خرج تنظيم «داعش» مؤخرًا ليكشف عن قائمة بأسماء الدول التى يسعى للسيطرة عليها خلال الفترة القادمة ليتم إعلانها إمارات وولايات تابعة له. القائمة تضم جميع الدول العربية وبعض الدول الافريقية والأوروبية والآسيوية. على أن تتضمن خريطة الخلافة الاسلامية تقسيم الدول الاسلامية لعدة ولايات تضم كل منها مجموعة من الامارات، فولاية العراق ستضم العراق والكويت، وولاية الشام ستضم سوريا ولبنان وفلسطين والأردن وسيناء، وولاية الحجاز ستضم السعودية والإمارات وقطر والبحرين وعمان. بينما تبقى اليمن على حالها.أما ولاية خرسان فستضم إيران وأفغانستان وأوزباكستان. ولاغرابة، فهذا هو تنظيم داعش الارهابى الذى بات اليوم يشكل لغزا يستعصى على الفهم، فرغم التحالف الدولى الذى تقوده أمريكا والضربات الجوية التى استهدفت مواقع لهذا التنظيم فى العراقوسوريا إلا أنه مازال يتمتع بالقوة ولم تفت فى عضده تلك الضربات التى بدت غامضة وبلا رؤية وبالتالى انعدمت معها صدقية هذا التحالف وبات واضحًا أنه لن يكون فى مقدوره أن ينهى تنظيما يضم آلاف المقاتلين ويحظى بدعم أطراف فى المنطقة كتركيا والتى ينحصر همها الوحيد فى إسقاط النظام السورى. وقد جاءتها الفرصة السانحة لتحقيق ذلك من خلال تنظيم داعش. ولهذا رأيناها لاتحرك ساكنا إزاء التقدم الذى أحرزه التنظيم فى مدينة «عين العرب» وبادرت فمنعت الأكراد من العبور إلى سوريا لمجابهة التنظيم. وليس مستبعدا أن تكون تركيا هى اليد المساعدة لداعش عبر إمداده بمعلومات استخباراتية كى يتمكن من إحكام الطوق كلية على «عين العرب» كخطوة أولى يتبعها إسقاط النظام السورى. لقد انبرى أردوغان يساوم أوروبا وأمريكا معا لكى يكونوا معه فى هذه اللعبة الاستراتيجية، فهو مازال يخامره رغبة الانضمام إلى الاتحاد الأوروبى، ومازال يريد من أمريكا أن تتعامى عن مبدأ حقوق الإنسان ولا تعلق على سجل تركيا الأسود فى هذا المجال. وفى الوقت نفسه يحاول ترويض أمريكا والغرب من أجل تحقيق مصالحه فى هذه المنطقة التى يعاد ترتيب الأوراق فيها بشكل أو بآخر كى يكون لتركيا الكلمة العليا، فأردوغان يريد إعادة المنطقة مائة عام إلى الوراء لتقبع تحت الهيمنة التركية وليتحقق لها الحلم الذى مازال يداعبه ألا وهو حلم عودة الخلافة العثمانية من جديد. ولاشك أن الكذب الذى اكتنف بداية الحملة ضد داعش التى قادتها أمريكا من خلال هذا التحالف الدولى سيكون مؤشرًا على أكاذيب قادمة أكثر جسامة. المؤلم أن هذه الحملة سيكون لها تداعيات كارثية تطال المدنيين فى سورياوالعراق مما يزيد من حالة الارباك الحادثة فى المنطقة بل قد تزيد من موجة الإرهاب ليظل تنظيم داعش مصدر تهديد للعالم وهو ما يثبت أن حرب أمريكا عبثية وعديمة الجدوى وبالتالى لن تخلف إلا الكوارث.