لو كان الأمر بيدي لمنعت جميع أفراد عائلة «السبكي» من العمل بالسينما تماما، لأن هذه العائلة التي حولت تجارتها من اللحم البقري للاتجار في اللحم البشري أساءت لمصر وللسينما المصرية أيما إساءة.. بل أصبح اسم «السبكية» علي أي فيلم هو علامة الهبوط والانحدار الفني، وكلما ناقشتهم في الأمر يصدعونك بالعبارة الخايبة «الجمهور عايز كده»!! كل أفلامهم مستنقع للدعارة ومساحة للتحرش. بل إنهم يقدمون في أفلامهم البلطجي علي أنه البطل حتي إن جميع بنات الحارة والشارع تقع في حبه، فأصبح الصغار يقلدون أبطالهم سواء في شرب المخدرات وسجائر البانجو أو في التحرش بالفتيات في الشوارع والميادين، ولعل خاتمة أعمالهم «حلاوة روح» الذي جسد كل أنواع والتحرش حتي بين الأطفال ونساء أفلامهم! وهذا ما جعل رئيس الوزراء يسارع لإيقاف عرض الفيلم وهنا هبت عليه ثورة عاتية من أناس فاقدي الذمة والضمير اعتبروا أن منع الفيلم هو تعدٍّ علي حرية الإبداع وقهر للفكر!! رغم أنهم يدركون أن معظم ما تنتجه هذه العائلة «السبكية» يخاصم الإبداع.. ويدوس علي الفكر بالأحذية. لماذا أتذكر كل ذلك الآن؟! الإجابة أن قضية تحرش التحرير.. بل و«شوطة» التحرش التي ضربت مصر من أقصاها لأقصاها هي نتاج طبيعي لهذه النوعية من الأعمال الفنية التي تقدم لشبابنا دروس مجانية في تعاطي المخدرات وتبني البلطجة كسلوك ونهج، يجعل منهم أبطالا مثل «عبده موتة» و«الألماني» وغيره من النماذج المشوهة التي تقدمها هذه العائلة غير الفنية، والتي تقيس نجاحها بكم الملايين التي تدخل خزائنهم وتملأ جيوبهم بالمال الحرام!! وبكل تأكيد فإن الحكومة لو سمحت ل«السبكية» ببيع اللحم الفاسد في محلات الجزارة الخاصة بهم لكان ذلك أهون بكثير من هذا الفن الفاسد الذي يقدمونه ويدمر كيان الأسر المصرية ويحطم أخلاقيات شبابنا، وأنا هنا أعاتب نجومنا وفنانينا علي مجرد أن يقترن اسمهم باسم هذا الفن الرديء الذي يقدمه «السبكية».. صحيح أن معظم أبطال أفلامهم من الهامشيين وأطفال الشوارع، لكن هناك بعض النجوم قبلوا التعاون مع هذا الفن الهابط بدعوي أن السينما بعافية «حبتين» وأن هذه العائلة هي الوحيدة في السوق الآن التي مازالت تقدم أفلاما رغم حالة السينما وضعف السوق، والرد علي ذلك بسيط أنا أعتبر أن جلوس هؤلاء النجوم في منازلهم أفضل وأكثر احتراما لتاريخهم من التعامل مع هذه العائلة غير الفنية، والتي لم يكتف أحد أفرادها بما يقدمه من فن هابط وإنما تحرش بفتاة علي باب إحدي سينمات وسط البلد وحكم عليه القضاء في هذه القضية. إذن إذا أردنا سد منابع التحرش والقضاء علي الظاهرة تماما خصوصا بعد تحرك رئيس الجمهورية سريعا وزار ضحية تحرش التحرير بل وشكل لجنة من الأزهر والكنيسة ووزراء الإعلام والتربية والتعليم والثقافة لبحث هذه المأساة ووضع حد للذئاب الجائعة التي تمرح في الشارع المصري وتهدد وتروع أمان بناتنا ونسائنا. لكل ذلك أقول لهذه اللجنة عليكم بمراجعة دور الفن من سينما لمسرح لمسلسلات حتي تروا أنها تقدم البذرة الشيطانية الأولي لكل سوء سواء كان تحرشا أو اغتصابا فدار السينما التي كانت تستكمل دور المدرسة في الماضي والتي كانت تقدم لنا نماذج شريفة مثل ضابط ضحي بحياته لإنقاذ ملهوف أو قاض رفض قبول الرشوة رغم اختطاف ابنته أو موظف رفض بيع ضميره وتصدي لرجل أعمال ظالم.. أما الآن فكل ما تقدمه لنا السينما بلطجي وراقصة وجلسات الأنس والفرفشة.. وهي صورة مشوهة لحياتنا جعلت العالم كله يتخيل أن مصر تحولت ل«ماخور» كبير!!