نتناول اليوم غزوة جديدة تسمى بواط وهى تعتبر قريبة من نفس نهج السريتين السابقتين فى أسبابهما وطريقة الخروج لها وعدد الصحابة ونحاول بما لدينا من معلومات إعطاء نبذة صغيرة عن هذه الغزوة. هذه الغزوة هى الثانية من حيث الترتيب فى غزوات الرسول وكانت مقدمة لغزوة بدر الكبرى وكانت ردا من المسلمين على قريش بسبب ما نالهم من الأذى البدنى والمعنوى ومصادرة الاموال والاستيلاء على الديار والحقول والمحال وغيرها مما كان تحت أيدى المسلمين وكان عدد المسلمين 200 رجل بقيادة سعد بن معاذ رضى الله عنه وعدد المشركين كانوا فى حدود المائة رجل بقيادة امية بن خلف وبواط تعنى سلسلة جبال بواط وهي بواطان أصلها واحد فبواط الجلسي مما يلي المدينةالمنورة ويصب سيلها في وادي اضم (وادي الحمض) وبواط الغوري وهي مما يلي ينبع النخل ويصب سيلها في وادي الفرعة بينبع النخل وقريب من بواط سلسلة جبال رضوى لذا كان المتقدمون يشيرون إلي رضوى عند وصفهم لغزوة بواط. وكان هدف الغزوة هو الوصول إلى بواط على الطريق التجارية بين مكة والشام والاستيلاء على قافلة قريش التجارية المارة بتلك المنطقة المكونة من 2500 بعير وهو نوع من الحصار الاقتصادي على قريش وقد وقعت هذه الغزوه في شهر ربيع الأول سنة 2 ه الموافق سبتمبر سنة 623 م، خرج فيها رسول الله في مائتين من أصحابه، يعترض عيراً لقريش. فيها أمية بن خلف الجمحي ومائة رجل من قريش، وألفان وخمسمائة بعير، فبلغ بواطا من ناحية رضوى. علمت عيون قريش بخروج المسلمين فأسرعت القافلة بحركتها وسلكت طريقاً غير طريق القوافل المعبدة، فتخطت المسلمين، ورجع المسلمون إلى المدينة. استخلف في هذه الغزوة على المدينة سعد بن معاذ، ويقال السائب بن عثمان بن مظعون واللواء كان أبيض، وحامله سعد بن أبي وقاص.