كتب: ميادة سويدان ومحمد البرمي "تأتى مشاركة مصر في مباحثات "مكافحة الإرهاب وخطط التصدي لها" بمدينة جدة بالمملكة العربية السعودية في إطار التزامها بقرارات الشرعية الدولية من ناحية، ولاستشعارها ضرورة تنسيق التحركات الإقليمية والدولية لمكافحة خطر زحف وتنامي الإرهاب الدولي الذي يقضي على الأخضر واليابس وأصبح يهدد مفهوم الدولة الحديثة في المنطقة لصالح إيديولوجيات متطرفة تتخذ الدين ستارا للقيام بأعمال وحشية والتلاعب بمقدرات الشعوب". صرح بذلك السفير سامح شكري، وزير الخارجية في مؤتمر جدة لمواجهة خطر التنظيمات الإرهابية في المنطقة، وأضاف شكري "أنه فُرض على مصر خلال الفترة الماضية أن تتعامل مع هذه الظاهرة على المستوى الداخلي، وقد حققنا بالفعل نجاحات مهمة في هذا الصدد كان لها أثرها الإيجابي، المستمر حتى الآن، على المستويين القومي والإقليمي، بدأت من نجاح ثورة الشعب المصري في 30 يونيو 2014 في التخلص من حكم جماعة "الإخوان" التي مثلت دوما العباءة الإيديولوجية التي خرجت من تحتها الجماعات الإرهابية على مختلف مشاربها، ثم مواجهة ردود الفعل الإرهابية على هذا القرار الشعبي التاريخي التي انعكست في العمليات التي شهدتها مصر خلال الفترة الماضية، والتي راح ضحيتها العشرات من المصريين، وما زالت مصر ملتزمة بالقضاء نهائياً على هذا الخطر. من جابنه، وصف الدكتور جمال زهران، أستاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس، كلمة شكري "بالقوية"، موضحا أنها جاءت معبرة عن الموقف الواعي لمصر، بإزدواجية الموقف الأمريكي، "فمصر قالت "لا" وبوضوح من خلال كلمة شكري، لموقف أمريكا المزدوج فيما يتعلق بمواجهة الإرهاب، " فمصر ستظل اللقمة التي تقف في زور أمريكا". وقال "زهران"، إن مصر بتلك الكلمة، أوضحت للعالم أجمع أنها عادت لدورها التاريخي، وفيما يتعلق بالمؤتمر نفسه، أضاف أن هذا المؤتمر "غطاء سياسي" لأمريكا كي تقوم بتنفيذ مخططاتها في المنطقة، فهي التي صنعت داعش وتزعم الآن أنها تقاومها، ولكن في الحقيقة أن ما يحدث هو توظيف سياسي للإرهاب في المنطقة. أما السفير محمد إبراهيم شاكر، رئيس المجلس المصري للشئون الخارجية، قال إن مشاركة مصر في هذا المؤتمر ضرورة ملحة وذلك بسبب تنامي الإرهاب في المنطق بشكل مقلق، وهذا ما عكسه كلمة وزير الخارجية بالمؤتمر، موضحا أن الكلمة عكست أيضا إحساس المجتمع الدولي الواضح بأن خطر الإرهاب لا يتوقف عند حدود دولة بعينها ولكنه يزحف حيث يصل الضرر للجميع، وبذلك يصبح على الجميع مهمة مواجهته. وأكد شاكر أن مصر دائما كانت وما زالت محط أعين الإرهابيين في كل زمان ومكان، لذلك قدر عليها مواجهتهم، وهذا الدور المصري في مواجهة الإرهاب هو ما تحدث عليه شكري، ليوضح للعالم أن مصر لن تتأخر أبدا في بذل أى جهد لمواجهة هذا السرطان الإرهابي. وقال العميد خالد عكاشة، الخبير الأمني، إن كلمة وزير الخارجية وضحت التوجه المصرى خلال الفترة المقبلة، مضيفًا أن وزير الخارجية أحرج الدول الأجنية عندما أكد أن عليهم محاربة الإرهاب في جميع دول العالم ودعم الدول التي تحارب الإرهاب . وأضاف "عكاشة"، أن الوزير كان موفق عندما أكد أن مصر على مدار عام تحارب الإرهاب وكان على العالم دعمها بدلا من مساندة بعض الدول للإرهاب في مصر وإذا كان التوحد للحرب ضد داعش فقط فهذا نرفضة وهناك جبهة النصرة وداعش وأنصار الشريعة في ليبيا وبيت المقدس والإخوان في مصر إذا أرادوا محاربة الأرهاب فعليهم أن يحاربوا الإرهاب في كل الدول. وتابع أن التحالف الذي تم الحشد له لا يليق به أن يتحدث عن تنظيم واحد فقط لأنه أزعج مصالح الدول الأجنية، مضيفا أن التواجد المصري كان مهما لمعرفة توجهات الدول الخارجية نحو المنطقة ومصر ولا شك أن كلمة وزير الخارجية سامح شكري أحرجت المشاركين من بعض الدول التي دعمت الإرهاب في مصر. وأوضح أن محاولات توريط مصر في حرب ضد داعش لن تفلح وإذا أراد المشاركون في مؤتمر جدة محاربة الإرهاب فعليهم دعم مصر أيضا في حربها ضد الإرهاب. بدوره، قال الدكتور خالد الزعفراني الخبير في شئون الحركات الإسلامية، إن الدول الأجنبية سواء بريطانيا أو أمريكا تركت مصر تعاني على مدار عام كامل ضد الإرهاب في سيناء ومن جماعة الإخوان ويم يقدم أحد الدعم لمصر وعندما أرادات أمريكا محاربة داعش بعد تهديد مصالحه اليوم تدعى محاربة الإرهاب. وأضاف الزعفراني، أن وزير الخارجية قال ما يريده الشعب المصري بشكل دبلوماسي وسياسي ورد على الدول التى دعمت الإرهاب فى مصر بدلا من دعمنا، مشيرا إلى أمريكا منعت عن مصر طائرات الأباتشي رغم أن الجيش يستخدمها فى مواجهة أنصار بيت المقدس والجماعات الإرهابية وفرض على مصر قرارات قاسية وتزييف معلومات وحقائق ضد مصر رغم أنها كانت تحارب الإرهاب فهل استفاق العالم على إرهاب داعش وتناسى ما عانت منه مصر على مدار عام. وتابع أن الدول الخارجية لم تقدم أي دعم مادي أو معنوي لمصر وكلمة وزير الخارجية سامح شكري أحرجتهم وأعتقد أنهم مجبرين الآن على مساعدة مصر ضد الجماعات الإرهابية التكفيرية.