المستشفيات والمراكز الطبية فى بورسعيد شأنها شأن كل مستشفيات مصر «إهمال - تقصير - سوء خدمة»، فالوضع سيئ بكل المعانى ورغم صرخات المواطنين المترددين عليها، إلا أن الوضع لم يتحسن وزاد الإهمال فى كافة المنشآت الطبية وهو ما دفع اللواء سماح قنديل محافظ بورسعيد، لتفقدها للوقوف على احتياجاتها، إذ قام بكشف حجم الفساد داخلها وأحال عدداً منهم إلى التحقيق، ولكن فى النهاية يبقى الوضع على ما هو عليه فلا تحسن ولا خدمات ولا رعاية ولا أطباء ولا علاج. وفى جولة سريعة على عدد من المنشآت الطبية فى المحافظة تلاحظ وجود إهمال جسيم فى جميعها بسبب عدم صيانة الأجهزة بصورة مستمرة ومنها أجهزة داخل غرف العناية المركزة، بل وصل الإهمال إلى تعطل أجهزة داخل غرف العمليات والتكييفات وأجهزة الضغط وقياس السكر وغيرها، أما عن مستوى النظافة فحدث ولا حرج فالحمامات لا تصلح للاستعمال الآدمى والقطط فى الطرقات وفوق الأسرة وتشارك المرضى وجباتهم وحياتهم والقمامة تجاور المستشفيات من الخارج والداخل وأقسام الاستقبال تحتاج لرعاية واهتمام كبير. كما أن بعض القائمين على الخدمة الطبية فى بورسعيد لا يصلحون لإدارة «طابونة» فهم يتركون الحبل على الغارب وصغار الأطباء يهربون من الخدمة الإلزامية للمرضى الفقراء والكبار ينشغلون بعياداتهم الخاصة تاركين «الغلابة» فى المستشفيات الحكومية دون اهتمام، ومستشفى بورسعيد العام شأنه شأن بورفؤاد العام والزهور العام والحميات والمصح البحرى كلها خرابات وتحتاج إلى عناية مركزة أو إنعاش حتى تتحسن وتكون قادرة على استقبال المرضى حتى مستشفى آل سليمان الذى كان يتميز بعض الشىء تحول لمستشفى عام وتدهورت الخدمة فيه بشكل ملحوظ وأصبحت المنظومة الطبية فى المحافظة تحتاج لحركة تطهير وإصلاح، ولا يختلف الوضع فى المستشفيات الحكومية عنها فى مستشفيات التأمين الصحى فكلاهما فى الهم سواء ولا فرق وربما يكشف المحضر رقم 3120 جنح الشرق واقعة إهمال طبى بعد وفاة المريض صبحى على الفقى «40 سنة» منذ أيام فقط داخل مستشفى بورسعيد العام بعد إصابته فى حادث بطريق بورسعيد - المنزلة وحجزه فى المستشفى برقم تذكرة 9647، حيث كان يعانى من آلام فى البطن وكسور فى الساق وإجراء عمليتين جراحيتين ونجحت واحدة وفشلت الأخرى وسوف تكشف تحقيقات النيابة والطب الشرعى عن سبب الوفاة وهل كانت بسبب الإهمال الطبى من عدمه، وتعانى بورسعيد من عدم وجود أطباء على مستوى عال من الخبرة والكفاء ولهذا يلجأ الأهالى إلى أطباء ومستشفيات خارج المحافظة سواء فى المنصورة أو القاهرة، كما يأملون أن تكون كلية الطب التى أنشأت حديثاً بجامعة بورسعيد أن تغير من الصورة السيئة للخدمة الطبية فى المدينة الحرة والتى لم يفكر رجال الأعمال والمستثمرين من أبنائها فى تحسين الخدمة الطبية التى تعانى الإهمال والقصور والتسيب والفوضى وحدث ولا حرج.