حسناً فعلت الإدارة المصرية حين صرحت بأنها لن تنجر لإرسال قوات عسكرية الى الخارج وأيضاً ما صرحت به مصادر مطلعة من أن وزير الخارجية سامح شكرى أبلغ نظيره الأمريكى أن مصر لن تشارك بأى قوات عسكرية فى تلك الحرب وأكد رفض مصر استخدام أراضيها مصدراً لأى هجمات وطالب بوضع أهداف واضحة وجدول زمنى ونطاق جغرافى حتى لا تكون حرباً مفتوحة جغرافياً وزمنياً... وأن مصر لن تدخر جهداً فى تقديم الدعم الفنى والمعلوماتى من منطلق حرصها على إخلاء المنطقة من التطرف والجماعات الإرهابية. وفى مؤتمر جدة للتصدى للإرهاب قال شكرى وزير الخارجية المصرى «إن مصر حققت نجاحات مهمة فى حربها ضد الإرهاب وأن دحر هذا الخطر فى مصر وفى كل البلدان التى أطل فيها يتطلب دعم الحلفاء والأصدقاء وأوضح أنه ليس منطقياً حشد الموارد لهزيمة تنظيم داعش بينما تحجب هذه الموارد عن مصر وهى تخوض معركة ضد العدو المشترك نفسه على أراضيها»، فى مواجهة حادة للسياسات الأمريكية المزدوجة المعايير. وتعبيراً فى نفس الوقت عن وقوف غالبية الشعب فى جانب الدولة فى مواجهتها لتلك الأعمال الإجرامية.... واستطرد شكرى «إن مصر بدأت نجاحها ضد الإخوان بالإطاحة بحكم الإخوان الذين هم العباءة الأيديولوجية التى خرجت من تحتها الجماعات الإرهابية على مختلف مشاربها». وكان الرئيس أوباما قد أعطى الضوء الأخضر لمواجهة داعش وذلك عبر عمليات موسعة ضد التنظيم الإرهابى فى العراقوسوريا... وأكد زعماء كلا الحزبين الجمهورى والديمقراطى عن دعمهم للجهود المبذولة للقضاء على داعش فى نهاية المطاف وأكدت لجنة المخصصات فى مجلس النواب الأمريكى أن الإجراء المقترح لتخصيص تمويل إضافى للحكومة سيوفر النفقات للهجمات العسكرية... وقال أوباما فى خطابه بأن الحملة التى تعتزم أمريكا تنفيذها ستتم من خلال جهد راسخ لا هوادة فيه لمهاجمة مسلحى داعش باستخدام القوات الجوية ودعم قوات الشركاء على الأرض... وتعهد بملاحقة مسلحى داعش أينما كانوا واستبعد أدنى إمكان للتعاون مع الحكومة السورية ووصف بشار الأسد بأنه فاقد الشرعية. وفى موسكو عبر سيرجى لافروف عن أن واشنطن لا تمضى كعادتها بأفعالها أبعد من أقوالها وهو ما يعكس موقف بلاده من المعايير المزدوجة التى تمارسها واشنطن والبلاد الغربية تجاه مكافحة الإرهاب محذراً من مغبة خطط الناتو حول تشكيل التحالف الدولى الذى يقولون إنهم يقصدون به تصفية أخطار داعش فى حين أنهم يستهدفون ضرب المواقع السورية والنيل من نظام بشار. أما تنظيم داعش فقد هدد فى فيديو بسلسلة أعمال إرهابية على أراضى الدولة التى أعلنت دعمها للتحالف الدولى وقال فى رسالة للدولة العربية «سوف ترون أياماً زرقاوية تليها الفتوحات العمرية».. ودعا أعضاء التنظيم قائلاً: «ارصدرا الأهداف فخخوا السيارات.. احكموا العبوات... أضربوا ضرباً يفلق الرؤوس» وقال أبوحذيفة أحد مقاتلى داعش الذى عاد الى مصر بعد مشاركته فى المواجهات المسلحة فى سوريا إن التنسيق بين داعش وأنصار بيت المقدس الموجود فى مصر توطد لمساندة بيت المقدس فى حربها فى سيناء... وتبقى الأسئلة من هؤلاء وما تلك اللغة الغريبة المستخدمة ولماذا يكون الأعضاء أبوحذيفة وأبوعبيدة وغيرهما من أسماء يتم استدعاؤها من قرون خلت... أسئلة غامضة مثلها مثل أسئلة أخرى طرحت حول القاعدة وبن لادن ومختلف التنظيمات الإرهابية التى ظهرت وتظهر فى أنحاء الأمة العربية..!! أما بقايا الإخوان فى مصر فقد أحيت ذكرى 11 سبتمبر برفع صورة بن لادن فى تكثيف مؤلم لأزمة عقل وبصر وبصيرة وفصام تام مع المجتمع فخرجت أعداد منهم فى المطرية وعين شمس ترفع صور بن لادن وتردد هتاف كلنا بن لادن.. أما فى الدقهلية فقد تجمع بضع عشرات وجلسوا على الأرض فى ميت غمر ورفعوا أعلام رابعة وصوراً للرئيس المعزول وذلك بملعب كرة قدم ثم انصرفوا بعد تقديم المشهد.. ويقوم التنظيم الدولى للإخوان بخطط محمومة لإحراج النظام المصرى والرئيس السيسى خلال زيارته للأمم المتحدة... وسوف يقدمون محاكاة لفض اعتصام رابعة أثناء زيارة السيسى ويقومون بحملة تواصل مع وسائل الإعلام والمراكز الحقوقية وأعلن مجلس شورى الإخوان تنظيم مظاهرات مناهضة للسيسى يوم 25 سبتمبر أمام مقر الأممالمتحدة ووجهوا خطابات رسمية الى الوفد والبعثات الدبلوماسية لتحريضها على مقاطعة كلمة رئيس مصر. ومن قرن ويزيد كتب الكواكبى «من أقبح أنواع الاستبداد استبداد الجهل على العلم واستبداد النفس على العقل ويسمى استبداد المرء على نفسه وذلك أن الله جلت نعمة خلق الإنسان حراً قائده العقل... فكفر وأبى إلا أن يكون عبداً قائدة الجهل... خلقه وسخر له أماً وأباً يقومان بأوده الى أن يبلغ أشده ثم جعل له العمل أباً والأرض أماً وما رضى الا ان تكون حكومته أمه وحاكمه أباه.. خلق له إدراكاً ليهتدى الى معاشه ويتقى مهلكه وعينين ليبصر ورجلين ليسعى ويدين ليعمل ولساناً ليكون ترجماناً عن ضميره فكفر وما أحب ألا أن يكون كالأبله الأعمى المقعد الأشل الكذوب.. لا يطابق لسانه جنانه... تشابك بالناس اشتباك تظالم لا تعاون... فوكله ربه الى نفسه وابتلاه بظلم نفسه وظلم جنسه...» هدانا الله شر أنفسنا وحمى الله مصر من كل سوء وابتلاء....