ضبط الخطاب الإعلامى ببعض الإجراءات الاستثنائية المؤقتة التى تلائم حالة الحرب، حتى يتم اجتياز تلك المرحلة الحرجة. (9) منع التظاهرات منعاً كلياً لمدة عام، والتعامل بقدرٍ أكبر من الحسم مع المخالفين. (10) إجراء الانتخابات البرلمانية فى موعدها المفترض، مع تنمية الوعى الشعبى لمنع تسلل العناصر الإرهابية والعناصر الموالية لها إلى داخل البرلمان القادم، والإعداد من الآن للمواد الدستورية الواجب تعديلها بما يتفق مع المصلحة الوطنية لعرضها على المجلس بعد انتخابه. لواء بالمعاش E-Mail: