أصبح استغلال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لأي محفل أو مناسبة دولية أو تركية من أجل الهجوم علي مصر أمرا مثيرا للدهشة والاستياء من قبل غالبية المصريين، خاصة مع إصراره علي دعم تنظيم الإخوان الذي يعاني الشعب من إرهابه. ويعد أردوغان أوفي "صبيان" مؤسس تنظيم الإخوان الراحل حسن البنا حيث دأب منذ اندلاع ثورة 30 يونيو وعزل ممثل الجماعة في الحكم محمد مرسي علي شن غارات كلامية علي مصر ودعم التنظيم بالغالي والنفيس حتي يظل في الصورة ولا يتحطم حلم الخلافة العثمانية التي يتمني أن يكون قائدها. ويعتبر أردوغان الأب الروحي لتنظيم الإخوان حيث يرون فيه المثال الذي يجب الاحتذاء به في تحقيق النهضة الإخوانية. وكان أردوغان أول من أطلق علامة رابعة بعد فض الاعتصام في أغسطس قبل الماضي. وقام خلال كلمته أمس الأربعاء في موقف خبيث برفع علامة رابعة وهو يتحدث عن سوريا لتقوم كافة المواقع والقنوات الإخوانية بالتهليل لموقفه الشجاع ودعمه لرابعة بكل المحافل الدولية. ورحب الرئيس التركي باستقبال كافة القيادات الإخوانية التي تم طردها من قطر بعد ضغط مجلس التعاون الخليجي عليها حتي تتخلص من تلك القيادات التي تتخذها مركزا لنشر سمومها في الدول العربية وعلي رأسها مصر. وتحرص القيادة التركية علي تهميش دور مصر في المنطقة العربية خاصة وأن انضمام تركيا للاتحاد الأوربي مازال مجال بحث فإن فشل قد تكون قيادة الدول العربية هي البديل لأن أردوغان لن يقبل أن يكون مجرد دولة علي الخريطة. ولعبت تركيا دورا خطيرا خلال الأزمة الفلسطينية والحرب التي شنتها مؤخرا إسرائيل علي غزة حيث عملت علي تحريض حماس الجناح العسكري للإخوان ومعها قطر علي رفض كافة ما تطرحه مصر من تسويات لإحراجها غير مبالين بأرواح أهل غزة. ويمثل أردوغان الغموض وعدم الوضوح الإخواني بكل ما تحمله الكلمة من معني ففي الوقت الذي دعا وزير خارجية تركيا وزير الخارجية سامح شكرى لمقابلة ثنائية علي هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة خرج أردوغان لينتقد خلال كلمته أمس ما أسماه ب"الانقلاب العسكري" في مصر. هذه المواقف الغربية يمكن تقبلها في إطار تفهم طبيعة الفكر الإخواني الذي يهاجم الانقلاب وليس لديه مانع للتعامل معه مادام الأمر يصب في مصلحته. يبدو أن تنظيم الإخوان وصبيانه يرفضون الاعتراف بفشلهم وانتهاء وهم "الشرعية" دون رجعة ولكن هذا لا يعني مصر حاليا حيث أنها ماضية في تحقيق أحلامها في التنمية والعودة لدورها المحوري الذي لن تخسره أبدًا من جديد.