الحزب الوطني المنحل ورجال نظام مبارك يقومون حالياً بتسليط أذنابهم وأتباعهم علي الأحزاب السياسية والقوي الوطنية، ويستخدمونهم في التطاول والهجوم وبث السموم ضد كل وطني ومن يعمل لصالح البلد.. «اللوبي» الذي تحدثت عنه بالأمس بدأ معركة السطو علي مقاعد البرلمان من خلال حملة شعواء ضد كل القوي السياسية والوطنية في مصر. رجال الأعمال الفاسدون من الحزب الوطني الذين نهبوا ثروات هذا الشعب العظيم، بدأوا في الإنفاق ببذخ علي أتباعهم الذين يقومون بدور التطاول والهجوم علي الأحزاب السياسية والقوي الوطنية. لقد جن جنون الحزب الوطني عندما وجد أن هناك تحالفات سياسية بين الأحزاب، للتنسيق فيما بينها للدخول إلي البرلمان، وخاب ظن رجالات الحزب الوطني الذين تصوروا بخيالهم المريض أن الأحزاب ستترك الساحة السياسية للحزب الوطني مرة أخري، وكأن هؤلاء العميان لم يعرفوا أن المصريين قاموا بثورتين من أجل التخلص من الحزب الوطني في 25 يناير والإخوان في 30 «يونية»..رجال الحزب الوطني الذين كان يجب عزلهم تماماً عن الساحة السياسية، نسوا أنفسهم ولديهم إصرار شاذ وغريب علي الحرب علي المصريين من خلال التطاول والهجوم علي القوي الوطنية والأحزاب.. و»اللوبي» الخطير الذي أنشأوه مؤخراً لن ينال أبداً من الوطنيين في مصر.. آخر «بلاوي» هذا اللوبي هو فاروق المقرحي الذي يعد واحداً ممن ينطبق عليهم »بيته من زجاج»، وراح يقذف المحترمين والوطنيين بالبلاد بالحجارة.. «المقرحى» نسي تاريخه في جهاز الشرطة منذ كان ضابطاً صغيراً وحتي مساعداً لوزير الداخلية للأموال العامة في عهد حبيب العادلي.. والذي كان يجب محاكمته ضمن كثيرين ارتكبوا جرائم كثيرة في حق المصريين.. فاروق المقرحي الذي حول جهاز الأموال العامة في عهد حبيب العادلي إلي تكية خاصة، وجلب اليه الأقارب والمعارف والمحاسيب ونذكر أن الشرفاء بالجهاز ومنهم من لايزال في الخدمة حتي الآن قدموا شكاوي كثيرة إلي «العادلي» بعدما فاحت رائحة الجهاز واضطر الوزير في نهاية الأمر بعد نشر الكثير من الفضائح إلي إبعاده . «المقرحي» اسألوا عنه أهل الدلنجات مسقط رأسه والتصرفات التي كانوا يجأرون بالشكوي إلي الله منها، الآن يتطاول علي الأحزاب السياسية ويصفها بالكرتونية.. «المقرحي» الذي دخل انتخابات البرلمان ورسب فيها وراح يتمسح بالحزب الوطني الذي وجد ضالته لديه، يتطاول الآن علي حزب الوفد، ويتحدث في السياسة والتحالفات الوطنية.. وعندما يتحدث شخص مثل هذا الرجل عن الوطنيين ويتطاول عليهم فليس هذا صدفة ولا إبداء للرأي إنما هو مدفوع لذلك من أسياده الذين يعرفون استخدامه جيداً. المقرحي الذي يتطاول علي حزب الوفد. وينكر تاريخه القديم والحديث والدور الوطني الذي لعبه الحزب وجريدته ضد نظام الحزب الوطني وضد «مبارك» نفسه، لا يأتي من فراغ.. وتاريخ «المقرحي» الذي أعرفه جيداً ويعرفه غيري كثيرون، يؤكد أنه لا يتطاول بدون مقابل، سواء كان هذا المقابل مادياً أو منفعة خاصة سيحصل عليها في إطار «اللوبي» الجديد للحزب الوطني الذي يسعي من خلاله إلي السطو علي مقاعد البرلمان. غريب جداً أمر هؤلاء البشر، لماذا ينسون ما فعلوه، ولماذا التطاول علي الأحزاب الوطنية التي لا تسعي إلا المنفعة العامة لمصر أولاً وللمصريين ثانياً.. المصريون لا ينسون أبداً التصرفات الحمقاء ولا الجرائم التي ترتكب في حقهم، والأولي بمثل هؤلاء الرجال أن يخرسوا ألسنتهم بدلاً من التطاول والهجوم علي الشرفاء بالبلاد.. لقد وجد الحزب الوطني الآن ضالته في «المقرحي» لترديد الاسطوانة المشروخة في الهجوم علي الأحزاب وخاصة حزب الوفد حتي يتم تعطيل مسيرة الديمقراطية والعبور بالبلاد إلي بر الأمان والمستقبل.. وراح «المقرحى» وأشباهه في تشويه سمعة الوطنيين ومناصبة العداء الشديد لكل ماهو وطني في مصر.. وإذا كان الحزب الوطني قد راق له اجراء الانتخابات بنظام80٪ فردي و20٪ قائمة، فليس له الحق أبداً أن يتطاول علي الأحزاب والقوي الوطنية.. وقلت قبل ذلك إن الهجوم الشديد الذي يتم علي الأحزاب الآن، هو نفس ما كان يفعله نظام مبارك لمدة ثلاثين عاماً عندما تعمد أن يتخذ من الأحزاب ديكوراً لتزيين الحكم، وتعمد اضعافها وتضييق الخناق عليها حتي لا تنافس علي السلطة ورغم ذلك لم تهدأ الأحزاب خاصة الوفد من خلال مؤسساته السياسية والإعلامية عن المطالبة بالحرية والديمقراطية وحقوق الانسان وظلت هذه القضايا الشغل الشاغل للوفد حتي قامت ثورتا 25 يناير و30 يونية. الحزب الوطني وفريقه الفاسد وحملته الشعواء علي الأحزاب وتسليط الأقزام للنيل من الوفد لن تجدي أو تنفع، بعد تنفيذ استحقاقين ديمقراطيين في خريطة المستقبل، لأن الوفد والقوي الوطنية تعمل من أجل مصر أولاً وللمصريين ثانياً، ولا توجد منفعة خاصة له في هذا الصدد مثل الحزب الوطني وأذنابه الذين لا يحلو لهم إلا النيل والعيب في الوفد. وهؤلاء الجهلاء السياسيون لا يجدون عيباً في حزب الوفد، ويروح خيالهم بنسج خيالات شاذة هي في الأصل تنم عن خيانتهم للوطن.. لن ينال الحزب الوطني وأذنابه من الوطنيين في مصر، وسترد مكائدهم إلي نحورهم فمصر الحديثة تلفظ كل هؤلاء الخونة العملاء الذين لا يبغون سوي تحقيق مصالحهم الخاصة والمزيد من الأموال. أما «المقرحي» الذي ينفث حالياً سمومه ضد الوفد، فالأكرم له أن يغلق فمه، لأن الذين بيتهم من زجاج يجب ألا يقذفوا الشرفاء بالحجارة.. ولست بحاجة إلي أن أعدد دور تاريخ حزب الوفد قديماً وحديثاً الآن، وإذا كان «المقرحي» أصابه الله بالجهل في هذا الشأن، والحقد علي الوطنيين فليس أمامي إلا ترديد قول الشاعر: اصبر علي كيد الحسود فإن صبرك قاتله كالنار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله وأكرر له أيضا قول الشاعر: إذا أراد الله نشر فضيلة طويت أتاح لها لسان حسود