تسود حالة من الغضب بين أوساط الفلاحين وكبار المزارعين فى محافظة الغربية بسبب تعنت الحكومة التى تصر على خراب بيوتهم، على حد قولهم. انتقد فلاحو المحافظة قرار تحريك أسعار الأسمدة وبطريقة مضاعفة مرة واحدة، وقالوا إن القرار "هيخرب بيوتنا – والحكاية مش ناقصة خراب"، وان غرامات الأرز تهدد معظم الفلاحين بالسجن، فضلا عن كارثة القطن الذى لا يزال فى مخازن الفلاحين مما اضطر بعضهم إلى التهديد بحرق محصوله، بخلاف قروض بنوك التنمية التى لا تزال سيفا مسنونا ومسلطا على رقاب البسطاء منهم. كل هذا ولم تكتفِ الحكومة فى حربها مع الفلاحين بل زاد الطين بلة وحركت اسعار "الكيماوى" واستنجد الفلاحون هذه المرة بالرئيس عبدالفتاح السيسى لإنقاذهم من تعنت الحكومة ومن الخراب المستعجل. أكد احمد الحصرى، نقيب الفلاحين بالغربية أن زيادة أسعار الكيماوى بنسب تزيد على 30% سيؤدى إلى انهيار المحاصيل وموتها على الارض، حيث طالب بضرورة إلغاء قرار زيادة سعر الأسمدة لأنها تأتى فى وقت عصيب يشعر فيه المزارع بالغضب والتعنت من كل الجهات الحكومية ووزارة الزراعة. وقال عبدالفتاح شوارة، رئيس اتحاد الفلاحين بالغربية أن محاضر مخالفات الأرز جعلت الفلاحين ينامون فى الحقول هرباً من مطاردات المباحث ولابد من مراعاة ظروف الفلاحين الذين يعيشون أسوأ أيامهم. ناشد الرئيس السيسى بالتدخل لإنقاذ الفلاحين من الموت الذى ينتظرهم حزنا وكمدا على موت محاصيلهم امام أعينهم بسبب عدم وجود الكيماوى من جهة وزيادة سعره من جهة أخرى. كما فجر محمد مسلم، فلاح, كارثة القطن المكدس من العام الماضى فى شون ومخازن وبيوت الفلاحين بدون سعر، مما اضطر بعض المزارعين إلى التهديد بحرق المحصول وهرسه وهو على عيدانه. وقال مسلم إن غرامات الرى تهدد 1500 مزارع فى قرية "الرجدية" التابعة لمركز طنطا وحدها، ناهيك عن آلاف المزارعين المطاردين ومطلوب منهم سداد غرامات الرى بسبب زراعة الأرز بالمخالفة, ووصلت رسائل من وزارة الزراعة لكل الفلاحين من خلال الجمعيات بزيادة سعر شيكارة الكيماوى زنة 50 كيلو من 75 جنيهاً إلى 100 جنيه, مما جعل الفلاحين يشعرون بالإحباط والغضب من سياسة الحكومة ووزير الزراعة. قال خالد علام، بقرية خرسيت: يجب حل مشاكل الفلاحين إذا كنا جادين فى النهوض بالزراعات الاستراتيجية بدلا من التعنت الحكومى مع الفلاحين وتهديدهم بالغرامات والسجن. أكد علام أن محصول القطن "عفن" فى مخازن الفلاحين بعد أن انخفض سعره من 1700 جنيه إلى 1000 جنيه فقط ولا يوجد طلب على الشراء أصلا. أضاف طارق البلتاجى، مزارع من المحلة، بأن ما يحدث مع الفلاح "مقصود" وهى حرب معلنة، لا لبس فيها، لإجباره على التراجع عن زراعة أرضه، فى الوقت الذى يقوم فيه الفلاح بتجهيز الأرض لزراعة محصول القمح الاستراتيجى تقوم الحكومة بضربه فى مقتل بزيادة سعر السماد، ناهيك عن كوارث التقاوى الفاسدة وغرامات الأرز وفشل الحكومة فى التسويق للفلاح.