أقام الدكتور سمير صبري، المحامى، دعوى مستعجلة بإلزام الرئيس عبد الفتاح السيسي، بإصدار قرار بقطع العلاقات مع تركيا. وقال صبري، في صحيفة الدعوى، "محاولات يائسة تبذلها الإدارة المصرية للمحافظة على العلاقات الدبلوماسية مع تركيا ولكن دون جدوى ومع استمرار سكوت الدولة المصرية عن تطاولات وتجاوزات رئيس وزراء تركيا المدعو / أردوغان حول مصر تزداد وقاحته وتطاوله على قيادة الدولة المصرية ورئيسها المشير / عبد الفتاح السيسي".
وأضاف صبري: "من الثابت أن أمريكا دعمت جماعة الإخوان الإرهابية بعد نصيحة أردوغان حيث أرادت أن تضبط ميزان القوى لصالحها ولم تكن تتوقع أن صعود الإخوان للسلطة سيكون بداية النهاية، وأن أردوغان لعب دورًا مهمًا في ترتيب التفاهمات الإخوانية الأمريكية لإزالة شكوك واشنطن من وصول جماعة الإخوان المسلمون إلى الحكم بمصر وأنه بعد ثورة 25 يناير، قام بالاتصال بالإدارة الأمريكية لنقل رسائل طمأنة من الإخوان بشأن وضع المنطقة في حالة فوز الجماعة في الانتخابات الرئاسية وأن أردوغان طلب من الجماعة الإرهابية، إيفاد مسئول إخواني إلى واشنطن للتفاهم بشأن القضايا العالقة، مع الإدارة الأمريكية، جن جنون أردوغان بائع البطيخ والسميط كما قال عن نفسه في مناظرة تلفزيونية مع دنيز بايكال، فالرجل الذي يدعم الإخوان في مصر، ويناصره الإخوان في تركيا، يترنح ويتراقص بين أقواله وأفعاله، وما بين الأقوال والأفعال مساحة شاسعة وكم كبير من التناقضات".
وتابع صبري: "أن أردوغان صرح بإقامة أول مسابقة من نوعها لاختيار ملك جمال المتحولين جنسياً، بعد سنوات من معاناة المتحولين جنسياً للحصول على حقوقهم ومحاربة العنف والاضطهاد ضدهم، ومازال أنصار الجماعة الإرهابية يعتقدون أن اردوغان يناصر الدولة الإسلامية ؟!، أي دولة إسلامية هذه التي تبيح المثلية الجنسية، وتبيح حفلات اختيار ملك جمال المتحولين جنسيا؟! ودخل أردوغان معركة بين المصريين".
وتبنى موقفا منحازا وعنيفا لصالح جماعة الإخوان فى مصر، ويكاد يكون الوحيد في العالم الذي يتبنى هذا الموقف، منذ الإطاحة بالمتخابر ألإخواني محمد مرسي من منصبه وتحولت دولة تركيا إلي العدو الأول لمصر وقيادات المؤسسة العسكرية خصوصا المشير عبد الفتاح السيسي الذي أجهض حلم دولة أردوغان في التربع علي عرش الشرق الأوسط ولذلك كان من الطبيعي أن تستضيف اجتماع أجهزة المخابرات العالمية في اسطنبول، بعد أن ضاعت مخططاتها بسقوط مرسي وظهور السيسي وبدا لها أن كابوس الثورة المصرية بدأ يحوم في أراضيها ، واتضح بعد ذلك أن المخابرات التركية وراء كل ما يحدث بمصر وسوريا بشكل كبير حيث إن إفشاء الفوضى في هذين البلدين والقضاء علي جيشيهما يجعل منها القوة الوحيدة المتبقية في الشرق الأوسط إلي جانب إسرائيل وإيران، وتأكد وجود دور تركي فيما يحدث من عنف بمصر بعد أن تم الكشف عن كميات كبيرة من السلاح التركي بالقاهرة وعدد من المحافظات بعد ثورة 30 يونيه.
كما كشفت صحيفة وول ستريت جورنال عن وجود تعاون استخباراتي بين الولاياتالمتحدةوتركيا تم الاتفاق عليه في مايو الماضي عندما التقي باراك أوباما مع أردوغان في المكتب البيضاوي وبصحبة كل منهما وزير خارجيته ورئيس مخابراته، واكتشف الشعب المصري أن هذا الأردوغان هو من صمم الإشارة المعروفة بإشارة رابعة وكان يرفع يده مشيراً بأصابعه الأربعة، في دلالة على تأييده لاعتصام أنصار المتخابر المعزول محمد مرسي بميدان "رابعة العدوية" بالقاهرة ، واستطاعت تركيا خلال عام من حكم مرسى تهريب عدد كبير من الأموال القذرة إلى مصر من خلال حسابات بنكية وهمية وشركات لا وجود لها وساعدها على ذلك حكومة الإخوان التي لبثت عاما واحداً ، وفي تحدٍ جديد من الحكومة التركية للنظام المصري؛ أعلن عدد من الجامعات التركية عن استعدادها لاستقبال طلاب جماعة الإخوان المفصولين من الجامعات المصرية لدواعٍ أمنية ، كذلك وأكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية، أن الأعمال الإرهابية التي تتم في الفترة الأخيرة صادرة من عناصر جماعة الإخوان الإرهابية، موضحا أن كل الشواهد تؤكد أن الإخوان وراء الأعمال الإرهابية وباعتراف بعض عناصرها.
وكشف المتحدث باسم وزارة الداخلية عن تورط بعض الدول في الجرائم الإرهابية للإخوان ومنها تركيا وبرعاية رئيس الحكومة التركية رجب أردوغان فى محاولة للتغطية على الأزمات التى يمر بها فى دولته ، ويعقد التنظيم الدولي للإخوان المسلمين اجتماعات في تركيا لبحث تداعيات "الضربة التي تلقتها الجماعة" من التغيير الأخير في مصر وسبل المواجهة في الفترة القادمة وخطط التحرك خلال أسبوعين بما في ذلك حملات تشويه إعلامية للمعارضين للإخوان والعمل على إحداث شق في المؤسسة العسكرية المصرية ، ويناقش المجتمعون من جماعات "الإخوان المسلمين" في الدول العربية ومن أنحاء العالم خطوات محددة لمواجهة أزمة الجماعة في مصر وسبل تخفيف النتائج السلبية على التنظيم العالمي كله وجماعات الإخوان في الدول المختلفة ، ونقلت صحيفة (زمان) التركية عن أردوغان قوله: إنه شعر بالإحباط عندما رأى شيخ الأزهر يؤيد "الانقلاب العسكري" في مصر، وتساءل: "كيف يمكنك القيام بذلك؟!"، مضيفًا أن "ذلك العالِم قد انتهى. إن التاريخ سيلعن الرجال أمثاله كما لعن التاريخ علماء أشباهه في تركيا من قبل" واستمرارا في التطاول على رئيس الدولة المصرية قال اردوغان: إن الذين يلزمون الصمت حيال الأحداث في مصر لن يكون لهم الحق في التكلم عن الظلم غدًا", متسائلاً: "هل يمكن لانقلاب أن يكون ديمقراطيًّا؟" بل وأضاف : إن "مصر حكمتها الديكتاتورية مدة 70 عامًا.. يمكنكم تحمل هذا جيدًا، لكن لا يمكنكم تحمل حكم مرسي المنتخب عامًا واحدًا" ، وهاجم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، سياسات مصر في التعامل مع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وسبل وقف الحرب ، كذلك ادعى "أردوغان" في حوار مع شبكة "سي إن إن" الأمريكية ان الرئيس عبد الفتاح السيسي "ديكتاتور" زاعمًا أن السيسي لا يعني الشعب المصري – حسب قوله ودافع "أردوغان" عن حليفته دولة قطر نافيا دعمها ل"الإرهاب"، مؤكدا على أنها -الدوحة- تقف إلى جانب المضطهدين والضحايا من خلال توفير المساعدات الإنسانية، ووصف إسرائيل ب"الدولة إرهابية" بما تقوم به الآن في عدوانها المستمر على قطاع غزة ، وحمل أردوغان بعنف على مصر ورئيسها.
وردا على سؤال عن العملية البرية الإسرائيلية ضد قطاع غزة، قال أردوغان إن السيسي "لا يختلف عن الآخرين، إنه هو نفسه طاغية". واتهم الإدارة المصرية بالعمل "مع" إسرائيل ضد حماس المدعومة من الحكومة التركية ، بل وتمادى في تطاوله عندما قال : إن "الإدارة في مصر ليست شرعية"، متهماً السلطات المصرية بأنها تريد استبعاد حماس من أي اتفاق سلام في غزة ، وواصل أردوغان هجومه على الرئيس / عبد الفتاح السيسي ومصر، مؤكدا أنه لم يتراجع في تصريحاته التي انتقد فيها "السيسي" ووصفه خلالها ب"الطاغية".
وقال "أردوغان"، في تصريحات لشبكة "سي.إن.إن" الأمريكية، إن مصر في الوقت الحالي ليس لديها مسار حقيقي في القضية الفلسطينية، وإذا كانت مصر ترغب في هذا الدور فإنه ليس لدينا مشكلة في أن تعود مصر لدورها ولا تسعى تركيا للحصول على هذه المكانة.
وأضاف: "أنا لا أرى السيسي ديموقراطيا، وما زالت أراه حتى الآن طاغية.. وليس لدي أي شك في ذلك".
وتأتي تصريحات رئيس الوزراء التركي "رجب طيب أردوغان" وهجومه على الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، واتهامه الإدارة المصرية بالعمل مع إسرائيل ضد حركة حماس، لتنافي الحقيقة بين موقف الدولة المصرية ودعمها التاريخي للقضية الفلسطينية، وتركيا وعلاقاتها التي تصل إلى درجة التطبيع مع إسرائيل.
واختتم صبري صحيفة الدعوى قائلا: وأمام إعطاء مصر الفرصة تلو الأخرى للقيادة التركية لإعلاء المصالح المشتركة بين البلدين والشعبين الصديقين فوق الاعتبارات الأيدلوجية والحزبية الضيقة وصيانة العلاقات التاريخية بينهما فإن كل ما قدمته مصر وكل محاولاتها باءت بالفشل أمام مسلك رئيس وزراء تركيا بل ازداد في تطاوله واعتداؤه وتجاوزه في حق الدولة المصرية والتدخل في شئونها الداخلية، وطلب صبري تحديد أقرب جلسة لنظر الدعوى والتمس إصدار الحكم بإلزام رئيس الجمهورية بإصدار قرار بقطع العلاقات مع تركيا وقدم حافظة مستندات تحوى على كل تجاوزات أردوغان وتطاوله وسفالته على الدولة المصرية قيادة وشعبا.