أحمد السبكى فجأة.. أصبح أحمد السبكي «نجم الموسم».. حديث الساعة.. والموضوع الأهم والأكثر تداولا علي مواقع التواصل الاجتماعي! أفلامه التي استحوذت علي جمهور العيد وانفردت بالقمة محققة إيرادات خيالية اصابت البعض بالدهشة، والبعض الآخر بصدمة.. حتي من لم يشاهدها.. فالبرومو وحده كان كافيا عند الكثير ليحدد موقفه من تلك الأفلام وعلي رأسها »عبده موتة« الذي أثار ضجة بعدما حقق في اسبوع العيد وحده اكثر من 21 مليون جنيه ووصل في اسبوعه الثاني- حتي كتابة هذه السطور.. الي أكثر من 51 مليون!! والحق أنها ليست المرة الأولي التي تتصدر افلام السبكي قائمة الايرادات في الأعياد.. فهو وحده يملك كلمة السر الخاصة بجمهور العيد ومعظمه من الشباب.. لكن هذا العام تحديدا بدت افلام السبكي كظاهرة مؤكدة في الاعياد كالمخدرات التي تغرق الاسواق في هذا الوقت وتسيطر علي معظم الشباب.. أو التحرش الجنسي الذي أصبح من مظاهر العيد ايضا.. وهكذا تكتمل الصورة بأفلام ترضي أذواق هذا الجمهور وتخاطب غرائزه بتوليفة خاصة من المخدرات والعنف والرقص والغناء مع الكوميديا تارة او المليودراما العنيفة تارة أخري! والحق أن أحمد السبكي هو أفضل من يصنع هذه التوليفة. اتهامات عديدة كالسهام وجهت للسبكي الذي أصبح مؤسسة قائمة بذاتها.. يمتلك حبا خاصا لصناعة السينما التي يستثمر امواله فيها منذ ما يقرب من ربع قرن.. وموهبة أكثر خصوصية جعلته في مقدمة منتجي السينما بما فيهم اصحاب التاريخ والرصيد الفني ورؤوس الاموال الضخمة.. وقد ترك معظمهم الساحة الآن لتنفرد عائلة السبكي بنصف انتاج السينما تقريبا.. فلأحمد ومحمد السبكي هذا العام 61 فيلما.. وأيا كانت هذه الافلام.. لكل من أحمد نتفق عليها فبها تستمر الحياة في أوصال صناعة السينما المصرية المريضة والتي تصارع من اجل البقاء. وحتي تتضح الصورة فالأخوان السبكي اللذان بدءا معا بشركة انتاج واحدة لكل منهما فلسفته الانتاجية الخاصة اجبرتهما علي الانفصال.. ففي حين لا يقدم محمد الا سينما تجارية وحسب.. صنع أحمد توازنا.. فهو يقدم افلاما جادة ذات انتاج ضخم تفخر بها السينما المصرية ومنها »كبارية« و»الفرح« و»ساعة ونصف« حين يقدم افلاما اخري تجارية محدودة التكاليف والابداع مثل »لحمة رأس« و»شارع الهرم« و»حصل خير«!! وافلامه هذا العيد تؤكد هذه السياسة ففي حين كان »عبده موتة« تجاريا يحمل خلطته الشهيرة كان معه »الآنسة مامي« كوميديا اجتماعية للأسرة..وسبقهما الي دور العرض »ساعة ونصف« وهو انتاج ضخم ويعد من افضل افلام العام.. وبذلك استحوذ السبكي علي ايرادات الموسم تاركا لغيره »الفتات«! أعشق السينما ولا أتاجر بالفن! في البداية سألته هل تقصد تلك الفلسفة أم انها صدفة؟! - بالطبع مقصود.. يجب أن يكون هناك افلام تخاطب كل شرائح المجتمع.. ولابد أن انتج افلاما تجارية تحقق ارباحا تعينني علي انتاج افلام اخري جادة لا تحقق حتي نصف تكلفتها.. لو لم انتج »عبده موتة« بجوار »ساعة ونصف« ليعوض خسائري من الأخير لن أواصل الانتاج وسأتوقف ككثير اغلقوا بابهم امام السينما! لكن البعض يعتبر ذلك نوعا من الازدواجية والمتاجرة بالفن؟! - أنا لا أتاجر بالفن..أنا أعشق السينما.. ودخلت هذا المجال لحبي لسينما.. قدمت افلاما عديدة منذ عام 0991 منها »مستر كاراتيه« و»سواق الهانم« و»امرأة هزت عرش مصر« و»الرجل الثالث« و»حلق حوش« و»الرغبة« و»الليمبي« و»سيد العاطفي« وهو آخر فيلم انتجته مع أخي محمد.. ثم انتجت وحدي افلاما عديدة منها »كباريه« و»الفرح« و»واحد صحيح« و»ساعة ونصف« وغيرها وكما ترين هذه الافلام منها ما هو تجاري وكثير منها فن راق فعلا.. ومنها ما حقق ارباح ومنها ما حقق خسائر ضخمة.. بدون هذا التوازن لن استطيع مواصلة الانتاج.. وفعلا افلام مثل »شارع الهرم« و»حصل خير« هي التي ساهمت في انتاج »كباريه« و»الفرح« اللذين نالوا اعجاب النقاد ومثلا مصر في المهرجانات.. السينما فن وصناعة وتجارة وليست فن فقط وبدون التجارة والارباح لن يكون هناك وجود للسينما. لكن افلامك كلها -حتي الجاد منها ويحمل توليفتك الشهيرة التي تخاطب الغرائز؟! - غير صحيح.. لا يمكن أن تخاطب أفلامي الغرائز وأنا »حاج« متدين وملتزم.. أنا لا اقبل أي مشهد خارج في افلامي.. إلا اذا كنت تعدين الرقص والغناء مخاطبة للغرائز. الجمهور عاوز كده! الرقص والملابس المثيرة والايحاءات الجنسية والافيهات الخارجة كلها في افلامك.. ألا تعدها مخاطبة للغرائز؟! - أفلامي بها رقص واغان مبهجة ومرحة وهو سبب نجاحها وليس بها ايحاءات جنسية او اغيرها.. انا اعرف جيدا كيف اختار قصة يحبها الجمهور وأغنية تضفي عليها البهجة.. والرقص الشعبي ليس مثيرا علي الاطلاق والناس في مصر معظمهم يحبون الرقص والغناء.. انا منتج »شاطر« يعرف ما يحبه الناس ولا يضيرني ان تقولي انت أو غيرك من النقاد انني أملك شفرة الجمهور.. فهذا نجاح في النهاية. لكن فلسفة »الجمهور عاوز كده« مبرر ضعيف لتقديم فن هابط - نحن ننتج السينما للناس .. للجمهور وليس للنقاد.. وأنا لا أقدم فنا هابطا.. ليس معني ان الفيلم تجاري انه هابط.. »عبده موتة« مثلا ليس فيلما رديئا أو هابطا بالعكس فيلما جيدا يقدم قيمة اخلاقية.. هو ليس »شارع الهرم«. ولماذا اخترت »شارع الهرم« في هذا السياق.. هل تراه هابطا؟!! - ليس هابطا بالمعني الذي تقصدينه.. هو فيلم تجاري خالص وله جمهوره..وستفاجأين عندما أقول انني لم أشاهده اطلاقا.. أنا لا أحبه!! ولماذا أنتجته وانت لا تحبه ولن تشاهده؟! - لأنني كما قلت مراراً.. الافلام التجارية مثل »شارع الهرم« هي التي تكفل لي الاستمرار كمنتج وتمنح الفرصة لانتاج افلام مثل »واحد صحيح« الذي خسرت فيه اكثر من 4 ملايين جنيه.. و»الفرح« الذي تجاوزت خسارته هذا الرقم و»ساعة ونصف« الذي ربما يزيد عليهما في الخسارة!! الافلام التجارية حتي ولو لم تعجبك أو تعجبني مهمة لانقاذ صناعة السينما من التوقف وانقاذ اسر عديدة تعمل في هذا المجال.. من المستحيل في العالم كله أن تصنع افلاما للفن فقط.. لابد من الافلام التجارية حتي تستمر عجلة الانتاج. لكنك متهم بإفساد الذوق بأفلامك التجارية تلك؟! - هو انت تعرفي تكلمي حد في الشارع دلوقتي؟!! - فساد الذوق وإنفلات الأخلاق هو المناخ السائد في مصر الآن.. وذلك ليس بسبب افلامي.. هذه الحالة لست المتسبب فيها.. أنا أصنع أفلاما تعبر عن الواقع ولم اصنع الواقع نفسه. »عبده موتة« لم ينتصر للبلطجة لكن افلامك تكرس هذا الواقع المرير وتغازل اصحابه؟! - لا طبعا.. أفلامي تنتقد هذا الواقع وتكشفه.. ولا تروج له أو تشجع عليه.. والدليل ان في »عبده موتة« الذي يلاقي اكبر قدر من الهجوم حاليا لم ينتصر »البلطجي« في الحياة بل نال عقابا رادعا في النهاية.. وانطبق عليه مثل »كما تدين تدان«.. ومن يشاهد الفيلم من الشباب لن يقلد البطل ولن يتمني حياته لأنه سيخشي مصيره.. وللعلم لقد شاهد »المفتي« الفيلم بنفسه ليفصل في شكوي بشأن اغنيته »ياطاهرة يا أم الحسين والحسين« والتي اوصي بحذفها وفعلت.. لكنه بعيدا عن الاغنية اشاد بالفيلم وقال لي لقد قدمت نموذجا فاسدا في المجتمع تم عقابه ونال جزاؤه.. هو والراقصة كل نال عقابه. ان كان فيلمك لا يغازل هذه الفئة فلماذا كان نجاحه الخارق في العيد دون غيره؟! - أولا النجاح من عند الله.. ثانيا هو فيلم جيد .. وبه التوليفة التي تعجب الناس.. بداية من اسمه »عبده موتة« الي البطل وهو ممثل موهوب احبه الجمهور الي المغنيين »اوكا و»اورتيجا« وهما الموضة الغنائية في مصر هذه الايام ومن قبل الفيلم وهما من أسرار نجاح الفيلم. وما رأيك فيما يقال ان الفيلم ساهم في ازدياد ظاهرة التحرش الجنسي خاصة في منطقة وسط البلد التي تجمع فيها الآلاف لمشاهدة الفيلم؟ - ظاهرة التحرش ليست جديدة.. ولا علاقة للفيلم بها.. ولاذنب لنا في التزاحم علي دور العرض.. فجمهور الفيلم ليس من هذه الفئة فقط كما ترددون.. ويكفي ان أقول أن الاقبال الاكبر علي الفيلم كان من جمهور »المولات« التجارية الشهيرة فالايرادات هناك كانت أكبر من وسط البلد وقد فوجئت بعائلات محترمة وراقية وبعضها لنجوم كرة وغيرها في مولات الشيخ زايد ومدينة نصر اختارات »عبده موتة« مثلما اختارت »الآنسة مامي«. في وقت يهاجم فيه الفن وصناعة من المتشددين وادعياء الدين.. ألم تخشي ان يتخذ بعضهم افلامك ذريعة للهجوم علي السينما؟! - لا طبعا.. »هو أنا بانتج بورنو؟!!«.. افلامي ليست حراما وليس بها مشهد تخجلين منه.. نحن نقدم فنا والفن ليس بحرام.. والشعب المصري غير متشدد بطبعه وغير قابل للخداع من ادعياء الدين.. المصريون شعب له طبيعة خاصة.. و»اللي اختار الإخوان هو نفسه اللي بيدخل عبده موتة«!.