في تحرك سريع لاحتواء الأزمة, تعهدت الولاياتالمتحدة أمس بالعمل علي وقف القرار الذي أغضب تركيا بشأن مذابح الأرمن،و أكدت إدارة أوباما أنها ستسعي للحد من آثار القرار . الذي أقرته لجنة الشئون الخارجية بمجلس النواب، والذي وصف مذبحة الأرمن علي يد القوات العثمانية في الحرب العالمية الأولي بأنها' إبادة جماعية' وتعهدت بمنع ذهابه من جديد إلي الكونجرس. ومن ناحيتها, أكدت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أن'إدارة أوباما تعارض بقوة القرار الذي أجيز بفارق صوت واحد فقط في لجنة مجلس النواب. وفي انعكاس لحدة التوتر المشتعل بين تركيا وإسرائيل, كشف تقرير لوكالة أسوشيتدبرس الأمريكية للأنباء عن أن مصدرا تركيا نفي لجوء أنقرة لإسرائيل لمساعدتها في التصدي للقرار الأمريكي, وذلك علي النقيض من الأعوام السابقة, حيث اعتادت أنقرة اللجوء لإسرائيل وجماعات الضغط اليهودية. وتزامنت المحاولات الأمريكية للتراجع عن القرار المعادي لتركيا مع وصول السفير التركي لدي واشنطن نامق تان إلي اسطنبول بعد استدعائه احتجاجا علي القرار الأمريكي. وذكرت صحيفة' صباح' التركية أنه تم إلغاء زيارة وزير الدولة التركي لشئون التجارة الخارجية ظفر شاغليان إلي واشنطن, وذلك وسط توقعات بعدم مشاركة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في قمة الطاقة النووية المقرر انعقادها في واشنطن في الفترة من11 إلي14 أبريل المقبل. وعلي الصعيد العسكري, تدرس أنقرة عدة سيناريوهات لتقليص التعاون بين البلدين منها قطع الدعم التركي لأمريكا فيما يتعلق بأفغانستان, وقطع إمدادات الوقود عن القوات الأمريكية في العراق, إلي جانب إعادة النظر في المناقصات العسكرية المطروحة وفي مقدمتها مناقصة إنشاء مفاعل نووي, بالإضافة إلي إغلاق مجالها الجوي أمام الطائرات الأمريكية, وأخيرا, خفض كافة أنشطة الولاياتالمتحدة العسكرية في إطار حلف الأطلنطي في تركيا, والعمل علي زيادة التعاون مع الجانب الروسي.