شن تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام، المعروف ب«داعش»، الحرب ضد الأنظمة العربية المتحالفة مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، وأيدت شن هجمات عسكرية دولية لضرب التنظيم، مهدداً بمواجهتها فى حرب وشيكة ستندلع فى كل بلاد الشام، على حد قوله، فيما أكدت قوى إسلامية رفضها التدخل الأمريكى فى العراق، بحجة إنهاء الإرهاب، ودعت العرب للتحالف العسكرى تحت مظلة جامعة الدول العربية. وهدد «داعش» فى فيديو بعنوان «رسالة إلى 40 دولة متحالفة ضد الدولة الإسلامية»، بثه أمس الأول، رداً على اجتماع وزراء خارجية عدد من الدول العربية، إضافة إلى وزيرى الخارجية الأمريكى والتركى، فى جدة، ببدء سلسلة من العمليات الإرهابية فى أراضى الدول التى أعلنت دعمها للتحالف الدولى الذى تقوده «واشنطن» لضرب «داعش»، واستعرض الفيديو مجموعة صور لعدد من رؤساء الدول العربية والأوروبية، يعقبها تعليق بأن الدولة الإسلامية باقية ليوم الدين، مهما تآمرت هذه الدول. وقال فى رسالته للدول العربية: «سوف ترون أياماً زرقاوية، تليها فتوحات عمرية»، وخاطب عناصر التنظيم قائلاً: «ارصدوا الأهداف، وفخخوا السيارات، واحكموا العبوات، واضربوا ضرباً يفلق الرؤوس». وبث التنظيم فيديو آخر بعنوان: «اقتربت الملحمة الكبرى بالشام مع أوروبا والنصارى»، ويظهر فى الفيديو رسم «انفو جراف» لأعلام عدد كبير من الدول، من بينها إسرائيل وأمريكا وبريطانيا والسعودية وألمانيا، وفى مواجهتها علم «داعش»، وقال الفيديو فى تعليق صوتى إن حرباً وشيكة وعظيمة ستجرى فى منطقة الشام، وسوف تنتصر فيها الدولة الإسلامية. من جانبه، قال «أبوحذيفة»، أحد مقاتلى «داعش»، الذى عاد إلى مصر بعد مشاركته فى المواجهات المسلحة فى سوريا، إن التنسيق بين تنظيم الدولة الإسلامية وجماعة أنصار بيت المقدس الموجودة فى مصر، توطد لدرجة أن التنظيم أرسل مؤخراً عدداً من مقاتليه المصريين لمساندة «بيت المقدس»، بعد تشديد القوات المسلحة لعملياتها العسكرية فى سيناء، وقتل عدد كبير ممن وصفهم ب«الجهاديين». وتابع: «أعداد أنصار بيت المقدس ليست كبيرة، وهم يواجهون أزمة فى استقطاب أعضاء جدد، ولذلك بدأوا يتبعون سياسة داعش فى البحث عن حاضنة شعبية فى سيناء، من خلال توزيع بيانات فى سيناء لمخاطبة الأهالى وحثهم على الانضمام إلى الجماعة». من جهة أخرى، أكد الشيخ عادل نصر، المتحدث الرسمى للدعوة السلفية، رفض الدعوة لأى تدخل أجنبى فى البلاد العربية والإسلامية تحت ذريعة محاربة الإرهاب، وقال إن الاحتلال الأمريكى للعراق هو السبب فى انتشار هذه الأفكار، وعلى الدول العربية والإسلامية مواجهة أى أخطار تهددها بنفسها من خلال تحالف عسكرى قوى بينها، تحت مظلة جامعة الدول العربية أو منظمة التعاون الإسلامى. وقال عبدالله الناصر حلمى، الأمين العام لاتحاد القوى الصوفية، إن الحلف الأمريكى الجديد ليس لضرب «داعش» إنما لضرب العرب، والحل الوحيد لمواجهة الإرهاب هو تشكيل حلف عربى، لا يتخلله جنس بشرى غير العرب، ليقضوا على الخطر بأيديهم وإلا فالقادم أسوأ، وكل دولة ستشارك فى الحلف ستدفع «داعش» عليها. فى سياق متصل، رفض عدد من الكوادر الشبابية داخل تنظيم الإخوان، الحرب التى يستعد لشنها عدد من الدول الغربية بدعم عربى على تنظيم «داعش»، وقال محمود قناوى، أحد شباب التنظيم: «لا يجوز معاونة الغرب على قتال المسلمين، مهما كان الجرم الذى ارتكبوه، خصوصاً أن هدفهم فى النهاية هو الخلافة الإسلامية». وقال أنس عبدالملك، أحد الكوادر الشبابية: «لما قلنا إن داعش مصنوع مخصوص من أجل تبرير التدخل الدولى فى العراقوسوريا ناس كتير عاندت وكابرت.. أصلاً مفيش وقت للمعاندة والمكابرة لأن التحالف الدولى قرب يكتمل والضربة العسكرية خلاص خلال شهور».
