يئست من الحياة مع زوجي الذي تناسى حقوق زوجته وأبنائه وانشغل بحياته الخاصة، لقد أصبح وجودي في الحياة ليس له أى فائدة، لقد نظرت لطفلي إذا ذهبت إلى الآخرة من سوف يهتم بالأطفال من بعدى لذلك قررت التخلص من حياتي وأن أرحم أطفالى من عذاب الدنيا التي امتلأت بالأشرار وأخذت قراراً بأن أنهي حياتى أنا وطفلي لتبدأ حياتنا الجديدة في العالم الآخر. هذه هى بداية الكلمات التى كتبتها مريم الأم المنتحرة فى خطابها الذى أقرت فيه بأنها انتحرت وقتلت طفليها للتخلص من حياتها وخوفاً على فلذة كبدها من ذلك العالم قررت أن تقتل أطفالها لتعيش معهم فى العالم الآخر الأفضل لهم معاً وطالبت زوجها بأن يقوم بالتبرع للكنيسة بأعضائهم البشرية للمحتاجين وبأموالها ومصوغاتها الذهبية لكى تكفر عن ذنوبها.. أكدت فى خطابها أنها أقدمت على الانتحار لكثرة المشاكل التي مرت بها وحالة الاكتئاب التي كانت تعاني منها فقامت بالتخلص من نجليها بقتلهما وأحدثت إصابتها بنفسها ثم قامت بالقفز من نافذة حجرة النوم بالطابق السادس لكي تتخلص من حياتها نهائياً. وبكى الزوج نادي وهيب تادرس عوض سائق توك توك وقال: أنا تزوجت مريم كمال 33 سنة منذ 12 عاماً كان زواجنا تقليدياً عن طريق الكنيسة وكنا نعيش مع بعض حياة سعيدة مثل أى زوجين، ولكن كنت أنظر إليها دائماً أشعر أنها ليست سعيدة وعندما أتحدث معها تطالبنى أن أعيش معها حياة رومانسية مثل قصص الأفلام، كان ردى لها أننا نعيش حياة صعبة وزمناً ليس له وقت للرومانسية فإننى أخرج منذ الصباح على التوك توك حتى الليل لكى أوفر لهم احتياجات المنزل وعندم رزقنا الله بأول طفل «مينا» 11 عاماً، و«بتول» عاماً ونصف العام، كنت أعتقد أنها سوف تنشغل بهما وتنسى المراهقة المتأخرة التى تعيشها ولكن للأسف كانت الأيام تمر والمشاكل تزداد كل يوم عن الآخر وأصبحت حياتنا مثل الأغراب، وقبل الحادث بشهور حاولت زوجتى الانتحار قامت بوضع أسطوانة بوتاجاز داخل حجرة النوم، إلا أننى أنقذتها على آخر لحظة. وفى ليلة الحادث فوجئت بتغير فيها وطلبت منى شراء سكاكين جديدة بحجة أن السكين انكسرت وكانت مبسوطة وتقول لى أنا وأبنائى سوف نخرج غداً ونعيش حياة أخرى كنت معتقد أنهم سوف تقوم بالتنزه هى والأطفال، ووافقت وطلبت منها أن تنتظرنى بعد الانتهاء من العمل وأحضر أخذهم للتنزه بهم ووافقت بالفعل أحضرت لها السكاكين ليلة الحادث. وفوجئت يوم الحادث عند عودتى من العمل لأجد جثة زوجتى ملقاة فى منور العقار وطفلى غارقين فى دمائهما على السرير توجهت على الفور لإبلاغ المباحث. على الفور انتقل العميد إبراهيم عبدالعاطى مأمور قسم شرطة المنتزه أول والمقدم محمد عزب رئيس المباحث بالفحص والمعاينة تبين سقوط «مريم كمال» بمنور العقار سكنها مصابة بجرح قطعي بالرقبة والرسغ الأيسر وطفليها «مينا نادي وهيب»، أعلي سرير حجرة النوم مصاباً بجروح قطعية بالرسغ الأيمن، و«بتول نادي وهيب» أعلي سرير حجرة النوم مصابة بجروح قطعية بالرسغ الأيسر، بالشقة سكنهم بالطابق السادس، وعثر داخل حجرة النوم علي أسطوانة بوتاجاز وسكين وشفرات أمواس حلاقة ملوثة بالدماء وصورة للسيد المسيح بجوار جثة الطفل مينا وصليب خشبي بجوار جثة الطفله بتول. تبين أن جميع منافذ الشقة سليمة ومحتوياتها مُرتبة وعثر بالشقة على إقرار باسم المتوفاة موضوع داخل كتاب الإنجيل يتضمن تبرعها بأموالها ومصوغاتها الذهبية لإحدى الكنائس وهي بكامل قواها العقلية مذيل بتوقيعها. وباستدعاء شقيقة المنتحرة «دميانة كمال» 27 عاماً ربة منزل قررت بأن الإقرار المعثور عليه داخل الإنجيل بخط يد شقيقتها وكذا توقيعها وأن الإنجيل خاص بها، ورجحت قيام شقيقتها المتوفاة بالتخلص من نجليها والانتحار وعللت قيام شقيقتها بذلك لوجود فتور في العلاقة الزوجية بين شقيقتها وزوجها، حيث كان زواجهما تقليدياً، واتجهت شقيقتها المتوفاة فى الآونة الأخيرة إلي الزهد فى الحياة، حيث تبرعت بميراثها وأموالها، ومصوغاتها الذهبية لإحدى الكنائس قبل وفاتها بيومين، تم إخطار النيابة العامة أمر حسام الصياد بسرعة تحريات المباحث حول الواقعة.