من الآن فصاعداً لن يقول أحد "الرجال هم الأمهر والأشهر في المطبخ"، فقد دفع سوء الأحوال الاقتصادية بنات حواء إلى احتراف الطهي ليرفعن شعار "من النهاردة مفيش بطالة" وليكنّ "شيفات من منازلهنّ". مروة ( 27 عاماً) مديرة مشروعات بإحدى الشركات، وصاحبة مطبخ كبير في العالم الافتراضي بموقع ال"فيس بوك" أطلقت عليه اسمها " مطبخ مروة" لتقدم فيه أشهى الوصفات بأسعار مميزة جداً، فهي مقتنعة بأن مهنة في اليد تغني عن الفقر . ولأن التسويق يحتاج إلى مهارات متعددة، لا تتهاون مروة عن التسويق الحي في إجازتها وأوقات فراغها، فهي تقدم وجبات ساخنة في "الأوبن داي" بأماكن مختلفة، لتكسب أكبر قاعدة من الزبائن لن تأتي بإعلان مدفوع الأجر . بيزنس منزلي داليا ( 29 عاماً ) غير مقتنعة بعمل المرأة وترى أنها لن تستطيع التوفيق بين العمل والمنزل، فقررت الاستقالة من عملها قبل زواجها لتتفرغ إلى حياتها الجديدة، وتحكي عن مشروع الحلويات الذي أقامته من المنزل قائلة: "إنني أهوى الطهي ومتميزة في الحلويات الغربية، ولأن والدتي امرأة عاملة ورأيت معاناتها في التوفيق بين العمل والمنزل، فقررت الاكتفاء بلقب ربة منزل وإقامة مشورع خاص لا يشترط التفرغ أقضي به وقت فراغي" . وتضيف: "الجميل في الأمر أن مشروع الحلوى الغربية أو الأكل بصفة عامة لا يحتاج إلى رأس مال، فكل ما تكلفته هو شراء أدوات المحترفين، هكذا تغلبت على المعادلة الصعبة" . تعترف أمنية طه ( 35 عاماً ) أن الانسحاب من بعض مناحي الحياة كالعمل هو ضريبة الأمومة والزواج، وهذا ما حدث معها حيث إنها كانت تعمل أخصائية تغذية بأحد المستشفيات، وتقول: "صعوبة الاستمرار في العمل مشكلة واجهتني بعد إنجابي، فقررت الاستقالة ولأنني خريجة كلية " اقتصاد منزلي" فلديّ حس عال في الطهي، مما جعل أصدقائي وأقاربي يشجعونني على إقامة مشروع للأكل البيتي، فكان الانترنت هو طريقي للتسويق وأنشأت مشروعا باسم "أمنية طه للأكل البيتي". وتضيف: "طموحاتي لا تتوقف عند حد مشروع على الانترنت، بل أطمح بأن يكون لدي مطبخ كبير ومجهز بأحدث الأدوات، خاصة أنني حمداً لله مع العمل وثقة عميلاتي في، بدأن يطلبن مني تجهيز حفلات زفاف ضخمة، وأعياد ميلاد كبيرة". تهرب ضريبي أما د. ك ( 24 عاماً ) تتخفى تماماً عن الأنظار، وتتعامل مع من لا تعلم هويتهم عبر رسائل ال "فيس بوك" فهناك من أقنعها بأنه لو تم الكشف عن شخصيتها الحقيقية ستكون عرضة للمساءلة القانونية والضريبية لأن مشروعها بلا تراخيص. وتقول: "أخشى ما أخشاه ملاحقتي قانونياً، فهذا الجروب الذي أسوق لمشروعي من خلاله هو فرصتي البديلة في إيجاد فرصة عمل محترمة تأتي بعائد مادي قدر الجهد المبذول فيه". وتتابع : "قررت أن يكون مشروعي متخصصا في ال"كب كيك" نظراً لسهولة عمله وموهبتي في تزيينه، الأهم أنه غير منتشر مثل الأكل البيتي". مطبخ بطعم الثورة! بعد الثورة وأحداث البلطجة والشغب قررت سها التخلي عن عملها الأساسي كصاحبة جيم وبيوتي سنتر في المقطم، واستبداله مؤقتاً ب"مطبخ مدام سها"، وتحكي قصتها: "بعد الثورة انتشر البلطجية بشكل كبير في المقطم فتوقف نشاط الجيم بسبب رعب النساء وامتناعهن عن النزول إلى الشارع إلا في صحبة أزواجهن، وأنا مثلهن كنت أخاف جداً، ولم أجد أمامي حلا عمليا إلا مشروع الطهي، وحمداً لله رغم قصر مدة المشورع إلا أنني حققت نجاحا كبيرا وأصبح لدي قاعدة لا بأس بها من العملاء".