ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أنه بالرغم من أن مقتل القذافى يعتبر انتهاءً لعهد الحكم الاستبدادى إلا أنها رأت أنه ليس شيئا مجديا لطغيان حالة الفوضى والصراعات على ليبيا بعد مقتله. تساءلت الصحيفة "هل كان من الممكن أن تصبح ليبيا أفضل حالا إن لم يقتل القذافى والاكتفاء بالقبض عليه فقط؟" قال كريستوفر شيفيز, عالم سياسى بارز إن احتمال مقتل القذافى كان وارداً ولكن لم تتعمد قوات "الناتو" عند دخولها ليبيا قتله، بل بالعكس كانت تأمل أن ينتهى أمر القذافى بنفيه فى أحد البلدان وهو الشيء الذى كان مرفوضاً من تلك الدول. وضعت الصحيفة بعض التوقعات فى حالة عدم قتل القذافى وتقديمه للمحاكمة, فقالت ربما كان لليبيا فرصة أكبر فى تحقيق التصالح وممارسة بناء الدولة، وربما كانت وحدت القوات المتنازعة من القوميين العرب والإسلاميين والميليشيات الإقليمية الموجودة فى ليبيا الآن. بينما رأت تمارا كوفمان ويتس, مدير في مركز سياسة الشرق الأوسط في معهد بروكينجز، أن تقديم القذافى لمحاكمة رفيعة المستوى كان من الممكن أن يؤدى للتظلم والاستقطاب فى ظل السياق المحلى المتوتر ومع الأخذ فى الاعتبار كيفية إدارة المحاكمة. أشارت الصحيفة إلى أن الكثيرين يشعرون الآن بفشل الحكومات الغربية التى شجعت على خلع القذافى من قبل, فى إعادة الاستقرار لليبيا مرة أخرى، وهو ما علق عليه العالم السياسى "شيفيز" بأنه كان ينبغى على المجتمع الدولى عدم إهمال قضية إعادة إعمار ليبيا بعد سبعة أشهر من الغارات الجوية. أعرب "شيفيز" عن أسفه الشديد تجاه الوضع فى ليبيا اليوم، لأنه رأى أنها دولة امتلكت فرصاً جيدة جدا - بعد سقوط القذافى- فى تحقيق فترة انتقالية مستقرة خصوصا مع وجود ثروات ودعم أوروبى وعدم وقوع حروب أهلية كما كان متوقعاً.