أعلنت بريطانيا الثلاثاء أنها لن تدعم العمليات المقررة لانقاذ المهاجرين غير الشرعيين الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا عبر البحر الابيض المتوسط. ويأتي هذا الاعلان في الوقت الذي تنتهي فيه هذا الاسبوع العملية البحرية الايطالية "ماريه نوستروم" التي أنقذت في غضون عام اكثر من 150 ألف مهاجر في البحر. وقالت وزارة الخارجية البريطانية ان هذا الموقف اعلنته الحكومة في معرض ردها على سؤال نشر على الموقع الالكتروني لمجلس اللوردات البريطاني (الغرفة العليا في البرلمان) في 15 أكتوبر. وكتبت وزيرة الدولة للشؤون الخارجية جويس انيلاي في الرد الحكومي "لن ندعم عمليات البحث والانقاذ المقررة في البحر المتوسط". واضافت "نعتقد ان (هذه العمليات) تخلق عامل جذب لا ارادي يشجع المزيد من المهاجرين على تجربة العبور الخطير للبحر وتؤدي بالتالي الى مزيد من الوفيات المأسوية والعبثية". وأكد وزيرة الدولة أن موقف الحكومة البريطانية هو التركيز على "دول المصدر والعبور" ومكافحة المهربين. ويعتبر موضوع الحد من الهجرة الى المملكة المتحدة بندا اساسيا على جدول اعمال رئيس الوزراء المحافظ ديفيد كاميرون الذي يسعى لاعادة التفاوض مع الاتحاد الاوروبي على الاطر التي تحكم انتماء بلاده الى الاتحاد. ومع اقتراب الانتخابات التشريعية المقررة في مايو 2015 يجد كاميرون نفسه يرزح تحت ضغط حزب يوكيب (الاستقلال) المعادي لاوروبا وللهجرة على حد سواء والذي لا تنفك شعبيته تتزايد. ويطلق الاتحاد الأوروبي في الأول من نوفمبر عملية "تريتون" لتسيير دوريات في البحر المتوسط بهدف دعم "استمرار الجهود الكبيرة" التي تبذلها السلطات الايطالية في هذا المجال، بحسب المفوضية الاوروبية. وستتيح العملية الاوروبية للحكومة الايطالية انهاء العملية العسكرية "ماريه نوستروم" التي بدأتها في أكتوبر 2013 بعد وفاة 366 مهاجرًا في غرق مركبهم قبالة جزيرة لامبيدوزا. وعملية "تريتون" التي تمولها الوكالة الأوروبية لمراقبة الحدود، ستضم في مرحلة أولى خمس بوارج دورية وثلاث طائرات، بحسب ما اوضح مصدر اوروبي. وستكون اثنتان من هذه البوارج ايطاليتان. وخلافا لعملية "ماريه نوستروم"، ستبقى "تريتون" في المياه الاقليمية الايطالية. وسيتم نقل المهاجرين الذين تتم نجدتهم في البحر الى الموانئ الايطالية وستكلف السلطات الايطالية بتسجيلهم ودراسة طلبات اللجوء.