يسود التخبط والغموض موقف الفصائل الفلسطينية من الاجتماع المرتقب فى القاهرة بمشاركة وفد فلسطينى موحد، للتفاوض حول وقف اطلاق النار فى غزة، بينما تواصل قوات الاحتلال الصهيونى ارتكاب المجازر وجرائم الحرب ضد المواطنين الفلسطينيين فى غزة. مازالت فكرة تشكيل الوفد الفلسطينى الموحد نفسها، تصطدم بمناورات وشروط تعجيزية تبديها حركة المقاومة الإسلامية «حماس» وتثير خلافاً حاداً بين الفصائل المرتقب مشاركتها فى اجتماع القاهرة. وفى غضون ذلك يواصل الجانب الاسرائيلى تعنته، وإعلان إصراره على مواصلة الحرب ضد غزة حتى تحقيق الهدف الذى حدده بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلى، وهو «كسر قدرة حركة حماس على خطف وقتل الاسرائيليين».. على حد قوله. وتستفيد إسرائيل فى موقفها المتعنت هذا من استمرار حالة التخبط بين الفصائل الفلسطينية، ورفض «حماس» التفاوض حول نقاط يراها الجنب الاسرائيلى فى صلب ملف المفاوضات. ومن هذه النقاط التى ترى «حماس» أنها تمثل شرطاً تعجيزياً لا يمكن قبوله لأنه يمس جوهر العقيدة المسلحة لحركة المقاومة الطرح الخاص بنزع سلاح حركة «حماس» وقد أعلنت الحركة عن استحالة الرضوخ له. كما تمثل قضية معبر رفح وقضية المعابر بشكل عام إحدى القضايا الخلافية بين الفصائل الفلسطينية، حيث دعا الجانب الفلسطينى الرسمى حماس للتنازل عن ادارة معبر رفح على أن يتولى حوالى «1000» عنصر من حرس الرئاسة الفلسطينية مسئولية تأمين المعبر وإدارته ويصبح جزءاً من السلطة الفلسطينية، ولاقى هذا المطلب استحساناً كبيراً من حركة فتح والسلطة الفلسطينية، ولكن حركة حماس لم توافق عليه، وكذلك يدور النقاش حولمسألة العمق البحرى لقطاع غزة فحركة حماس كانت تريد توسيع العمق البحرى لها حتى يصل الى «5» أميال بحرية، بما يسمح بالصيد والحركة البحرية ولكن حركة فتح اكدت ان مسألة العمق البحرى قد تصل الى «20» ميلاً بحرياً وأدخلت هذا المطلب الى الورقة التى سيتم تقديمها للجانب المصرى. من جانبه أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن بلاده مصممة على إكمال ما وصفه ب«مهمة تدمير أنفاق الإرهاب في قطاع غزة»، على حد قوله، مشدداً على أنه «لن يوافق على أي اقتراح لوقف إطلاق النار لن يتيح للجيش إنهاء هذه المهمة الحيوية لأمن مواطني إسرائيل»، على حد تعبيره. وقال نتنياهو، الذي كان يتحدث بمستهل جلسة مجلس الوزراء أمس الخميس، إن الجيش «يواصل العمل بكل قوته في قطاع غزة» مضيفاً أنه من الواجب «كسر قدرة حركة حماس» على «خطف وقتل» الإسرائيليين، وفق قوله. ولفت نتنياهو إلى عدم وجود ضمانات حول إمكانية تدمير أنفاق حركة حماس بنسبة «100٪» في بداية العملية، ولكنه ذكر أن عدد الأنفاق التي طالها الدمار حاليا يقدر بالعشرات، وأن العملية ستستمر «حتى تحقيق أهدافها سواء فشلت أو نجحت الجهود الرامية للتوصل إلى وقف إطلاق النار. وشدد نتنياهو على أن إسرائيل لا تزال في أولى مراحل تجريد قطاع غزة من السلاح. وكانت الحكومة الإسرائيلية قد صادقت أمس الأول الأربعاء على استدعاء 16 ألف جندي إضافي من قوات الاحتياط، ما يرفع عدد الجنود الذين شملهم قرار الاستدعاء منذ بدء عملية «الجرف الصامد» ل86 ألفا، وذلك في خطوة جاءت بالتزامن مع الطلب من واشنطن تزويد إسرائيل بالمزيد من الذخائر، ما اعتبرت الإذاعة الإسرائيلية أنه يأتي في إطار الاستعداد لمواصلة المعارك في القطاع. وقد رحل أكد الدكتور صائب عريقات، رئيس دائرة شئون المفاوضات بمنظمة التحرير الفلسطينية، إلى العاصمة القطرية الدوحة لمقابلة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل لبحث العدوان الإسرائيلي علي غزة ووقف إطلاق النار.