أكدت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، الدكتورة حنان عشراوي، أن المبادرة المصرية حول وقف اطلاق النار والعدوان الاسرائيلي على الأراضي الفلسطينية أتت في سياق المبادرة السابقة عام 2012. جاء ذلك في المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقدته اليوم الثلاثاء مع الدكتور ايهاب بسيسو المتحدث الرسمي باسم الحكومة بمقر منظمة التحرير الفلسطينية برام الله حول آخر تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية. ورداً على سؤال هجومي من احد الصحفيين الذي وصف المبادرة بالإملاء، قالت عشراوي "لا يمكن لمبادرة ان تكون إملائية إنما هي مبادرة للشعور بخطورة الوضع وضرورة إنهاء سفك الدماء، وهذا العدوان الوحشي على شعب اعزل ومحاصر.. وجزء من هذه المبادرة كان رفع الحصار وفتح المعابر". أضافت: "نحن ننظر إلى المبادرة عندما تم الترحيب بها باعتبارها اول خطوة، لأن هناك خطوات أخرى يجب ان تتلو ذلك، ونحن باستمرار نقول ان وقف العدوان ليس هو الهدف النهائي بل هو الخطوة الأولى وهناك خطوات اخرى والاهم من ذلك يجب ان تكون الخطوات سياسية بالنهاية لمعالجة الاحتلال والحصانة الاسرائيلية والممارسات والعدوان الإسرائيلي باستمرار بمختلف أشكاله.. هو ليس عدواناً فقط على غزة بل عدوان متواصل على الارض والمقدرات والإنسان والحقوق والحياة الفلسطينية". شددت على ان هناك توافقاً على هذه المبادرة وانها بحاجة الى متابعة كما جاء في مضمونها، مؤكدة على ان الموافقة والرد يجب ان يأتي رسمياً مع إعطاء الوقت الكافي لدراستها ومناقشتها. ورداً على سؤال حول ان مصر تحدثت في هذه المبادرة مع قيادة رام الله ولم تتحدث مع غزة، قالت الدكتورة عشراوي: "المصريون تحدثوا مع الجميع ومع اصحاب الشأن.. وكان الرئيس عباس دائماً على تواصل مع مصر، ووزير الخارحية رياض المالكي كان بالقاهرة بالأمس"، مشيرة إلى ان هناك أصواتاً عدة ظهرت وفيها بعض التناقض. أضافت "نحن ندرك صعوبة الأوضاع وان ليس كل قيادي في حماس او في اي من فصائل المقاومة يستطيع ان يحصل على أوراق ويناقش وينسق.. وقد ظهرت أصوات رافضة ثم أصوات تقول لم تسأل، وآخر تصريح اخير بأنهم يناقشون المبادرة". وذكرت عشراوي في آخر تصريح أدلى به اليوم القيادي بحماس ابو مرزوق حيث قال: "لازلنا نتشاور ولم يصدر موقف الحركة الرسمي بشأن المبادرة". وحول إعلانها بأن هناك توافقاً فلسطينياً في حين حماس أعلنت غير ذلك، أعادت التأكيد على ان هناك تناقضاً بردود الفعل التي صدرت عن حماس، وانه يجب ان تعطى المبادرة الوقت الكافي للدراسة والنقاش والخروج بموقف موحد، موضحا ان الترحيب بالمبادرة كان من ناحية انها تريد حقن دماء اولا وتفتح الباب لخطوات اخرى، الآن يجب ان تتم مناقشتها من جميع المعنيين للخروج بموقف واحد ملزم، ليس حقناً للدماء فقط وإنما لبدء مرحلة جديدة يبنى عليها ولكن ايضا للوصول الى ما يمنع اسرائيل من الاستمرار في هذه الانتهاكات والممارسات. ورداً على سؤال حول مصطلح "الأعمال العدائية" وأنه نصر مستفز لغزة، إضافة إلى إعلان كتائب القسام رفضها المبادرة ونصها، قالت "لم يتم معالجة الكلمات او المصطلحات التي استخدمت.. ووقف الأعمال العدائية هي ترجمة لكلمة hostilities، أي وقف أي نوع من المواجهات العسكرية، وهذا ما تعنيه، ولكن القضية ليست قضية لغة ولكنها قضية مضمون". وحول المقصود برفع الحصار عن القطاع، وهل يعني ذلك فتح المعبر المصري ايضا، أكدت عشراوي: "قضية فتح المعابر هذا أمر ضروري جداً لان الجميع يريد رفع الحصار عن غزة ليس حماس او الجهاد فقط بل الكل.. فهذه قضية أساسية لا يمكن ان تبقى غزة رهينة هذا الحصار القاتل، ومصر وعدت بفتح معبر رفح ولكنها تريد ترتيبات أمنية على معبر رفح وهذا من حقها كدولة ذات سيادة ان يكون هناك ترتيبات على كل حدودها ومعابرها". وتابعت - فيما يتعلق باستمرار دخول الجرحى عبر معبر رفح- "كان هناك حديث مع القيادة المصرية في ذلك وهناك تفاهمات حول مرور الجرحى والحالات الإنسانية والأجانب، وقد فتحوا المعبر مرتين والآن في مطالبة أن يبقى مفتوحا".