لاقى قرار النائب العام أمس بإحالة الرئيس السابق حسني مبارك ونجليه علاء وجمال إلى المحكمة الجنائية صدى كبيرًا في الصحف الأمريكية، والتي رأت في تعليقاتها أن من شأن القرار أن يهدئ من موجة الغضب بين المصريين. وقالت صحيفة "جلوبال بوست" الأمريكية إن قرار إحالة مبارك للمحاكمة سيرضي مطالب الملايين الغاضبة، وسيجعله أول زعيم عربي مخلوع بالشرق الأوسط بأكمله يواجه محاكمة علنية أمام القانون منذ بداية الربيع العربي. وأضافت أنه على الرغم من التقارير التي تفيد أن مبارك لن يتم نقله في الوقت الراهن من مستشفى شرم الشيخ إلى السجن، لكن قرار إحالته للمحاكمة قوبل بابتهاج كبير من المصريين. غير أنها رأت أنه لا يزال من البكر إطلاق العنان للتوقعات، وأن المحاكمة لا تعني بالضرورة أننا سنشاهد صورًا لمبارك في "بدلة" السجن البيضاء قريبًا. من جانبها، قالت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية، إن الإعلان عن إحالة مبارك للمحكمة بتهمة التحريض على قتل المتظاهرين يهدف إلى تهدئة الرأي العام الغاضب، وبخاصة عائلات الضحايا والمتظاهرين الذين لمظاهرات ضخمة يوم الجمعة القادم. وأشارت إلى أن الكثيرين كانوا يشعرون بسعادة بالغة عندما تم توجيه اتهامات لمبارك، لكن بعد عده أسابيع من مشاهدة الرئيس المخلوع يماطل في تنفيذ قرار سجنه بنجاح، تزايدت شكوكهم حول ما إذا كان سيقدم للمحاكمة فعلاً. وأضافت إن الجماهير التي تظاهرت للمطالبة بمحاكمة الرئيس المخلوع على مر الأسابيع الماضية كانت تشعر بالحنق من رؤية متظاهرين يتعرضون للاعتقال والمحاكمة العسكرية، بينما يتمكن مبارك وغالبية حاشيته من الإفلات من العقاب. واعتبرت الصحيفة أن إحالة مبارك للمحاكمة هي خطوة استباقية لما أسماه الناشطون "الثورة المصرية الثانية"، والتي كان من المتوقع أن تنطلق يوم الجمعة القادم، للمطالبة بمحاكمة مبارك و رموز نظامه المخلوع، وإنهاء حالة الطوارئ.