فى الحقيقة لا يستحق أن أكتب عنه أو أخصه بالذكر فى هذه الكلمات، ولا يستحق شرف ذكر اسمه فى صحيفة حزب الوفد الذى يتطاول عليه.. ولكن لأنه كما يقولون فإن للضرورة أحكاماً، بعد أن جرؤ على التطاول على أعرق الأحزاب السياسية فى البلاد ورجالها الشرفاء الوطنيين.. حديثنا اليوم عن واحد من المتلونين الباحثين عن أى دور فى الحياة السياسية، لفظته المعارضة ووجد نفسه فى نعيم الحزب الوطنى المنحل الذى أصاب مصر بكوارث، مازال الشعب يتجرع ويلاتها حتى الآن. إنه حيدر بغدادى الذى بحث عن مصالحه الخاصة فى الحزب الناصرى فلم يجدها، فراح يتسول على أبواب الحزب الوطنى ويقدم فروض الولاء والطاعة لقيادات الوطنى، يتمسح بهم ويعرض خدماته حتى قبلوه عضواً بالحزب الوطنى، ويرحم الله ضياء الدين داود الذى اتخذ قراراً بطرده من الحزب الناصرى لأنه لايستحق شرف الانتساب لهذا الحزب، ولذلك وجد ضالته فى الحزب الوطنى الذى أوصله الى البرلمان فى انتخابات عام 2005، لينضم بفضائحه إلى قائمة نواب قروض وآخرون نواب مخدرات ونواب تجنيد أى التهرب من الخدمة العسكرية الوطنية ونواب الكيف، ليضيف «حيدر» تخصصاً جديداً، وهو نائب الساقطات والراقصات.. وما كنت أعتزم الحديث عن الفضيحة الجنسية التى هزت مصر فى عام 2007 والتى كان بطلها نائب الحزب الوطنى حيدر بغدادى، لكن يبدو أحياناً تذكير أمثال «حيدر» ضرورة لوقف تطاولهم على أسيادهم الوطنيين فى حزب الوفد.. وليسمح لى القارئ العزيز أن أروى واحدة من فضائح حيدر التى كانت مثار حديث عالمى عن نواب الحزب الوطنى الفاسدين، ففى نهاية شهر «مايو» عام 2007 فوجئ النواب تحت القبة بتوزيع اسطوانة مدمجة «C.D» لفيلم فاضح للنائب حيدر بغدادى، ولم يتمكن أحمد عز أمين التنظيم بالحزب الوطنى من احتواء الموقف خاصة بعد أن أصبحت الاسطوانة خلال دقائق معدودة فى أيدى عدد كبير من أعضاء البرلمان والصحفيين الذين يقومون بتغطية جلسات المجلس.. والاسطوانة تعرض فيلم فيديو يظهر فيه النائب حيدر بغدادى وهو يدخل الى ملهى ليلى والذى يظهر من طبيعة الصور انه متواضع المستوى، ويظهر فيه عدد من المسئولين يقومون بمصافحته واصطحابه الى ركن بالملهى، بالاضافة الى مشاهد أخرى يقوم فيها باحتضان الراقصة وإلقاء الأموال عليها.. وأظهر الفيديو حرص حيدر على الابتعاد عن الكاميرا، إلا أن المصور تمكن من التقاط صور له. وفى 30 مايو 2007 بدأ مجلس الشعب في إجراء تحقيق فى قضية هذا الفيلم الجنسى الذى يظهر فيه «حيدر» فى أوضاع مشينة مع فتيات ليل.وبدأ التحقيق مع النائب بمشاهدة الفيلم الجنسى، وكانت لجنة القيم بالبرلمان المكلفة بالتحقيق تضم الدكتور فتحى سرور رئيس المجلس ووكيلى المجلس عبدالعزيز مصطفى وزينب رضوان التى امتنعت عن حضور جلسة المشاهدة لسوء المناظر التى يحتويها الفيلم.. وبعد هذه الفضيحة المدوية للحزب الوطنى ونوابه سعى مجلس الشعب لتبييض صورة هؤلاء النواب المنحرفين، ووجه الى النائب حيدر بغدادى عقوبة اللوم فقط!!!. وكان أحمد عز حريصاً كل الحرص على عدم فصل نائب فتيات الليل ليس حباً فيه ولا اقتناعاً به أو دفاعاً عنه، وإنما لمنع الفضيحة أن تطول الحزب الوطنى الحاكم!!! الفضيحة الأخرى التى تلاحق حيدر بغدادى هى توليه رئاسة شركة منتجات الغزل وهى شركة قطاع عام، وقد خربت هذه الشركة على يديه بشكل لافت للنظر وحققت خسائر فادحة بسبب عمليات النهب وإهدار المال العام.. الغريب أن الرجل تولى رئاسة هذه الشركة الكبيرة، وهو يحمل دبلوم تجارة!!!.. وطبعاً البركة فى الحزب الوطنى الذى مكنه من توليه مقاليد شركة كبيرة.. والمعروف ان مخازن هذه الشركة كانت تؤجر بخمسة وعشرين ألف جنيه فى الأوراق الرسمية التى تخص الدولة، فى حين أنه فى الواقع الايجار الحقيقى يتجاوز المليون جنيه شهرياً، ما تسبب فى إهدار أموال الدولة.. طبعاً كانت هذه تكية من تكيات القطاع العام المنهوبة!! والذى يفتش فى أسباب طرد الحزب الناصرى لهذا الحيدر هو اكتشاف المرحوم ضياء الدين داود أن الرجل كان ينقل أخبار الحزب الناصرى واجتماعاته الى قيادات الحزب الوطنى وأجهزة أخرى، ولأن «داود» رحمه الله كان يتمتع بوطنية صادقة، فقد قرر طرد «حيدر» وأى عنصر فاسد من الحزب الناصرى، والمعروف أن الناصريين أنفسهم ولست واحداً منهم يعلمون حقائق كثيرة عن هذه الشخصية الحيدرية أكثر منى، ومؤخراً الزميل الدكتور عبدالحليم قنديل وهو من أقطاب الناصرية، انهال على حيدر بقذائف احتجاجاً على تصرفاته الحمقاء ودفاعه عن قيادات الحزب الوطنى الفاسدين، بل وصل الأمر الى توجيه السباب والشتائم، لأن «قنديل» يعرف حقيقة الرجل وتفاصيل حياته وتلونه بحثاً عن المنفعة أينما كانت وهذا هو مربط الفرس. ما الذى يجعل «حيدر أفندى» يتطاول الآن علي حزب الوفد وقياداته الوطنية وزعمائه السياسيين؟!.. وما الذى يدفعه الآن الى ارتكاب هذه الحماقات فى هذا التوقيت؟!.. الإجابة ان الرجل يشبه «الحرباء» يتلون طبقاً لتحقيق المصلحة أو المنفعة الشخصية كما يرى عبدالحليم قنديل فى هذا التوقيت وتلك المرحلة الفارقة من تاريخ مصر وبعد ثورتين عظيمتين فى 25 يناير و30 يونية، لا مكان لهؤلاء المتلونين أصحاب السوابق المشينة.. و«حيدر» عندما يتطاول على الوفد لإدراكه الشديد أن هذا الحزب العريق هو الوحيد المؤهل لحكم البلاد بما لديه من تنظيمات سياسية ومقرات على مستوى الكفور والنجوع والمدن والقرى، ولديه حكومة ظل تضم خيرة الرجال الوطنيين الشرفاء من أصحاب الكفاءات النادرة.. ولأن «حيدر» يدرك تماماً انه فى هذه المرحلة من تاريخ البلاد لا مكان له، فإنه راح ينفث سمومه على الوفد وكل الوطنيين لشعوره بأنه ليس فيمن حضر أو غاب. والغريب أن الرجل بيته من زجاج ويصر على قذف المحترمين الشرفاء بالحجارة!!.. والأغرب أن حيدر يريد أن يكون له دور فى المرحلة الحالية المهمة فى تاريخ مصر، وهو يدافع عن فساد الحزب الوطنى المنحل ويتطاول على الوطنيي، يزعم انه يدافع عن خريطة المستقبل، وهو يريد نسفها وعودة زمرة الوطنيين الفاسدين الذين خربوا مصر على مدار ثلاثة عقود من الزمن.. ألا يخجل «حيدر» وهو يعترف أن الحزب الوطنى الذى أصبح واحداً من رجاله زوروا فى الانتخابات، ومنعوا الناخبين من الإدلاء بأصواتهم فى عام 2005.. مثل هذا الرجل يجب أن يتوارى عن الأنظار لو أن هناك حمرة خجل، لكن الذين اختشوا ماتوا!!!.. أو كما قال عنه النائب المحترم البدرى فرغلى فى وجهه أنت أى حيدر ممن ينتمون لحزب جرف مصر وقام بالنهب المنظم حتى وصلت مصر الى التراب، وكان ضياء الدين داود محقاً فى طردك من الحزب الناصرى ويراه البدرى فرغلى أنه واحد من تحالف كهنة معبد الحزب الوطنى الذى قتل المصريين وجرعهم الويلات ويجب ان يكون مكانهم النار وليس البرلمان.. واستكمالاً لحديث «فرغلى» لن يشم هؤلاء رائحة البرلمان، فالشعب العظيم صاحب الإرادة القوية فى ثورتين عظيمتين لا يمكن بأى حال من الأحوال أن يقبل «بغدادى» ومن على شاكلته نائباً مرة أخرى فى البرلمان فقد ولى زمانه الى غير رجعة، ونحن الآن فى مصر الحديثة التى لا يحيا فيها سوى الوطنيين الشرفاء.. ولايزال فى الجعبة الكثير، لكن بصراحة يصيبنى القرف من الحديث عن أمثال هؤلاء المنتفعين الذين يحاولون ان يقفزوا على مكتسبات ثورة هذا الشعب العظيم.. وإن عدتم عدنا وإياك وأمثالك من التطاول على الوفد وقياداته الوطنيين.. وما خفى لدينا كان أعظم.