كانت الولاياتالمتحدةالأمريكية تنظر دائما إلي تركيا كإحدي أدواتها لتحقيق مصالحها العليا, سواء في إحراز التفوق الحاسم علي القوي العظمي المنافسة لها متمثلة في الاتحاد السوفيتي السابق. بحكم أن تركيا جار لروسيا, وشجعت الولاياتالمتحدة تركيا علي الانضمام لحلف الناتو في عام1952, وفي الحلف المركزي مع العراق وإيران وباكستان ضد مصر كما عاونت تركيا بشكل عام مع حلفاء الولاياتالمتحدة الآخرين في الشرق الأوسط ضد العرب, فهل غير أردوجان من الدور الوظيفي لتركيا في خدمة المصالح الأمريكية؟ بداية الرجل لم يكن ليصعد لسدة الحكم في تركيا لولا الدعم الأمريكي المباشر فهم الذين صنعوه في نهاية عام2002 كان اردوغان في السجن ولا يستطيع أن يرشج نفسه لانتخابات نوفمبر2002 والجيش التركي يوششك علي حل حزب الحرية والعدالة ولو حدث هذا لانتهي الأمر فإذا بأردوغان من محبسه يبعث برسالة الصفقة عبر احد تابعيه لمكتب تشيني نائب الرئيس: تدخلوا لاطلاق سراحي ولا تسمحوا بحل الحزب مقابل ولائي الكامل. كان الجنزال حلمي اوزكوك رئيس الأركان في واشنطن. لم يصدق الجنرال ماسمعه في واشنطن من أن أردوغان باع نفسه للشيطان الأمريكي وأصبح عميلهم وتعهد بأنه سيشترك في حرب أمريكا علي العراق وسيساهم في حرب أمريكا علي أفغانستان وعلي ايرام( لو تقررت) حتي ولو كانت كل تلك الدول إسلامية! وتعهد بأن تكون قاعدة انجرليك التركية امريكية للأبد وتعهد بانه سيعزز العلاقات مع إسرائيل وانه سيقدم نفسه صاحب الإسلام المعتدل في مواجهة الأشرار المتطرفين وعليه حمت واشنطن اردوغان وحزبه ودعمتهم وسوقتهم للعالم وسوقت أردوغان كزعيم معتدل! ونفذ الرحل ماطلب منه حتي لما صوت البرلمان التركي بفارق أربعة اصوات ضد الاشتراك في الحرب علي العراق لأن الأمريكيين رفضوا التعهد بأن يقتطعوا الموصل العراقية الغنية بالنفط ويعطوها لهم! عوض أردوغان ذلك وأصبح ون دركي امريكا في العراق, وتدعمت العلاقات مع اسرائيل رغم التمثيليات الهزلية الاستعراضية في العلن وعقد الصفقات معها في الخفاء واسرائيل هي المساهم الأكبر المباشر وعبر حلفائها في مشروعGAP شرق الاناضول..ثم تطورت التبعية الأردوغانية والعمالة عبر دوره المشبوه في مشروع الشرق الأوسط الكبير بتفكيك الأقطار العربية وإضعاف جيوشها وهدم لحمة مجتمعاتها وتقسيم المسلمين ومحاربتهم بعضهم بعضا عبر جماعة الإخوان التي حولت ولاءها بالكامل لأمريكا وتعهدت بتصفية القضية الفلسطينية وأن تكون الدول العربية المجرئة الضعيفة تحت ستار الدين تحت قيادة السلطان العثماني الباديشاه أردوغان التابع لامريكا لذا عندما أسقط الشعب المصري جماعة الاخوان الفاشية في مصر تحطمت الأحلام وتناثرت الاماني وتساقطت الاقنعة عن وجه الرجل الذي صدع رؤوسنا ليل نهار بانه معاد لاسرائيل كاره لأمريكا يلعنهما ليل نهار وظهر جليا ان كعبته هي البيت الابيض وان سيده سيد البيت الابيض وانه تابع لمخططات البيت الابيض وان هواه وبوصلته تجاه اسرائيل وسجلت الصادرات الاسرائيلية إلي تركيا ارتفاعا بنسبة56% خلال النصف الأول من ا لعام الحالي2013 مقارنة مع الفترة ذاتها من العام الماضي. بعد ثورة المصريين والإطاحة بالاخوان أضحي الرجل وكان به مس من الجن يرغي ويزيد يهدد ويتوعد لأن الدور التركي في المنطقة, كمشروع أيديولوجي إخواني, قد انكسر وانهزم. ولم يبق لتركيا, حزب العدالة والتنمية سوي أن تعود إلي دورها الذي لايشرف أي بلد إسلامي, وهو أن تكون أداة لحلف شمالي الأطلسي في حروبه المفتوحة ضد المسلمين. وعلي الرغم من نبرته العالية ومن ادعاءاته الخطابية المنفرة بتمثيل قوة إقليمية يهابها الغرب وتهابها أوروبا,علي الرغم من ذلك فإن الواقع يفصح عن دولة تركية بنت استراتيجيتها منذ عقدين للانخراط في الاتحاد الاوروبي أي للاندراج في هرمية غربية من باب التبعية وأسفل الهرم. وهذا الطاغية التركي بأحلامه المريضة اصبح يحتاج للعلاج, ففي اواخر يوليو الماضي ذهلت وسائل الاعلام البريطانية جراء تصريحات عدوانية تلقتها صحيفة التايمز من اردوغان الذي وصف الصحيفة ب المأجورة وهدد بملاحقتها قضائيا لأنها نشرت رسالة مفتوحة موقعة من عدد من ا لمثقفين الدوليين, وقد ورد في الرسالة التي صيغت دفاعا عن متظاهري ساحة تقسيم ان رئيس الوزراء التركي يستخدم اساليب هتلرية في التصدي لمعارضيه, يحتاج الطاغية التركي لمن يذكره بأننا خرجنا من جبة السلطنة العثمانية منذ قرن تقريبا وبالتالي ما عاد الباب العالي مرجعنا وماعاد الاسلام السياسي يجمعنا طالما أن الاتراك قد ألغوا الخلافة الاسلامية للمرة الأولي منذ أن تأسست في المدينةالمنورة تركيا اردوغان اضحت مصدرا للتهديد ضد المصالح العربية وضد الأمن القومي العربي. خبير في الشئون السياسية والإستراتيجية رابط دائم :