نفسي أصدق ما تبرره الحكومة عن رفع أسعار البنزين، والسولار، والكهرباء وغيرهم، أقول بمنتهي الثقة إن الفقراء والغلابة هم من يسددون فاتورة الزيادات الجديدة ، وأزعم أن الاغنياء أول المؤيدين للقرار لأنه غير مؤثر فيهم ولن تفرق معهم 75 قرش زيادة في لتر الوقود، الأكيد أن «رئيس الوزراء» لا يشعر بأوجاع الناس، رغم كثرة جولاته في الشارع، المذهل أن محلب رأس عدة اجتماعات مع التجار والسائقين وغيرهم، لمجرد مناشدتهم عدم المبالغة في زيادة أسعار السلع وأجرة النقل، دون وجود أي رؤية أو خطط أو دراسة محترمة في هذا الشأن. يا رئيس الوزراء، اتق الله، وارحم الغلابة والمعدمين، ليس من المنطقي أن تضع يدك في جيوب الفقراء، وأنت تعلم جيدا أنها خاوية، وتترك جيوب الأغنياء مكدسة، يا رئيس الوزراء أنت وحكومتك مسئولان عما جري للفقراء، يا رجل لماذا تختار مساكين هذا البلد لدعم وتمويل موازنتك، وتترك الأثرياء يمرحون في أموالهم -لسنا ضد الثروات الحلال- ولسنا ضد رجال الأعمال المحترمين. وبقي السؤال: لماذا لجأ محلب الي جيوب الفقراء، لسد عجز الموازنة، ولماذا اختار الطريق السهل لحصد عشرات المليارات، في حين ترك آلاف المليارات ضائعة بين ضرائب لم يسددها الكبار، ومستحقات للدولة من جيوب الأغنياء مقابل توفيق أوضاعهم مثل حيتان الطرق الصحراوية، ولصوص أراضى الدولة، ولصوص المحليات، والفاسدين والمرتشين بالجهاز الإداري للدولة. يا رئيس الوزراء قل لي بالله عليك، أين خطط ترشيد الإنفاق في حكومتك، فقط أذكرك بفعل رئيس الوزراء الأسبق «العبقري» كمال الجنزوري حين ألزم الحكومة بشد الحزام، وبدأ بوزرائه، لا سيارات فارهة أو مستوردة، لا سفريات لا بدلات وحوافز غير قانونية، لاءات كثيرة، نتج عنها، حصد 23 مليار جنيه من خطة الترشيد المحكمة في حكومته، أدار الحكومة بمهارة 7 شهور دون أن يخرج من مكتبه، قلل عدد الوزراء وعدد المستشارين وكانت النتيجة هذا المبلغ الكبير الذي وفره لخزانة البلد، قل يا رئيس الوزراء ماذا فعلت أنت ووزرائك، شوف المواكب والسفريات وجيش المستشارين الذين يملأون أروقة حكومتك، أعلن عن المبلغ الذي وفرته حكومتك ووزراؤك وكبار موظفي الدولة، أتصور أنه «صفر»، وأخيرا أين مئات المليارات المهربة داخلياً وخارجياً. اعلم أيها الرجل، أن التاريخ لن يرحم، وأن غلابة مصر -حتي الآن- لا ينسون ما فعلته بهم، أنت رجل شاطر تقضي اغلب وقتك بين الناس، ونأبى بك أن تقبل أن تعود إلي مكتبك وعينك علي القروش القليلة التي بحوزتهم، أكيد أنك تعلم جيدا، أنهم أول من يسددون الضرائب والفواتير، ويؤدون حق الوطن، وأول من يتوجعون من قراراتك، وأكيد أن عدداً كبيراً من كبار رجال الأعمال المتهربين من سداد مستحقات الدولة المالية، ويكدسون أموالهم بكل طمأنينة في عهدك، لن ينسوك أيضا، الغلابة علي يقين أنك شاطر عليهم، وضعيف علي غيرهم، يعلمون أنك تعمل ألف حساب لمشاعر الكبار، وفي المقابل لا يؤثر فيك صرخات المستضعفين في أرض المحروسة. مبلغ ال 40 مليار جنيه المقرر تحصيلها بعد زيادات الوقود، من جيوب الفقراء، مبلغ هزيل إذا قورن بعشرات المليارات من الضرائب والمستحقات التي لم تحصل من عدد كبير من رجال الاعمال ، الناس في حالة ذهول الأسعار قفزت بعد دقائق من تطبيق الزيادة، والوجوه تجهمت، والأوجاع زادت، والفقراء توجهوا بالدعاء في هذه الأيام المفترجة، من الشهر الكريم، إلي العلي القدير أن يزيل عنهم ما هم فيه، وأن يعزهم الله ويوسع عليهم من فضله وكرمه وأن يبعد أيادى الحكومة عن جيوبهم الخاوية، إنه ولي ذلك والقادر عليه، هم مقتنعون اليوم أكثر من أي وقت بأن الشكوي لغير الله لا تفيد وأن «السؤال لغير الله مذلة».