نحن على مشارف مرحلة أخطر من كل المراحل التى مرت على امتنا العربية ، فهناك رجل يكشر عن انيابه فور جلوسه على كرسي الرئاسة فى تركيا ، يتوعد الجميع ، ويتحدى الجميع ، ويصر على الذهاب بنا إلى التهلكة من أجل التنظيم الذى يديره . انها مرحلة " الاردوغانية " ، ومقدماتها تذكرنا بتفاصيل بروز واستفراد " ادولف هتلر " فى المانيا بداية ثلاثينيات القرن الماضي ، فمن يقرأ عن هتلر وكيف زحف نحو السيطرة ، وتجييش الشباب ، وتحريك المشاعر القومية والدينية ، وكيف تعامل مع اصدقائه قبل اعدائه ، وتصفياته لكل من عارضوا طموحاته وأطماعه وتطلعاته بدم بارد ، وكيف داس على الدستور والديمقراطية بعد ان وصل من خلالهما إلى سدة الحكم ، ثم كيف اقنع نفسه واتباعه بأنه ملهم ومحمي ويستحق التقديس ، حتى تلاعب بالنار التى سرت فى كل ارجاء العالم ، وكان نتيجتها دمار شامل وقرابة 60 مليون قتيل . أصبحت نبرة اردوغان هتلرية فى اليومين اللاحقين لأدائه اليمين الدستورية ، وردد أول ما ردد مقولة " تركيا الجديدة " ، وتعديل الدستور ، وأصبح يوزع الموافقات والممانعات على الدول باختياراتها وانظمتها ، وليس مستبعداً ان يكون " القرضاوي " قد اقنعه بالفعل بأنه " خليفة " يحكم عاصمة الخلافة ، و" أن الله معه وجبريل وصالح المسلمين والملائكة له ظهير " فتلك مصيبة ما بعدها مصيبة ، ان يصدق المغرور المغرر به حديث الكذاب الخارج على اجماع ملته ، فاردوغان اليوم يحكم بازلامه أقوى البلاد الإسلامية ، من حيث العدد والعتاد والصناعة والتجارة والمال ، ولم يترك احداً فى بلاده قادراً على معارضته ، لا رئيس فوقه ، ولا برلمان يراقبه ، ولا احزاب اخرى تنافسه ، ولديه تنظيمات كما يقول ومن معه فى أكثر من 80 دولة ، كلها تقدم فروض الطاعة والولاء للإخوان ، واردوغان من الإخوان ، ومرشد الإخوان ونوابه فى السجن ، والتنظيم الدولى يخضع لمجموعة موالية لاردوغان ، وتأتمر بأمره وأمر الذى انزله منزلة الأنبياء ، ذلك القرضاوي الذى لا يجتمع سوى فى اسطنبول ، وبرعاية اردوغان ، ومن هناك يحركون مجموعات القتل والتدمير عبر فرق ارهابية دربت فى تركيا ، ونشرت فى كل بلاد المسلمين ، وخاصة بلاد العرب ، فهى التى يريدها " صديق إسرائيل " كما قال بنفسه مساء الأمس على قناة الجزيرة ، يريدها لأنها نقطة ارتكاز كل حالم بالعظمة ، وايضاً كل من حمل " خرقة " بالية مدعياً إنها راية الإسلام . اردوغان خطر لا يقل عن " داعش " بل يزيد لأنه يملك الأرض والسلاح والمال ، ولديه من التحالفات ما يسمح له بالتحرك فى اتجاهات محددة ، وبموافقة مباشرة او بغض طرف ، من ايران ومن اسرائيل ، ومن الأم الكبرى الولاياتالمتحدة الاميركية ، وهو – اى اردوغان – يملك مشروعاً وحلماً وسيسعى لتنفيذ ما يشبع غروره وأطماعه ، ولن يوقفه ويفشل مخططاته غير المواجهة بحلف عربى قوي ، حلف يضم كل الدول التى تضع مصالح شعوبها فى المقدمة ، الدول التى تحكمها انتماءاتها الوطنية والقومية ، وترفض الارتماء فى احضان الحزبية المتطرفة ، وتكون مصر هى ركيزة تحالف الأمة .