ذكرت صحيفة "جارديان" البريطانية اليوم أن المنظمات المدافعة عن اللاجئين وحقوق الإنسان أعربت عن غضبها بشأن الرفض البريطاني الرسمي لدعم عملية بحث وإنقاذ أوروبية متواصلة لمنع حدوث مزيد من حوادث غرق المهاجرين الجماعية، قائلة إن المملكة المتحدة ستسهم في موت مزيد من الناس دون داع على أعتاب أوروبا. وأشارت الصحيفة إلى أن وزارة الخارجية البريطانية أعلنت أمس أن بريطانيا لن تدعم مستقبلا أي من عمليات البحث والإنقاذ التي تستهدف منع المهاجرين واللاجئين من الغرق في البحر الأبيض المتوسط، زاعمة أنها بذلك قد تشجع المزيد من الناس على محاولات عبور البحر الخطيرة.
ونبهت الصحيفة -في تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني-الى أن الرفض البريطاني يأتي مع قرب نهاية عملية الإنقاذ الإيطالية الرسمية "ماريه نوسترام" التي من المقرر أن تنتهي هذا الاسبوع بعد أن ساهمت على مدار الأشهر ال12 الماضية في انقاذ ما يقدر بنحو 150 ألف شخص منذ مآسي جزيرة "لامبيدوسا" التي راح ضحيتها حوالي 500 مهاجر في شهر أكتوبر عام 2013. وأوضحت أن عملية الإنقاذ الإيطالية ستنتهي دون أن تحل محلها عملية بحث وإنقاذ أوروبية مماثلة. وقالت السلطات الإيطالية إن تلك العملية، التي يشارك فيها جزء كبير من البحرية الإيطالية، غير قابلة للاستمرار. وعلى الرغم من أن البحرية الايطالية تبذل قصارى جهدها، فقد غرق أو فُقد أكثر من الفين وخمسمائة شخص في البحر المتوسط منذ بداية العام الجاري. وبدلاً من العملية الإيطالية، سيطلق الاتحاد الأوروبي عملية مشتركة محدودة ل "حماية الحدود"، في أول نوفمبر المقبل. ولن تشمل هذه العملية جهود البحث والإنقاذ في جميع أنحاء البحر الأبيض المتوسط، وستقتصر على القيام بدوريات حراسة في حدود 30 ميلاً من الساحل الإيطالي. وأثارت منظمات حقوق الإنسان – بحسب تقرير الصحيفة - مخاوف من أن يلقى عدد أكبر المهاجرين واللاجئين حتفهم في محاولاتهم الوصول إلى أوروبا من ساحل شمال أفريقيا. وأشارت الصحيفة إلى أن البحرية الإيطالية، التي تعاني ضغوطا شديدة، ستقوم بعمليات بحث وانقاذ على قدر استطاعتها، مضيفة أن العملية الأوروبية الجديدة لن تملك سوى ثلث موارد العملية الإيطالية التي توشك على الانتهاء. ولفتت "الجارديان" الي أن السلطات البريطانية أعلنت بهدوء في رد كتبته ليدي انيلاي، وزيرة الدولة الجديدة في الخارجية البريطانية وتلي أمس على مجلس اللوردات ، وجاء فيه: "نحن لا ندعم عمليات البحث والإنقاذ المزمعة في البحر المتوسط"، مضيفة أن الحكومة تعتقد أن هناك عامل جذب غير مقصود، يشجع مزيدا من المهاجرين على محاولات عبور البحر الخطيرة، وهو ما يؤدي إلى المزيد من الخسائر البشرية المأساوية التي لا داع لها." وأضافت انيلاي أن الحكومة تعتقد أن الطريقة الأكثر فعالية لمنع اللاجئين والمهاجرين من محاولة هذا العبور الخطر، هي أن نركز اهتمامنا على بلدان المنشأ والعبور، وكذلك اتخاذ خطوات لمحاربة مهربي البشر الذين يعرضون الارواح للخطر عمداً من خلال تعبئة المهاجرين في قوارب غير صالحة للإبحار". وقالت وزارة الداخلية البريطانية لصحيفة "الجارديان" إن الحكومة لا تشارك في العملية الاوروبية في الوقت الحاضر، بأكثر من تعيين مسؤول لشئون الهجرة، لجمع معلومات مخابراتية عن المهاجرين الذين يواصلون خوض رحلة محفوفة بالمخاطر إلى إيطاليا.