قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن السخرية كانت السمة الغالبة على رد المحتجين المعتصمين في ميدان التحرير منذ أوائل الشهر الجاري على قرار تأجيل محاكمة وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي بتهم قتل الثوار إلى 3 أغسطس القادم، ليتم دمجها مع محاكمة الرئيس المخلوع، مشيرين إلى أن هذا التأجيل دليل على عدم الرغبة بمحاكمة النظام السابق. وأضافت الصحيفة أن قرار تأجيل محاكمة العادلي -وهو الثاني في هذه القضية- أثار حالة من السخرية والغضب بين المتظاهرين الذين يعتصمون بالتحرير منذ أكثر من أسبوعين، وأكد شكوكهم بأن السلطات لا ترغب في محاكمة الرئيس مبارك والمسئولين في عهده الذين قتلوا أكثر من 800 متظاهر خلال ثورة يناير. وتابعت أن العلاقة بين المتظاهرين والمجلس الأعلى للقوات المسلحة تزداد توترا منذ اعتصامهم بالتحرير الذي بدأ 8 يوليو الجاري، وكان رد فعل المتظاهرين الذين شاهدوا المحاكمة على شاشات التليفزيون غاضب جدا ولكن لم يصيبهم بالدهشة. ونقلت الصحيفة عن سيد صبحي عضو في حركة 6 أبريل قوله: " نحن جميعا نعرف هذا السيناريو، وسوف يعيد نفسه مرة أخرى... ونحن نعلم أنه لا توجد محاكمات عادلة". وأضاف صبحي: "إن الحركة تعتزم القيام بمسيرة احتجاجية باتجاه المحكمة العليا احتجاجا على التأجيل تماثل المسيرة التي نظمتها الحركة باتجاه مقر العسكري، ووقعت خلال أحداث موقعة العباسية أو الجمل الثانية"، وهو ما توقع البعض ان تسفر عن موقعة "الجمل3" نسبة إلى "موقعة الجمل" التي وقعت خلال أحداث الثورة وهاجم فيها البلطجية الثوار. ونفى عضو الحركة أن يكون بث المحاكمات على التليفزيون خفف من حدة الغضب لدى المتظاهرين، وقال: " ماذا يعني أن أراه في القفص؟ هذا لا يعطيني أي ارتياح...إنه قتل المتظاهرين ولم يتم محاكمته حتى الآن". وبحسب الصحيفة فإن كثيرا من المصريين يعتقدون أن الجيش غير مستعد لمحاكمة مبارك، وقال محمد عبد المنعم أحمد (23 عاما) من المحتجين بالتحرير: إننا نشعر أنهم يخدعوننا.. ونحن نشعر بأنه لا يزال مبارك هو الحاكم لمصر". أخبار وتقارير ثورة الغضب "الثوار الأحرار": السلفيون والإخوان وراء موقعة العباسية